وقال ماكرون من بانكوك أمام تلامذة في مدرسة الليسيه الفرنسية اجتمعوا في ملعب للملاكمة التايلاندية في العاصمة "لا أؤيد مقاطعة كأس العالم. يجب طرح هذه الأسئلة قبلاً، في وقت منح الحق في استضافة الألعاب أو المسابقات". واعتبر أنه "من الجيد" أن تستضيف قطر مباريات المونديال، لأول مرة في العالم العربي، لأن المسابقة "دفعت بالامور قدماً" على صعيد الإصلاحات. مع قرب انطلاق كأس العالم لكرة القدم في قطر، تزايدت الدعوات في أوروبا لمقاطعة الحدث الكروي، على خلفية اتهامات بالفساد متعلّقة بكيفية حصول الإمارة الثرية على حقّ تنظيم البطولة. وتشمل الانتقادات أيضا سجلّ الدوحة الحقوقي في مجال الحريّات وحقوق المرأة والمثليين والعمّال المهاجرين، وصولاً إلى تقاليد المجتمع القطري المحافظ ومناخ الإمارة الحارّ وتكييف الملاعب. ودفعت هذه الانتقادات ببعض المشجعين، خصوصاً من أوروبا الغربية، إلى مقاطعة الحدث. كما أن المنتخب الأسترالي اتهم مباشرة قطر بعدم احترام حقوق الإنسان. ورداً على هذه الانتقادات، انتقد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ما اعتبرها حملة "غير مسبوقة" ضد بلاده تتضمن "افتراءات وازدواجية معايير"، مذكراً بجهود الدوحة والإصلاحات التي اتخذتها لاستضافة الملايين من عشاق كرة القدم خلال هذا الحدث العالمي. وقال الرئيس الفرنسي "نحن جميعاً، لا نحب أن يعطينا أحد دروساً من الخارج، كلنا سيّان"، مضيفاً "أكثر ما يُجدي نفعاً هو القول +تريدون (تنظيم) مسابقة كبرى، انضموا إلى معاهداتنا ومؤسساتنا الكبرى+. وهذا ما فعلته قطر". وتابع قائلا "سيدفع ذلك باتجاه حصول تغييرات. في كل الأحوال، هذا ما آمل أن يحصل (...) سيغيّرون نموذج عملهم". ووصل ماكرون الى بانكوك في وقت متأخر الأربعاء كضيف في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) التي تنطلق الجمعة. وشدد الرئيس الفرنسي في وقت سابق الخميس على ضرورة "عدم تسييس الرياضة"، بعدما أعلن نيته التوجه إلى قطر لحضور مباراة منتخب بلاده في نصف النهائي أو النهائي في حال تأهله. وكان ماكرون قد توجه إلى روسيا سنة 2018 لحضور نهائي المونديال الذي فازت به فرنسا على كرواتيا، بعدما حضر أيضاً مباراة نصف النهائي التي تغلّب بها "الديوك" على منتخب بلجيكا. ويبدي منتخب فرنسا الذي وصل لاعبوه إلى الدوحة الأربعاء، حذراً في اتخاذ مواقف بشأن المسائل الحقوقية. وقد رفض اللاعبون الفرنسيون الانضمام إلى مبادرة مشتركة بين منتخبات أوروبية عدة تقوم على أن يلف قائد الفريق حول ذراعه شريطاً بألوان متعددة مستوحى من علم المثليين، دعماً لمناهضة التمييز. ولم يعط الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد موافقته على هذه المبادرة، فيما تجرّم قطر المثلية الجنسية. وقال قائد منتخب فرنسا هوغو لوريس إنه من الضروري "إظهار الاحترام" للبلد المنظم.
مشاركة :