الواقع يفرض نفسه على خشبة مهرجان المسرح العربي

  • 1/17/2016
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت الليلة الأخيرة في مهرجان المسرح العربي الثامن في الكويت، ثلاثة عروض مسرحية، من الجزائر وزيد نزيدلك، ومن الكويت العرس، ومن المغرب التلفة، وذلك قبل يوم الاختتام، الذي يعلن فيه اسم الفائز في جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي. مسرحية العرس جاءت مشاركة مسرحية العرس الكويتية، التي عرضت على مسرح حمد الرجيب في المعهد العالي للفنون المسرحية، في فعاليات مهرجان المسرح العربي الثامن، من خارج المنافسة على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي، وعرضت المسرحية على مسرح المعهد الوطني الكويتي، وهي الوحيدة التي استضافها المعهد العالي لأسباب تقنية تخص الديكور بعمق 11 متراً، وخشبة مسرح كيفان لا تستوعب سوى ستة أمتار فقط، لذا لم يضح المخرج بجمالية السينوغرافيا على حساب الإخراج والعكس، والعمل من تأليف فلول الفيلكاوي، إخراج هاني النصار. وفي التفاصيل، شهد مسرح عبدالحسين عبدالرضا في منطقة السالمية بمدينة الكويت، أول من أمس، عرض المسرحية الجزائرية وزيد نزيدلك، التي تتنافس على النسخة الخامسة من جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي، ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي الثامن، وتدور المسرحية التي تم اقتباسها من مسرحية لعبة السلطان والوزير للكاتب الليبي عبدالله البصيري، حول الصراع بين الخير والشر، والاختلاس والنفاق والمؤامرة، وهي من تأليف الكاتبة ليلى بن عائشة، وإخراج فوزي بن براهيم. اعتمد المخرج على ديكور أساسي هو خيمة السيرك، وفيها يجري الصراع، الذي تضمن انتفاضة عمال السيرك احتجاجاً على سوء أوضاعهم الاجتماعية، الأمر الذي قاد المسؤول وحاشيته (مدير السيرك)، إلى عقد اجتماع من أجل البحث في الحلول تفادياً لأخطار قد تداهمهم نتيجة الأحوال السيئة، وبكل الأحوال تتصاعد الأحداث وتتزايد وتيرتها في إطار كوميدي فكاهي وساخر. وتعدّ المسرحية ترجمة للواقع المرّ الذي يضرب المجتمعات بسبب الفساد، وتميز العمل بلوحات ثلاث وخيمة السيرك التي جاءت كفضاء لتجسيدها، ونجح العمل في إدانة الفاسدين على شاكلة مدير السيرك وجماعته، الذين استغلوا العمال وتسلطوا عليهم، ووضع مكاشفة أخرى لفاسدين ولصوص آخرين من خلال لعبة جمعت عمال السيرك، وتمّ الكشف عنهم بفضل ذكاء مثقّف كان ضمن جماعة المدير، في إشارة منه إلى الدور الكبير الذي يلعبه المثقف في الحياة اليومية، من خلال توعية المجتمع والكشف عن الحقائق للوقوف في وجه الفساد، واستطاع المخرج، وفي ديكور بسيط عبارة عن سيرك، إيصال مجموعة من الرسائل مضمونها الاختلاس والواقع الهش الذي تعيشه بعض المجتمعات العربية، وحمل العرض كثيراً من الرموز والدلالات للواقع المر الذي تعيشه شعوبنا بسبب الفساد، الذي في بعض الدول طال كل المؤسسات. وركز المخرج في عرضه على عناصره الرئيسة، مثل الممثل والسينوغرافيا وصولاً إلى رؤية تناسب فضاء المسرح، حيث نجح فريق العمل في خلق الكوميديا الساخرة والسوداء المغلفة بالتشويق للجمهور. وكانت المسرحية حصلت على جائزة أحسن إخراج في النسخة الـ10 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف في الجزائر العام الماضي. مسرحية التلفة شهد مسرح الدسمة في منطقة الدسمة، أول من أمس، عرض المسرحية المغربية التلفة، وهي من تأليف رشيدة أمحجور، وإخراج نعيمة زيطان، لمسرح كواريوم في المغرب، وهي إحدى المسرحيات المتنافسة على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي. تحكي التلفة قصة أربع فتيات امتهن العمل كبائعات هوى تم القبض عليهن وزج بهن في الاعتقال الاحتياطي، في انتظار محاكمتهن، وتسلط المسرحية الضوء على الظروف الصعبة التي تفرض على المرأة احتراف الدعارة، وما تعانيه من استغلال وعنف وهي خارج أسوار السجن أو داخلها. ووفقاً لمخرجة العمل زيطان، فإن العمل يهدف إلى إيجاد عقوبات بديلة لتسريع الحكم، وأيضاً إلقاء الضوء حول الظروف الصعبة التي تفرض على المرأة هذا العمل، ومحاولة خلق نقاش جدي حول كثير من القضايا، وليس استفزاز الجمهور، بل الإسهام في النقاش العمومي حول قضايا نابعة من الواقع المعاش. تغيّر المشهد في المسرحية ثلاث مرات، حيث مشهد المعمل الذي تتدرب فيه السجينات على مهن مختلفة، ومشهد الحمام، حيث تقف كل واحدة منهن أمام مرآة وتبدأ في معالجة وجهها بالكريمات، ومشهد النوم على الأسرّة، حيث تجلس كل منهن على سريرها وتستخدم تلفونها أو رسائلها أو تعد الشاي، وفي كل المشاهد كان المتفرج أمام جدل ونكات عادية يتبادلنها السجينات، وسرد تستذكر فيه السجينة حياتها السابقة. أما السينوغرافيا فقد وظفت عناصر الإضاءة والديكور بشكل جيد خدم العرض، ومنحه أجواء السجن لحد ما.

مشاركة :