الاستخبارات البريطانية تحذّر من خطط «تأثير» صينية و«تهديدات» روسية وإيرانية

  • 11/18/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حذّرت الاستخبارات البريطانية من محاولات صينية للتدخل في شؤون بريطانيا، و"التأثير" على الحياة السياسة، تشمل "تجنيد عملاء محتملين"، وكذلك "مراقبة وترهيب" معارضين، في الوقت الذي تواجه فيه البلاد أيضاً "تهديدات" روسية وإيرانية. وقال رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية MI5 كين ماكالوم، إن الصين تمارس "لعبة طويلة الأمد"، وتسعى إلى "الاستمالة والتأثير" ليس على أعضاء برلمان فحسب، ولكن أيضاً على أشخاص في بداية مسيرتهم المهنية بالحياة السياسية، فيما وصفه بأنه جزء من "تحدٍ استراتيجي لتغيير قواعد اللعبة". وأضاف ماكالوم في تقييمه السنوي للتهديدات التي تواجهها بلاده، الأربعاء، إن جهاز الاستخبارات الداخلية، رصد "أكبر عملية تحول على الإطلاق في هذا العصر"، إذ يواجه "جهات معادية حكومية" في الصين وروسيا وإيران، "لم يشعروا بالخزي تجاه تكتيكات قاموا بنشرها"، لافتاً إلى أن "الأمن والقيم والمؤسسات الديمقراطية" في بريطانيا تواجه خطراً محدقاً، وفق ما أوردت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية. وشكل اتساع نطاق "التهديدات" التي استخدمتها بكين لإعادة صياغة النظام العالمي، وفرض ضغوط على معارضي مصالح النظام "نظاماً مختلفاً من التحدي" عن النظام الحالي الذي تفرضه موسكو، بحسب الصحيفة. محاولات بكين "لإعادة صياغة" القواعد وباستخدام تشبيه من لعبة كرة القدم، قال ماكالوم إن الصين "تحاول إعادة صياغة القواعد، وشراء الدوري، وتعيين طاقم التدريب الخاص بنا للعمل لحسابها". وأضاف ماكالوم أن بكين تستخدم "جميع السبل المتاحة لمراقبة وترهيب مغتربين" صينيين، مشيراً إلى حادثة وقعت الشهر الماضي تعرض خلالها متظاهر مؤيد للديمقراطية للاعتداء خارج القنصلية الصينية في مانشستر. وفي إطار جهود التلاعب بالآراء لصالحها، لجأت السلطات الصينية أيضاً إلى "زراعة عملاء" لها في دوائر أكاديمية، وشركات والبرلمان. وفي إشارة إلى مدى الطموح وحجم التهديدات بنى العملاء علاقات في "مراحل أولية" مع سياسيين مستقبليين محتملين، بما في ذلك على مستوى الحكومة المحلية من خلال "البناء التدريجي لدَين من الواجبات والالتزامات". وفي تدخل نادر في وقت سابق من هذا العام، حذرت الحكومة أعضاء البرلمان من أن "عميلاً صينياً"، عرفته بأنه "محامي مقيم في لندن"، تورط في "أنشطة تدخل سياسي" في البرلمان. وقال ماكالوم إنه يتعين على رئيس الوزراء ريشي سوناك، الذي تراجع عن اتخاذ موقف "أكثر عدائية" بشكل واضح تجاه بكين، الذي تبناه أسلافه ليز ترس وبوريس جونسون، من أجل مشاركة أكبر، "أن يحقق التوازن لعلاقة أكثر تعقيداً بكثير". وأشار إلى أن جهاز الاستخبارات الداخلي ركز إلى حد غير مسبوق على التهديدات التي تفرضها بكين، التي يحتمل أن تتفاقم بعد أن رسخ الرئيس شي جين بينج سلطته "على أساس غير محدد"، بحسب "فاينانشيال تايمز". "تهديدات" موسكو وفي غضون ذلك، أثار الغزو الروسي لأوكرانيا، في فبراير الماضي، قضايا اعتقد البعض في المملكة المتحدة، أنها "أصبحت في طيات كتب التاريخ". وفي إطار التشبيه بكرة القدم، قال ماكالوم إن موسكو تعتقد أن "الضرب بالمرفق في الوجه"، و"الغش بشكل روتيني للحصول على ما تريد" لا يستتبع شيئاً. وقال إن المملكة المتحدة نجحت في "التخلص من بعض لاعبيهم"، في إشارة إلى قيام بريطانيا وحلفاء أوروبيين بطرد أكثر من 600 مسؤول روسي منذ غزو أوكرانيا، من بينهم أكثر من 400 اعتُبروا "جواسيس". ولفت إلى أن هذا الإجراء وجه "الضربة الأشد قوة لأجهزة الاستخبارات الروسية في التاريخ الأوربي الحديث"، ولكنه حذر من أن المملكة المتحدة يجب أن تبقى "على أهبة الاستعداد" لمواجهة عدوان روسي "في قادم السنوات". وقال ماكالوم إن وكالته كانت على دراية بخطر التنسيق بين الصين وروسيا وإيران، وبأنهم زادوا من قوتهم بـ"إعارة اللاعبين لبعضهم البعض". أنشطة إيران وتطرق رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني في حديثه إلى إيران، التي وصفها بأنها "الدولة الفاعلة التي تتجه غالباً إلى الإرهاب"، تفرض تهديداً مباشراً على أمن المملكة المتحدة. ويشمل ذلك في أقصى درجاته "طموحاتها لاختطاف أو حتى قتل بريطانيين أو مقيمين في بريطانيا تنظر إليهم طهران على أنهم أعداء لنظامها". ومنذ يناير الماضي وجهت إيران "ما لا يقل عن 10" من تلك التهديدات للمملكة المتحدة، بحسب الصحيفة. وانتقل ماكالوم في حديثه إلى مخاطر تفرضها تهديدات غير منسوبة لدول، بالقول إن جهازي MI5 والشرطة تمكنا معاً، العام الماضي، من إحباط 8 مؤامرات إرهابية كانت في مراحلها الأخيرة، ليصل عدد الهجمات القاتلة المحتملة، التي توقفت منذ بداية عام 2017، عند 37 هجمة. وحذر ماكالوم من أن التهديد الذي يفرضه الإرهاب "لا يزال جاثماً"، مع ارتباط نحو 3 أرباع هذه التهديدات بالمتشددين، فيما يرتبط الربع الآخر باليمين المتطرف، وهو ما يبرزه "الهجوم المروع بقنابل حارقة" على مركز للمهاجرين، في دوفر، الشهر الماضي.

مشاركة :