وجدت ورقة جديدة أن مادة كيميائية مستخدمة في البلاستيك يمكن أن تحفز سلسلة من التفاعلات الخطيرة التي تسبب الأورام الليفية المعروفة أيضا باسم الأورام الليفية الرحمية. ومن المعروف أن "ثنائي (2-إيثيل هكسيل) الفثالات" (di (2-ethylhexyl) phthalate) أو DEHP، هو عبارة عن مادة كيميائية اصطناعية تضاف إلى آلاف المنتجات لجعل البلاستيك مرنا. وتوجد هذه المادة في ستائر الدش، والأحذية، وخراطيم الحدائق، وملابس المطر، والدمى، وتغليف الأطعمة المصنعة. وتظهر هذه المواد الكيميائية بكميات صغيرة، لكن الأبحاث وجدت بشكل متزايد أن التعرض المستمر بمرور الوقت يمكن أن يؤدي إلى عواقب صحية مثل خطر الإصابة بمرض السكري والسمنة. وتقول وكالة حماية البيئة إن الطريقة الأكثر شيوعا، التي يتعرض بها الأشخاص لـ"ثنائي (2-إيثيل هكسيل) الفثالات" هي على الأرجح من خلال الطعام المعبأ في البلاستيك. وفي الدراسة الجديدة، التي نُشرت في Proceedings of the National Academy of Sciences، يركز الباحثون على المخاطر التي تشكلها اللدائن على الرحم، ما يزيد من خطر الإصابة بأورام حميدة ولكنها موهنة في بعض الأحيان تسمى الأورام الليفية. وقال الدكتور سيردار بولون، رئيس قسم التوليد وأمراض النساء في كلية الطب بجامعة نورث وسترن، والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن أوراقا أخرى أثبتت وجود صلة بين مستويات "ثنائي (2-إيثيل هكسيل) الفثالات" المرتفعة ونمو الورم الليفي الرحمي، لكن هذه الدراسة كانت أول من فهم كيف يمكن للمادة الكيميائية أن تؤدي مباشرة إلى نمو الورم. وشرح بولون: "ما وجدناه كان تأثيرا خفيا، لكن نمو الورم الليفي هو أيضا عملية دقيقة. وحقيقة أنك لا ترى سرطانا أو أشياء من هذا القبيل على الفور لدى شخص تعرض للفثالات، لا تعني أنها بريئة ولا تسبب مشاكل". يمكن أن تسبب الأورام الليفية مضاعفات الحمل وألما شديدا ونزيفا الأورام الليفية الرحمية هي أورام غير سرطانية تنمو داخل الرحم أو خارجه. ويمكن أن تسبب العقم ومضاعفات الحمل، فضلا عن آلام الحوض الشديدة والنزيف، وفقا لما ذكره موقع STAT News. وبحسب ما ذكر موقع "بزنس إنسايدر" سابقا، كانت الأورام الليفية تمثل لغزا طبيا لسنوات بسبب قلة الأبحاث. وحتى يومنا هذا، السبب الدقيق للأورام الليفية الرحمية غير معروف، على الرغم من أن العلماء يعتقدون أن نقص فيتامين (د)، وتعاطي الكحول، والتاريخ العائلي للأورام يزيد من خطر الإصابة. كيف تغذي اللدائن الأورام الليفية حدث اختراق كبير في أبحاث الأورام الليفية في عام 2011، حيث اكتشف باحثون في فنلندا جينا يسمى MED12 يزيد من خطر إصابة الشخص بالأورام الليفية الرحمية. وأمضى بولون سنوات في محاولة شرح كيفية حدوث ذلك. ومنذ سنوات، نشر بحثا يُظهر أن حاملي MED12 يقومون أحيانا بتحويل العناصر الغذائية من الأطعمة، مثل الحليب والديك الرومي، إلى هرمون. وبمجرد تحويله، يمكن لهذا الهرمون تنشيط المستقبلات الخاملة، ما يتسبب في نمو الورم الليفي. وفي الدراسة الجديدة، كشف فريق بولون الخلايا الليفية لأنواع مختلفة من الفثالات، ووجدوا أن التعرض لـ"ثنائي (2-إيثيل هكسيل) الفثالات" يمكن أن يؤدي إلى عملية تكوين الورم الليفي بأكملها. وقال بولون: "إذا كانت المرأة لديها بالفعل عدد قليل من الأورام الليفية الصغيرة، من خلال التعرض للفثالات على مر السنين، فإن هذه الأورام تنمو". وأشار إلى أنه سيواصل الدراسة لمعرفة كيف تزيد الملوثات البيئية من نمو الورم - ويريد من الباحثين الآخرين أن يفعلوا الشيء نفسه. موضحا: "علينا جميعا، لا سيما المشرعين، أن ندعو إلى مزيد من البحث عن الملوثات البيئية. أعتقد أن الأموال والجهود المبذولة في هذا المجال سيكون لها تأثير كبير". المصدر: بزنس إنسايدر تابعوا RT على
مشاركة :