ولي العهد يجدد أكبر تحالف سعودي كوري جنوبي للطاقة المتكاملة والتكنولوجيا المبتكرة

  • 11/17/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تولى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان قيادة الحقبة السعودية الكورية الجنوبية التكنولوجية المبتكرة وجعلها موضع التنفيذ بزيارته التاريخية في 2019 والتي عكفت على تنويع وتوسيع التعاون الثنائي في صناعة الطاقة المتكاملة والصناعات الجديدة التي تلبي احتياجات حقبة الثورة الصناعية الرابعة، وعلى وجه الخصوص، اتفق الجانبان على أن الدولتين ستبذلان جهوداً مشتركة لخلق فرص وظيفية للشباب في الدولتين، في مقدمتها مجالات الصناعة الحديثة المستقبلية كالسيارات الصديقة للبيئة وصناعة الروبوتات وتقنية المعلومات والتواصل وتقنيات شبكة الجيل الخامس. إذ تفتح المملكة وكوريا الجنوبية فضاءات أرحب من التمثيل الحضوري والتي تكشف للبلدين فرص جديدة من التلاقي التي يمكن خوض رحاها بمشهد اقتصادي جديد يقوم على الابتكار والمشروعات الاستثمارية الخلاقة التي غيرت من المفاهيم الصناعية التقليدية في البلدين وتحويل عجلة الإنتاج لسبل زخمة من الابتكار والتكنولوجيات الحديثة. فيما حرص فخامة رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن، على مشاركة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حفل تدشين توسعات الطاقة المتكاملة السعودية الكورية الجنوبية المبتكرة إذ تستثمر ثلاثة من أبرز الشركات سعودية في جمهورية كوريا برأس مال يبلغ 6.35 مليارات دولار، وهي أرامكو السعودية والتي تنشط في قطاع الفحم والنفط والغاز، ولديها أربعة مشاريع وشركتان بحجم استثمارات بلغ 5.180 مليارات دولار، وسابك التي تنشط في قطاع المواد الكيميائية بمشروع واحد وشركة واحدة بحجم استثمارات بلغ مليار دولار، والشركة المتقدمة للبتروكيميائيات التي تنشط في قطاع البلاستيك ولديها ثلاثة مشاريع وشركتان بحجم استثمارات بلغ 168 مليون دولار. ويرى النقاد أن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لكوريا الجنوبية توطد حراكاً استثمارياً ضخماً في قلب صناعة الطاقة المتكاملة وتقودها مشاريع شركة أرامكو السعودية لتتوسع بعمق واسع في قلب كوريا الجنوبية وتفتح آفاقا أرحب لتوسعات عملاقة في أصعدة التكرير والكيميائيات وتعزيز تنافسية قطاع زيوت التشحيم من خلال الاستثمار المتقدم في المرافق المتطورة في شركة إس أويل، التي تعد من أنجح الشركات في كوريا الجنوبية، ومثل لحظة تاريخية لشركة إس أويل، وعلامة فارقة بالنسبة لمشاريع أرامكو السعودية في مجال التكامل. وشملت مشاريع شركة أرامكو في مصفاتها الكورية "إس أويل" افتتاح مجمع تطوير مخلفات التكرير، ومجمع إنتاج مشتقات الأوليفينات. وتتضمن المرافق الجديدة أحدث التقنيات المستخدمة في أعمال التكرير، والتي زادت حصة إس أويل من 8 % إلى 13 % من تصنيع المنتجات البتروكيميائية عالية القيمة مثل البروبيلين والبنزين، مع فرص تحويل النفط لكيميائيات في توسعة مصفاة "إس أويل"، مع تأسيس مشروع وحدة التكسير بالبخار وإنتاج مشتقات الأوليفينات بقيمة تبلغ 6 مليارات دولار والمتوقع تدشينها بحلول عام 2024م. وستُنتج وحدة التكسير بالبخار الجديدة والعالمية المستوى الإيثيلين ومنتجات كيميائية أساسية أخرى مشتقة من النافثا ومخلفات الغازات في أعمال المصفاة. أدى ذلك لدخول مرحلة جديدة من الشراكة الاقتصادية التي بدورها تعزز إستراتيجية أرامكو السعودية في النمو وتحقيق المزيد من التنوع والتكامل المنشود وتشمل هذه الاتفاقيات مجالات حيوية كالتكرير والكيميائيات وتخزين النفط، ومجالات توطين صناعة السفن والمحركات في المملكة، ومجالات التطوير التقني في استخدام وسائل النقل لطاقة الهيدروجين المشتقة من النفط الخام والغاز، وتطوير استخدام المواد غير المعدنية المرتبطة بالصناعات البتروكيميائية. وستسهم، بإذن الله، في توفير خيارات طويلة الأمد لتسويق النفط الخام السعودي وتلبية الطلب المتنامي على الطاقة والمنتجات الكيميائية في هذه المنطقة المهمة. لتحرز المملكة أكبر تقدم في تحولات صناعة النفط والغاز البحرية، بالشراكة الكورية لتدخل المملكة ولأول مرة في تاريخها في الصناعات البحرية ذات الصلة بأعمال استكشاف ونقل ومعالجة وتسويق النفط الخام والغاز الطبيعي من الحقول البحرية، حيث تستدرك المملكة حجم الإنفاق الكبير في مشاريع الخدمات البحرية وتوريدها مما دفعها لإنشاء مشروع مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية كأحد أهم الاستثمارات السعودية لتوطين الصناعة والتقنية والذي سيساهم في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 63,7 مليار ريال (17 مليار دولار) سنوياً، وهو أحد أهم الممكنات لرؤية المملكة 2030، وضمن أبرز المشاريع الاستراتيجية لمنظومة الطاقة بالمملكة. في وقت تشكل صادرات المملكة النفطية عبر البحار 70 % من إنتاجها ما يجسد ضخامة الخدمات المرتبطة بها لتعكف المملكة على توسعة أعمال النفط والغاز البحرية حديثة العهد بها في العقد الماضي، والتي تشهد في الآونة الأخيرة أكبر انفتاح، حيث ارتفع إنتاج النفط بنسبة 9 % والغاز بنسبة 86 % بنهاية 2019. وبدأ مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات البحرية في استقطاب أضخم استثمارات الصناعات البحرية المتنوعة والمميزة الخاصة بصناعة النفط والغاز وخدماتها. كما تعززت قوة التحالفات السعودية الكورية بحصول شركة سامسونغ للهندسة ومجموعة هيونداي الكوريتين على عقد لتنفيذ بعض أعمال مشروع حقل الجافورة للغاز في المملكة، بقيمة تفوق 11 مليار دولار، كما دخلت شركة هيونداي للصناعات الثقيلة شريكاً في مشروع إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية في رأس الخير، والذي يعد أكبر مشروع من نوعه في المملكة والمنطقة من حيث القدرة الإنتاجية. في وقت تسعى شركة أرامكو لتعزيز حضورها في كوريا الجنوبية وقربها من عملائها في أكبر مناطق استهلاك النفط ومشتقاته في العالم، وتقوم الشركة بتسويق المنتجات البترولية والبتروكيميائية في كوريا من خلال شبكة توزيع وتسويق وطنية تشمل سبع محطات لتوزيع المنتجات وأكثر من 1600 محطة خدمة بيع بالتجزئة ذات علامة تجارية. وتسعى شركة أرامكو لتعزيز حضورها في كوريا الجنوبية وقربها من عملائها في أكبر مناطق استهلاك النفط ومشتقاته في العالم. ووضعت أرامكو في إطار عملها الاستراتيجي لتحقيق النمو المربح والمستدام ثلاث توجهات إستراتيجية تتمثل في توسعة أعمال التكرير، ودمج مرافق البتروكيميائيات، والدخول في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، وتسعى "أرامكو" جاهدة بآمال عريضة لتوسعة أعمالها في مجالات التكرير والبتروكيميائيات من خلال المضي قدما نحو تعزيز علاقاتها المتينة مع القارة الآسيوية، كجزء من طموحها أن تصبح أكبر منتج للنفط والمواد الكيميائية على حد سواء في العالم بحلول نهاية العقد الحالي والمتسقة مع التحول الوطني الاقتصادي 2020 والرؤية 2030. وتتزعم مصفاة "أرامكو أس-أويل" في كوريا أكبر طاقة معالجة من بين 12 من مصافي أرامكو التكريرية في المملكة وخارجها، تليها مصفاة "موتيفا" في تكساس بطاقة 640 ألف برميل يومياً، والثالثة مصفاة رأس تنورة بطاقة 550 ألف برميل يومياً والرابعة مصفاة "شوا شل" باليابان بطاقة 450 ألف برميل يومياً، فيما تتوزع طاقات مصافي أرامكو الأخرى في المملكة وخارجها ما بين 130 إلفا إلى 400 ألف برميل يومياً، وذلك وفق إنتاج 2017. وعززت شركة أرامكو منافستها في كوريا بأكبر الصفقات واهمها بشراء حصة بنسبة 17 % من شركة هيونداي أويل بنك الكورية الجنوبية، بقيمة استثمارية تقدر بنحو 4,7 مليارات ريال (1.25 مليار دولار). وتمتلك "هيونداي أويل بانك" 650 ألف برميل من طاقة تكرير النفط اليومية، وتصدر منتجات نفطية على مستوى العالم وتدير 2400 محطة وقود ومحطات شحن السيارات حول كوريا الجنوبية، كما تنتج البتروكيميائيات ولديها محطة للنفط في أولسان. وذكرت صحيفة كوريا الاقتصادية اليومية أن شركة إس أويل الكورية الجنوبية، والتي تمثل أرامكو أكبر مساهم فيها، تدرس استثمار ما يصل إلى 8 تريليونات وون (6.1 مليارات دولار) في مرفق إنتاج للبتروكيميائيات جديد في البلاد.وتعكف أرامكو السعودية لأن تصبح رائدة شركات الطاقة والكيميائيات المتكاملة على مستوى العالم، بما فيها كوريا الجنوبية وأن تزاول أعمالها بأمان واستدامة وموثوقية، في وقت هيمنت أرامكو السعودية بالحضور وتنوع مجموعة أعمالها على الصعيد العالمي مما يتيح لها ميزة فريدة لتلبية احتياجات العالم من الطاقة، في الوقت الذي تنتج فيه مواد هيدروكربونية ذات كثافة انبعاثات كربونية من بين الأقل عالمياً لتلبية احتياجات السوق، وكذلك الاستثمار في مصادر الطاقة الجديدة. وتعمل أرامكو السعودية على تعزيز إطار الاقتصاد الدائري للكربون، في كوريا الجنوبية والذي يركز على خفض الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وإعادة استخدامها، وإعادة تدويرها، والتخلص منها. وبحلول عام 2035، تهدف الشركة إلى الحدّ من الانبعاثات وخفضها من خلال سلسلة مشاريع مستدامة منها الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، وسينتج عن ذلك تحقيق خفض بواقع 14 مليون طن متري سنويًا من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون. إضافة إلى الاستثمار في احتجاز واستخدام وتخزين الكربون، بما يؤدي إلى استخلاص 11 مليون طن متري سنويًا من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون.

مشاركة :