سقط مساء الثلاثاء صاروخ في قرية بجيفودوف البولندية قرب الحدود مع أوكرانيا تسبب بمقتل شخصين. وفي ما يلي نستعرض أبرز المعلومات المتاحة عمّا حصل مساء الثلاثاء. ماذا حصل؟ لقي رجلان يبلغان من العمر نحو 60 عامًا حتفهما حين سقط صاروخ على قرية بجيفودوف البولندية البعيدة ستة كيلومترات تقريبًا عن الحدود الأوكرانية بعد ظهر الثلاثاء. وقالت وزارة الخارجية البولندية إن الانفجار الصاروخي وقع الثلاثاء عند الساعة 14,40 بتوقيت جرينتش. وقال سكان إن الانفجار أصاب منشأة محلية لتجفيف الحبوب بالقرب من مدرسة. ووقع الانفجار في وقت كانت روسيا تستهدف أوكرانيا بقصف كثيف على منشآت مدنية تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن ملايين المنازل. واستهدفت صواريخ روسية مدنًا في أوكرانيا تشمل مدينة لفيف قرب الحدود البولندية. من أطلق الصاروخ؟ تمّ توجيه الاتهام فورًا إلى روسيا التي بدأت غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير. لكن الرئيس البولندي أندريه دودا أعلن الأربعاء أنه “من المرجح جدًا” أن تكون الدفاعات الأوكرانية هي مصدر الصاروخ. إلا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شدد الأربعاء على أن الصاروخ كان روسيا. ويقول الخبير في الأسلحة الجوية بيار غراسيه، من مركز جامعة السوربون لدراسات الهويات والعلاقات الدولية وحضارات أوروبا، إن الصاروخ من طراز “5ف55” 5V55 وهو صاروخ يستخدمه الجيش الأوكراني. ويضيف أن “الانفجار كان على الأرجح حادثًا فيه صاروخ أرض جو أوكراني أخطأ في تصويب هدفه أو خرج عن السيطرة”. ويشير إلى أن أنظمة حلف شمال الأطلسي كانت لترصد إطلاق مثل هذا الصاروخ لو أُطلق من بيلاروسيا المجاورة حليفة روسيا. ما تداعيات ذلك؟ أثار الانفجار مخاوف من أن يُجرّ حلف شمال الأطلسي، والذي انضمّت إليه بولندا في العام 1999، إلى الصراع بين أوكرانيا وروسيا. تتمتع بولندا بالحماية من خلال التزام حلف شمال الأطلسي بالدفاع الجماعي المنصوص عليه في المادة 5 من ميثاق الناتو. وقال الرئيس البولندي إنه من “المرجح” أن يطلب مندوب بولندا لدى الحلف إجراء مشاورات عاجلة بموجب المادة 4 من ميثاق الحلف التي تنص على أنه يمكن الدعوة للتشاور عندما يشعر أي عضو في حلف شمال الأطلسي بأن “وحدة أراضيه أو استقلاله السياسي أو أمنه” معرض للخطر. ووضعت بولندا جيشها في حالة تأهب قصوى واستدعت السفير الروسي ليل الثلاثاء، لكنها حذرت من التوصل إلى أي استنتاجات متسرعة بشأن مصدر الصاروخ الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية. من قال ماذا؟ طلبت أوكرانيا الأربعاء إعطاءها حق “الوصول الفوري” إلى الموقع الذي سقط فيه الصاروخ، فكتب سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أليكسي دانيلوف في تغريدة “أوكرانيا تطلب الوصول الفوري إلى موقع الضربة” لافتًا إلى أن كييف ترغب بإجراء “تقييم مشترك للحادثة”. وأشار إلى أن كييف مستعدة لتسليم “أدلة” على اتهاماتها لروسيا بالمسؤولية. من جهتها، قالت موسكو إن الاتهامات بإطلاق النار باتجاه الأراضي البولندية “استفزازات” وأن لا علاقة لها بالانفجار الصاروخي. وعقد القادة الغربيون اجتماعًا طارئًا على هامش قمة مجموعة العشرين الأربعاء، معبّرين عن تضامنهم مع بولندا وداعين إلى توخي الحذر بشأن مصدر الصاروخ. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج الأربعاء إن “لا مؤشر” يسمح بالقول إن الانفجار ناجم عن “هجوم متعمّد”، معتبرًا أن اللائمة تقع في جميع الأحوال على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا.
مشاركة :