طهران - حذر كين ماكالوم مدير جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني من مخطط إيراني لخطف أو قتل أشخاص يقيمون في المملكة المتحدة تعتبرهم طهران "أعداء النظام"، مشيرا إلى الكشف عن 10 خطط على الأقل من هذا النوع خلال العام الجاري. وحذّر كين ماكالوم في خطاب في مقر وكالة الاستخبارات البريطانية من أن إيران "تمثّل تهديدا مباشرا للمملكة المتحدة، من خلال أجهزة استخباراتها العدائية"، بينما تنشط المخابرات الإيرانية بشكل مكثف لتعقب معارضين في عدد من الدول الأوروبية، تزامنا مع تصاعد الاحتجاجات الداخلية. وأضاف "يشمل أكثرها شدة طموحات لخطف أو حتى قتل أفراد بريطانيين أو مقرّهم المملكة المتحدة يعتبرون أعداء النظام". وأكد "شهدنا عشرة تهديدات محتملة على الأقل من هذا القبيل منذ يناير الماضي. نتعاون مع شركاء محليين ودوليين لعرقلة هذا النشاط غير المقبول إطلاقا". واستدعى وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي الأسبوع الماضي أرفع دبلوماسي إيراني في لندن، متهما طهران بتهديد حياة صحافيين يقيمون في المملكة المتحدة. وتزامن ذلك مع حصول بطلة المصارعة المولودة في إيران مليكة بلالي (22 عاما)، المقيمة حاليا في إسكتلندا، على حماية من الشرطة، عقب الإعلان عن أنها تلقت هي أيضا تهديدات بالقتل. وذكرت تقارير أن التهديدات للأشخاص المقيمين خارج إيران ازدادت منذ اندلعت الاحتجاجات المناهضة للنظام، في أعقاب وفاة مهسا أميني في منتصف سبتمبر أثناء احتجازها من قبل شرطة الأخلاق، التي اتهمتها بخرق قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في الجمهورية الإسلامية. وانخرطت طهران ولندن في سجالات خلال السنوات الأخيرة، على خلفية سجن مواطنين بريطانيين في إيران. ولعل القضية الأبرز كانت قضية البريطانية - الإيرانية نازنين زاغاري راتكليف التي أُطلق سراحها في مارس، بعدما سُجنت ست سنوات في طهران. واتهمت إيران بمحاولة تفجير اجتماعات للمعارضة في عدد من الدول الأوروبية، خاصة فرنسا وبلجيكا، حيث تم تفكيك خلايا للمخابرات الإيرانية في البلدين لتنفيذ هجمات. كما تم ضبط أسلحة ومتفجرات. وفي مايو الماضي، قضت محكمة استئناف في بلجيكا الثلاثاء بسجن ثلاثة إيرانيين - بلجيكيين لفترات تتراوح بين 17 و18 عاما، لمشاركتهم في التخطيط لهجوم على تجمّع للمعارضة الإيرانية في فرنسا في 2018. ويقول معارضون مستهدفون من قبل المخابرات الإيرانية، ومنهم رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، إنهم سعوا للتنبيه على مدار ما يقرب من أربع سنوات إلى مشروع "إرهاب الدولة". وشن معارضون إيرانيون في الخارج، خاصة في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وقفات احتجاجية منددة بالعنف الذي تمارسه السلطات الإيرانية بحق المحتجين السلميين، داعين الاتحاد الأوروبي إلى فرض المزيد من العقوبات على النظام لدعم المتظاهرين السلميين.
مشاركة :