أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا، أمس، أنه من «المرجح» أن تكون الدفاعات الأوكرانية هي مصدر الصاروخ الذي سقط في بلدة بولندية وأسفر عن قتيلين، فيما اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، أنه «لا مؤشر» عن «هجوم متعمّد»، مرجحا أن تكون الدفاعات الأوكرانية هي مصدر الصاروخ. وكان صاروخ سقط مساء أول أمس على قرية برزيفودوف البولندية الحدودية، التي تبعد 6 كيلومترات فقط من الحدود مع أوكرانيا، وأسفر الحادث عن وفاة شخصين. ووضعت بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي جيشها في حالة تأهب قصوى واستدعت السفير الروسي، لكنها حذرت من التوصل إلى أي استنتاجات متسرعة بشأن مصدر الصاروخ الذي يعود إلى الحقبة السوفيياتية.ورحبت موسكو بـ«ضبط النفس» الأميركي، واعتبرت أن الاتهام بأنها مصدر الصاروخ، استفزاز متعمد هدفه تصعيد الموقف. وفي بروكسل عقد سفراء دول حلف شمال الأطلسي اجتماعا طارئا بشأن سقوط الصاروخ، فيما أعلن الكرملين أن «لا علاقة له» بالأمر. وأكّد الرئيس البولندي أندريه دودا لصحافيين أن «لا شيء يشير إلى أنه كان هجومًا متعمدًا على بولندا»، مضيفا «من المرجّح جدا أنه كان صاروخًا استُخدم في الدفاع الصاروخي الأوكراني، إنه على الأرجح حادث مؤسف»، فيما اعتبر أن اللائمة تقع على روسيا. وطلبت أوكرانيا الوصول الفوري إلى موقع الضربة، مشيرة إلى أن كييف ترغب بإجراء «تقييم مشترك للحادثة».من جانبها، استدعت وزارة الخارجية الروسية السفير البولندي لدى موسكو في اليوم التالي لسقوط صاروخ في بولندا. وأفادت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على «تلغرام» «تم استدعاء السفير البولندي إلى وزارة الخارجية الروسية» دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل. واعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن «لا مؤشر» يسمح بالقول إن الانفجار الذي أسفر عن قتيلين في بولندا ناجم عن «هجوم متعمّد». وأعربت القوى الغربية عن تضامنها مع بولندا في جولات دبلوماسية مكثفة، بما فيها على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا. وحذر المستشار الألماني أولاف شولتس من أي «استنتاجات متسرعة، في مثل هذا القضية الخطيرة، قبل إجراء تحقيق دقيق». من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن «ضربات الثلاثاء» لم تصب سوى الأراضي الأوكرانية، مضيفةً أنها تمكنت من تحديد أن الصاروخ الذي سقط في بولندا هو قذيفة أطلقها نظام دفاع إس-300 تابع للقوات الأوكرانية. وقالت الوزارة «نريد أن نشير إلى أن الضربات العالية الدقة التي شُنّت على أراضي أوكرانيا كانت على مسافة تتجاوز 35 كلم من الحدود الأوكرانية البولندية». وتتمتع بولندا بالحماية من خلال التزام حلف شمال الأطلسي بالدفاع الجماعي المنصوص عليه في المادة 5 من ميثاق الناتو.
مشاركة :