طالبت الأمم المتحدة أول أمس الجمعة، بالوقف الفوري لحصار المدن السورية من قبل أطراف النزاع في هذا البلد، منددة بما أسمته التكتيك الوحشي، فيما أكدت حكومة النظام السوري أنه لا أحد يهتم بالشعب السوري كالحكومة، في حين قالت بريطانيا في مجلس الأمن إن مضايا ليست إلا القسم الظاهر من كتلة الجليد وإنه يتعين تأمين الوصول إلى المدنيين المحاصرين. وانتقدت روسيا مجلس الأمن الدولي لعقده جلسة طارئة بشأن الأوضاع الإنسانية في سوريا. وأوضح نائب السفير الروسي لدى المنظمة الدولية، بيتر ليكشوف، أن الأمم المتحدة بعقدها لهذه الجلسة تتخذ موقفاً سياسياً إزاء الأزمة السورية، خاصة وأن الجلسة تأتي قبل أيامٍ قلائل من بدء محادثات السلام السورية المزمعة يوم 25 يناير/كانون الثاني الجاري. وقالت مسؤولة العمليات الإنسانية لدى الأمم المتحدة كيونغ وا كانغ أمام مجلس الأمن المنعقد في جلسة طارئة لا يوجد سبب ولا تفسير ولا عذر مقبول، لمنع تقديم المساعدة لأشخاص هم بحاجة إليها، وأضافت إنه انتهاك خطر للقانون الدولي ويجب أن يتوقف فوراً. وطالبت بتمكين العاملين الإنسانيين من العمل الكامل وبدون عراقيل ولا شروط مسبقة وبشكل مطول في سوريا مشيرة إلى أن الوضع في بلدة مضايا ليس حالة فريدة وأن 400 ألف مواطن سوري يتعرضون لحصار تنظيمات المعارضة المسلحة وقوات النظام في سوريا. وبعد أن ذكرت بأن من مسؤولية مجلس الأمن حماية المدنيين حثت سفراء الدول الأعضاء في المجلس ال 15 على عدم السماح بموت المزيد من الأشخاص في البلدات المحاصرة، وطالب السفير الفرنسي فرنسوا ديلاترا ب الرفع الفوري لكافة الحصارات وتمكين العاملين الإنسانيين من وصول حر إلى مختلف المناطق المحتاجة للتدخل في سوريا. وبعد أن أشار إلى مسؤولية النظام قال السفير السوري إن وصول فرق الطوارئ لا يمكن أن يعتبر منة أو تنازلاً من النظام السوري لكنه واجب مطلق بناء على القانون الدولي. وقبل ساعات من مباحثات السلام السورية في جنيف اعتبر السفير انه لن يكون هناك مسار سياسي ذا مصداقية دون تحسن فوري للوضع الإنساني. وقالت سوريا لمجلس الأمن الدولي إنه ليس هناك أحد يهتم بالشعب السوري أكثر من الحكومة والرئيس بشار الأسد. وقال منذر منذر نائب السفير السوري لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن إن الحكومة السورية هي الحكومة الأكثر اهتماماً بشعبها، وأضاف أنه لا يمكن لأحد ولا يمكن لأي دولة أن تدعي الاهتمام بالشعب السوري أكثر من الحكومة السورية ولاسيما عندما يتعلق الأمر بتقديم المساعدة لمناطق خاضعة لسيطرة جماعات إرهابية مسلحة. ومن جهته، قال مساعد ممثل بريطانيا في المجلس بيتر ويلسون إن مضايا ليست إلا القسم الظاهر من كتلة الجليد وأنه يتعين تأمين الوصول إلى المدنيين المحاصرين. وقال السفير النيوزيلندي جيرار فان بوهيمان إنه لا يجب أن يستخدم المدنيون مثل البيادق داعياً الحكومة السورية إلى منح فوري للتراخيص لإجلاء طبي للمرضى. (وكالات)
مشاركة :