"لورنس غراف" الحائز وسام الامبراطورية البريطانية برتبة ضابط هو صائغ انجليزي معروف بتأسيس شركة المجوهرات النفيسة "غراف دايموندز"Graff Diamonds . شغفه العميق بالقوى العاطفية الموجودة داخل الأحجار القيّمة حوّلت دار "غراف" إلى علامة عالمية مرادفة للابتكار والإبداع والحرفية. اختصاص "لورنس غراف" الذي يعتبر أحد أغنى صائغي العالم، هو معالجة أحجار الماس، ولا أقصد هنا الماسات العادية الشائعة بل الماسات النادرة التي تحطم الأرقام القياسية العالمية بخصائصها. تملك الشركة التي تحمل اسمه نحو ثلاثين متجرًا موزعًا في عواصم الترف، بدءًا بلندن حيث انطلقت حكايتها. أسس شركته الخاصة عام 1960 حين كان بعمر 22 سنة، بعد أن علّم نفسه بنفسه علم الأحجار الكريمة خلال سنوات تدربه في شارع الصائغين وتجار الماس "هاتون غاردن" في لندن. حاسته السادسة التي تميز الأحجار، وتدربه المهني الصارم دفعاه إلى التعامل مع أحجار تقدر بملايين الجنيهات. وعلى غرار كل الشخصيات التي صعدت سلم النجاح ووصلت إلى قمم فائقة الارتفاع، تغص قصة حياته بالمعلومات المشوقة والمثيرة للاهتمام. إليك 9 أشياء لا تعرفينها عن "لورنس غراف": "غراف" رجل عصامي بنى شركة مجوهرات نجومية النجاح من الصفر. هو ابن مهاجرين وصلا إلى لندن من أوروبا الشرقية، وسكنا في الطرف الشرقي من العاصمة البريطانية حيث ترعرع "لورنس". في مقابلة له مع الصحيفة الإيطالية "لا ستامبا"، يقول: "نشأت في زمن كان على الأرجح أسوأ فترة عرفها العالم. وعشت في منطقة صعبة، لكنه كان لدي حذاء ومعطف وطعام واستطعت الذهاب إلى المدرسة، وكنت دائمًا أعتقد أنني محظوظ. لم أشعر يومًا أنني في عسر مالي". بعمر 15 سنة، أصبح متدربا في مركز لتلميع المعادن في "هاتون غاردن". بعد ثلاثة أشهر، قيل له إنه غير مناسب للدور وتم طرده. كان كسب لقمة العيش في لندن آنذاك صعبًا للغاية، لكنه بعمر 17 سنة قرر إطلاق مشروع تجاري مع شريك أكبر منه وأكثر خبرة. ذهبا معًا إلى صائغ مجوهرات لإبرام عقد يخولهما أن يصبحا مصلحين للقطع. هكذا، بدأ بجني المال. بعد ثلاث سنوات، وجد الشريكان أنهما مدينان للموردين بثلاثة آلاف جنيه، وقرر وقتها "غراف" أن يتحمل عبء الديون ويواصل العمل لوحده. استطاع إرجاع المبلغ في عضون ستة أشهر فقط، وجمع مبلغًا جيدًا من خلال العمل في وظائف كثيرة ومتنوعة، وأخيرًا، غادر البلاد. بعمر 27 سنة، سافر إلى أستراليا وزار سنغافورة، حيث دخل متجر "روبنسون" الذي كان في صدد تأسيس قسم للمجوهرات. المدير المسؤول كان صائغًا صغيرًا من شمال انجلترا كان قد التقاه خلال جولته في البلاد، وقال له إنه بحاجة إلى منتجات يستطيع بيعها. هكذا، عاد "غراف" إلى انجلترا، وعمل على مدى أشهر في سبيل ابتكار مجموعة لمتجر "روبنسونز". عند شرائه أكبر ماسات العالم، كثيرًا ما يقول له الآخرون: "إنك تتحلى بشجاعة كبيرة". لكنه لا يعتبر الشجاعة مصدر قوته ونجاحه. بل شعاره هو "إنه القدر"، الأمر الذي يراه منعكسًا على عمله وحياته الشخصية. براعة شركته وتقنياتها متطورة ومتقدمة إلى درجة أنها تسمح له اليوم بالحصول على بعض أغلى الأحجار الكريمة الموجودة. أحد الأمثلة هو الماسة الخام الأكبر في العالم، والتي اشترتها "غراف" بعيار 1109 قيراط من شركة "لوكارا دايموند" مقابل 53 مليون دولار. سمي الحجر الذي اكتشف عام 2015 في بوتسوانا "لسيدي لا رونا"Lesedi La Rona (أي "نورنا" في لغة شعب التسوانا الذي يشكل النسبة الأكبر من سكان بوتسوانا). قطع هذا الحجر أثمر أيضًا 66 ماسة أصغر حجمًا. وبعد معالجة ماسة "نورنا"، صارت بعيار 302.37 قيراط. وفي النهاية، ولدت منها أكبر جوهرة بقصة الزمرد المربعة. وبحسب "غراف"، إنه أكبر حجر عالي النقاء يصنفه معهد الأحجار الكريمة الأمريكي. من بين الأحجار التي حصلت عليها حديثًا شركة "غراف" وأحدثت بشرائها ضجة كبيرة، ماسة وردية خام نادرة بعيار 13.33 قيراط تم اكتشافها في منجم "ليتسينغ" (في ليسوتو، أفريقيا). عن هذه الجوهرة النادرة، صرّح "لورنس غراف" إن لونها الوردي هو الأكثر حيوية وقوة بين كل الماسات الوردية الخام التي شاهدها في حياته، وإنه فخور بامتلاك هذه العجيبة الطبيعية. إحدى الروائع التي نقشها كبير نحاتي الأحجار لدى "غراف"، هي ماسة "باراغون"Paragon بعيار 137.82 قيراط التي تم شراؤها عام 1989. كان هذا الحجر المؤلف من سبعة أوجه جزءًا من عقد "ميلينيوم" الذي وضعته عام 1999 العارضة "نعومي كامبل". وعلى ذكر ماسات "غراف" المهمة، لا يمكننا أن ننسى ثنائي "وندسور ييلوز"Windsor Yellows الذي اشترته "غراف" عام 1987 في مزاد علني لمجوهرات "واليس سيمسون" دوقة وندسور، التي التُقطت لها صور كثيرة وهي تضع هذا الزوج من الماس الإجاصي المشبوك (عيار الأول 51.01 والثاني 40.22 قيراط). تملك شركة "غراف" الساعة الأغلى في العالم، واسمها "ذا هالوسينيشن"The Hallucination . كُشف النقاب عن هذه الساعة للمرة الأولى في افتتاح النسخة الجديدة من معرض "بازل وورلد" عام 2014، وتكمن قيمتها في وفرة الماسات الملونة النادرة والنقية التي تتألف منها، ومجموع عياراتها 110 قيراط. سعرها؟ 55 مليون دولار "فقط"! تقدر الثروة المجتمعة لشركة "غراف" بقيمة 4.1 مليار دولار أمريكي. لكن مالكها الثري لا يحتفظ بكل هذه الثروة لنفسه. في الواقع، إن "لورنس غراف" فاعل خير نشيط يدعم من خلال مؤسسته FACET - For Africa’s Children Every Time تعليم المجتمعات الجنوب أفريقية وإنعاشها ورعايتها الصحية. ويجمع أيضًا "غراف" الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة، وتضم مجموعته الفنية الشخصية اليوم أعمالًا لفنانين مثل "أندي وارهول" و"بابلو بيكاسو" و"جيف كونز".
مشاركة :