لا يصيب سرطان الثدي النساء وحدهم فحسب، بل الرجال أيضاً ولا بد لنا أن نفكر في المستقبل لمعالجة الذين ابتليوا به بطريقة أفضل ومن دون التهكم عليهم. الشريط الوردي الذي يرمز إلى سرطان الثدي يظهر في كل مكان، ولا بد من تشجيع حملات مكافحة المرض لأنها أنقذت وتنقذ الأرواح، ومع ذلك فنحن نغض الطرف عن فئة من المصابين بهذا المرض وهم الرجال، لأنهم أيضاً يصابون بسرطان الثدي. وفي حين إن سرطان الثدي نسبته قليلة في الرجال، إلا أننا نحتاج لتذكير الناس بأنهم معرضون إلى خطر الإصابة به، فالذكور من مرضى سرطان الثدي الذين تم علاجهم لم يكونوا يؤمنوا من قبل بأن هذا المرض يصيب الرجال، لأنهم كانوا يعتقدون أن هذا المرض خاص بالنساء فقط. تقول د. ليندا جرجس اختصاصية طب الأسرة: عندما طلبت تصويراً لثدي رجل مريض بالأشعة السينية (الماموجرام) في الماضي، ظن البعض أنني أمازح، لذلك فإن التوعية عن هذا المرض مهمة للغاية، ويجب ألا ننسى المرضى من الرجال في هذا الصدد، لأن الرجال المصابون بهذا المرض يعانون أكثر من النساء، حيث يموتون مبكراً، كما أن معدلات فشل العلاج عالية بينهم، وأحد أسبابها أن هذا المرض لم يبحث جيداً في الرجال كما في النساء. فالرجال يتلقون نفس العلاج مثل النساء وهذا كل ما في الأمر وهذا هو المتاح حالياً، فالكثير من التجارب السريرية تحتاج لتطوير علاجات محددة للرجال المصابين. من الناحية العاطفية، يتحمل الرجال مشقة كبيرة في الحياة، ومع ذلك يوصمون بالعار إذا أصيبوا بأمراض نسائية، كما أنهم يخشون كثيراً اطلاع الآخرين عليها، ففي الواقع، الكثير منهم يجبرون على الخضوع للاختبارات والعلاج في مراكز خاصة بالنساء، وربما يكون أحدهم الرجل الوحيد بين المرضى في المركز، لذا فكثير من الرجال يترددون في الذهاب إلى هذه المراكز التي تعد الأفضل في علاج سرطان الثدي، ولكنهم دائماً يشعرون فيها بالحرج.
مشاركة :