تجسد التقارب بين ايران والولايات المتحدة امس بالافراج عن سجناء من البلدين في اطار عملية تبادل تتزامن مع الاستعداد لاعلان بدء تطبيق الاتفاق النووي بين القوى الكبرى وايران. وافرجت ايران عن اربعة ايرانيين يحملون الجنسية الاميركية بينهم رضائيان، في حين «عفت» الولايات المتحدة عن سبعة ايرانيين، كما قال مسؤول اميركي مؤكدا معلومات نشرتها في وقت سابق وسائل اعلام ايرانية رسمية ومدعي عام طهران. واعلان البلدين الافراج عن سجناء يتزامن مع لقاء وزير الخارجية الاميركي جون كيري بنظيره الايراني جواد ظريف في فيينا لاعلان بدء تطبيق الاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى. واوضح السفير الايراني لدى الامم المتحدة ان سويسرا التي تمثل مصالح الولايات المتحدة في ايران سهلت هذا الاتفاق، لافتا الى ان المفاوضات استمرت عاما. كذلك، افرجت السلطات الايرانية عن اميركي خامس هو ماثيو تريفيتيك الذي لم يسبق ان اعلنت معلومات عن اسمه ومصيره، ولكن في اطار آلية دبلوماسية لا صلة لها بتبادل السجناء. وكان مدعي عام طهران عباس جعفري دولت ابادي اول من احدث مفاجأة امس باعلانه انه «في اطار المصلحة الوطنية وطبقا لقرار المجلس الاعلى للامن القومي افرج عن اربعة سجناء ايرانيين يحملون جنسية مزدوجة في اطار تبادل السجناء». واشهر السجناء مراسل الواشنطن بوست جايسون رضائيان. والصحافي البالغ ال 39 من العمر اوقف في يوليو 2014 ثم صدر حكم بسجنه في نهاية 2015 لفترة لم يعلن عنها رسميا، بعد ادانته بتهمة «التجسس» و»التعاون مع حكومات معادية». وزوجته الصحافية ايضا اعتقلت قبل ان يفرج عنها. واضافة الى رضائيان افرج عن القس سعيد عابديني وامير حكمتي ونصرة الله خسروي بحسب الواشنطن بوست ووسائل اعلام ايرانية. والقس عابديني المسجون منذ سبتمبر 2012 متهم ب»الاخلال بالامن القومي» لانشطته الدينية. وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات. وهو متزوج من اميركية وحصل على الجنسية الاميركية لكنه نفى على الدوام الاتهامات الموجهة اليه. وحكمتي الذي اعتقل في اغسطس 2011 البالغ الثلاثين من العمر أدين بتهمة التجسس لصالح وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) رغم نفي واشنطن. وفي 2012 حكم عليه بالاعدام ثم خففت عقوبته الى السجن 10 سنوات. وبحسب اسرته كان الشاب يزور اقاربه في ايران عندما اعتقل. وأعلنت واشنطن ان طهران «التزمت ايضا مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة لتحديد مصير روبرت ليفنسون»، العنصر السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) الذي فقد في ايران قبل اعوام. وكان الايرانيون السبعة الذين افرجت عنهم واشنطن، وبينهم ستة يحملون جنسية مزدوجة، ملاحقين او صدرت بحقهم احكام في الولايات المتحدة لبيع ايران معدات صناعية خصوصا للاقمار الاصطناعية، ومعدات الكترونية واجهزة ملاحة في انتهاك للعقوبات الدولية ضد طهران. وقال الاعلام الايراني ان السجناء السبعة هم نادر مدانلو وبهرام مكانيك وخسرو افقهي وآرش قهرمان وتورج فريدي ونيما كلستانة وعلي صابونجي. وفي نهاية سبتمبر اعلن الرئيس الايراني ان بلاده مستعدة لعملية تبادل سجناء مع واشنطن. وقطعت ايران والولايات المتحدة علاقاتهما الدبلوماسية في 1980 لكن العلاقات بين البلدين تحسنت منذ ابرام الاتفاق النووي في 14 يوليو في فيينا الذي ينص على رفع العقوبات الدولية لقاء تعهد طهران بالعدول عن السعي لحيازة السلاح الذري.
مشاركة :