أبوظبي في 16 نوفمبر/ وام/ اطلع أعضاء النسخة الثانية من "برنامج الزمالة التقنية للشباب العربي" الذي ينظمه مركز الشباب العربي في لقاء استضاف معالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد ، على الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات لتعزيز مساهمة الدولة والمنطقة العربية في مجال الذكاء الاصطناعي والبرمجة، والمهارات المستقبلية لتمكين الشباب العربي بقدرات البرمجة وفرصها. جاء ذلك، عقب توقيع المركز - الذي ينظم البرنامج بمشاركة 53 شابا وشابة من 15 دولة عربية بالشراكة مع مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وكبرى مؤسسات ومنصات التكنولوجيا العالمية - شراكة مع مكتب الذكاء الاصطناعي لتدريب وتمكين الشباب العربي المتميز وربطهم بفرص المستقبل الرقمي ولغات وأدوات البرمجة والتطبيقات المتطورة في اقتصادات ومجتمعات المستقبل الذكية.وقّع اتفاقية التعاون معالي عمر سلطان العلماء، و معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب نائب رئيس مركز الشباب العربي. والتقى معالي عمر سلطان العلماء منتسبي الدفعة الثانية من برنامج الزمالة التقنية للشباب العربي عبر تقنية الاتصال المرئي، حيث استمعوا منه إلى شرح حول الفرص النوعية الواعدة التي ستوفرها المهارات التخصصية التي يمتلكها الشباب مستقبلاً، خاصة في قطاعات الاقتصاد الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة والصاعدة. وأكد معاليه أن حكومة دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، تتبنى التكنولوجيا المتقدمة وحلول الذكاء الاصطناعي لاستكشاف فرص جديدة وإيجاد أفضل الحلول للتحديات وصناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وأشار إلى تجربة دولة الإمارات الرائدة في تعزيز الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأدوات الرقمنة لتحقيق التفوق الرقمي والتقني وتعزيز تنافسية الدولة وريادتها العالمية، وجهود تمكين الشباب بالمهارات والفرص، من لحظة إطلاق الدولة لاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي مبكراً عام 2017 وسرّعت تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية وتوفير بيئات عمل مبتكرة وأسواق جديدة واعدة ذات قيمة اقتصادية عالية. وأكد أهمية امتلاك الشباب للمهارات والتقنيات اللازمة لمواكبة متطلبات سوق العمل الذي سيتغير بشكل جذري مستقبلاً ليصبح أكثر تركيزاً على المهارات لا المعلومات، إضافة إلى تعلّم لغات البرمجة المتاحة للجميع من مختلف التخصصات، لدعم الاقتصاد الرقمي وبناء مستقبل أفضل. وقال معاليه: "لدينا العديد من المبادرات في دولة الإمارات التي تركز على تمكين الكوادر والقدرات الشابة في مختلف مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي منها تمكين مليون مبرمج عربي، واستخدام الذكاء الاصطناعي في الطب، والنقل، والطيران، والسياحة. وهناك اتفاقيات عديدة مع دول العالم لتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب في مجال الذكاء الاصطناعي، وسنعمل مع الشباب المتميز لتوظيف طاقاته وقدراته لتعزيز تنافسية المنطقة العربية في هذه القطاعات الواعدة". ولفت إلى مشروع "100 مبرمج كل يوم" الذي أطلقته حكومة دولة الإمارات عام 2021 ضمن "مشاريع الخمسين" التي ترسم ملامح خمسين عاماً مقبلة من التنمية والتطور وصولاً إلى مئوية الإمارات 2071."وأكد أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي هي جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية اليوم، سواء من حيث توفير خرائط التنقل أو أدوات المحتوى المرئي أو منصات التسوق الرقمي والتجارة الإلكترونية أو وسائل الاتصال والتفاعل الإنساني.وقال: "دورنا يكمن في وضع تشريعات وإطلاق مبادرات تساهم في خلق حراك إيجابي في مجال الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات وأيضاً في الوطن العربي، ونسعد دائماً برؤية شباب متطلع إلى التقنيات المستقبلية وعنده الحرص على الاستفادة من كل ما حوله فكثير من قادة العالم والمؤسسات والشركات العملاقة اليوم يقولون إن الذكاء الاصطناعي هو أهم تقنية في آخر 100 سنة". وأشار إلى أبرز مقومات استراتيجية الإمارات للاقتصاد الرقمي التي اعتمدتها الدولة في أبريل الماضي، الهادفة إلى مضاعفة نسبة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 9.7% إلى 19.4% خلال السنوات العشر المقبلة، ما يفتح آفاقاً واعدة للمواهب والكفاءات الشابة، مؤكداً على الدور المحوري للشباب في تفعيل فرص الاقتصاد الرقمي واستدامة التنمية عبر تنويع الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار والتكنولوجيا الذكية.من جهتها، أكدت معالي شما المزروعي أن الشباب هم الأقدر على تطويع وتطوير أدوات البرمجة وحلول التقنية والذكاء الاصطناعي لبناء مجتمعات واقتصادات المستقبل الذكية المستدامة القائمة على الابتكار والتكنولوجيا والمعرفة، إلى جانب تحقيق أهدافهم وطموحاتهم وتوظيف إبداعاتهم لإحداث نقلة تكنولوجية نوعية محلياً وعربياً تواكب التطور التكنولوجي والتحول الرقمي السريع على مستوى العالم.وقالت معاليها: "التكنولوجيا وتطبيقاتها تخلق الفرص، وتسرّع سد الفجوة الرقمية، وتمكّن الكفاءات والمواهب بالمهارات الأساسية التي تصنع الفرق، وفي مقدمتها إتقان لغات البرمجة، والقدرة على توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات."وأشادت المزروعي بالتعاون مع مكتب الذكاء الاصطناعي والذي يقدم خبراته المتقدمة لتمكين الشباب العربي في أوطانهم ومشاركة النموذج الإماراتي الريادي في توطين فرص الذكاء الاصطناعي وإشراك الشباب في صناعة مستقبلها، وقالت:" سنواصل العمل مع كافة الشركاء في المنطقة العربية والعالم لتأهيل قادة قادرين على مواكبة اقتصادات المستقبل القائمة على الابتكار والتكنولوجيا والمعرفة".ويأتي ذلك ضمن الفعاليات التدريبية الحصرية التي يوفرها مركز الشباب العربي للمواهب الشابة من مختلف الدول العربية في تخصصات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ضمن "برنامج الزمالة التقنية للشباب العربي".وبموجب المذكرة المبرمة التي تعزز شراكة المركز ومكتب الذكاء الاصطناعي يتعاون الجانبان على تهيئة القيادات العربية الشابة المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والابتكار التكنولوجي من خلال التركيز على تطوير وتعزيز مواهبهم، وتوفير منصة لتدريب وتطوير الشباب العربي في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والبرمجة، وتنظيم تدريب للشباب لتعزيز فرص توظيفهم، وتطوير برامج تدريبية لتطوير مهاراتهم بما يلبي متطلبات التكنولوجيا المستقبلية وسد الفجوة المهارية في قدرات الشباب في المنطقة.كما ينسق الطرفان وفق المذكرة جهود دعم الشباب من خلال توفير فرص التواصل والاطلاع على أحدث الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي والبرمجة، خاصة لغة "بايثون" python، وتعريفهم بالمبادرات التكنولوجية التي تطلقها حكومة دولة الإمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجة، مع دعم مشاريع الشباب والشركات الناشئة في مجالات التكنولوجيا، وتحديداً الذكاء الاصطناعي والبرمجة.وتتوقع ورقة بحثية أصدرها مركز الشباب العربي أن توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي 13 تريليون دولار أمريكي في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، وأن تدعم الكفاءات الناتجة عن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ميزانيات حكومات الشرق الأوسط بما يصل إلى 7 مليارات دولار أمريكي سنوياً، مع توقعات بنمو سنوي لمشاركة الذكاء الاصطناعي في اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ما بين 20 إلى 34%.كما استمع أعضاء برنامج الزمالة التقنية للشباب العربي من راشد السويدي مساعد مدير المشروعات بمكتب الذكاء الاصطناعي، إلى فوائد لغات البرمجة المبسطة في خلق فرص مضاعفة وتسريع عملية نمو المشاريع والأفكار المبتكرة. وفي جلسة تخصصية حول الآفاق الواعدة التي يفتحها استخدام لغة البرمجة "بايثون" في مختلف القطاعات، عرض راشد السويدي إمكانات تطوير تطبيقات ذكية مفتاحية باستخدام لغات البرمجة وخوارزميات معدّة مسبقاً تسهم في توسيع وتطوير تلك التطبيقات في خدمة شرائح وفئات وقطاعات أوسع. ويوفر برنامج الزمالة التقنية للشباب العربي جسراً يواكب التقدم السريع الحاصل في قطاعات التكنولوجيا ويسد الفجوة الرقمية ويعزز التنمية بالاستفادة من فرص الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي والآفاق الاقتصادية الجديدة التي تفتحها للشباب.ويهدف برنامج الزمالة التقنية للشباب العربي من مركز الشباب العربي إلى تكوين قيادات عربية شابة في مجال التقنيات الرقمية والتكنولوجيا، وإعداد جيل من الشباب العربي القادر على رصد المهارات المستجدة فيها، إلى جانب توفيره منصة تطويرية تدريبية للشباب العربي بالتعاون مع شركاء محلين وعالميين، وإتاحة الفرصة للشباب العربي للتعلم والاطلاع على تجارب مجموعة من أهم الخبراء في مجال التقنيات الرقمية والتكنولوجيا.وتركز النسخة الجديدة من البرنامج على بناء مهارات الشباب في تخصصات الذكاء الاصطناعي والبرمجة بلغة بايثون، وإعداد دفعة متمكنة من الشباب المطلّع على أحدث لغات البرمجة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تعزز آليات الإنتاج وتسهل توفير الخدمات وترتقي بجودة الحياة وتخلق الفرص للمواهب الشابة.
مشاركة :