ماذا بعد سيطرة الجمهوريين على الغالبية في مجلس النواب الأميركي

  • 11/17/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - نجح الجمهوريون في انتزاع الغالبية من الديموقراطيين في مجلس النواب الأميركي، وفق ما توقعت وسائل إعلام الأربعاء، ما يضمن لهم قاعدة تشريعية وإن بغالبية ضئيلة تتيح لهم معارضة برنامج عمل الرئيس جو بايدن خلال العامين المقبلين، وسط انقسام السلطة في الكونغرس. وجاءت الغالبية الضئيلة للحزب الجمهوري في مجلس النواب أقل بكثير مما كان الحزب يأمله، كما أن الجمهوريين أخفقوا أيضا في الإمساك بزمام مجلس الشيوخ بعد أداء مخيّب في انتخابات منتصف الولاية في 8 تشرين الثاني/نوفمبر. وتوقعت شبكتا "ان بي سي" و"سي ان ان" فوز الجمهوريين بما لا يقل عن 218 مقعدا في مجلس النواب المكون من 435 عضوا، وهو الرقم المطلوب لتحقيق الغالبية. وهنأ الرئيس جو بايدن الأربعاء زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي بفوز حزبه، معربا عن استعداده "للعمل مع الجمهوريين في المجلس لتحقيق نتائج للعائلات الأميركية العاملة". وقال بايدن إن انتخابات الأسبوع الماضي مثّلت "رفضا قويا لناكري نتائج الانتخابات والعنف السياسي والتخويف"، وأظهرت "قوة ومرونة الديموقراطية الأميركية". وبعد إعلان نتائج التوقعات، قال مكارثي في تغريدة إن "الأميركيين مستعدون لاتجاه جديد، والجمهوريون في مجلس النواب مستعدون لتحقيق ذلك". وتأتي هذه الأنباء بعد يوم من إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب ترشحه للانتخابات الرئاسية، على الرغم من سقوط العديد من المرشحين الجمهوريين الذين كان يدعمهم. وكان الجمهوريون مع ارتفاع التضخم وانهيار شعبية بايدن يأملون في رؤية "موجة حمراء" تجتاح أميركا والسيطرة على المجلسين لإجهاض خطط بايدن التشريعية، لكن الرياح جرت بعكس ما يشتهون. وبدلا من ذلك اندفع الديموقراطيون الى صناديق الاقتراع تحفزهم قضايا رئيسية بالنسبة إليهم مثل قرار المحكمة العليا إلغاء القوانين التي تجيز الإجهاض والخشية من المرشحين المتطرفين المدعومين من ترامب والرافضين لنتائج الانتخابات الرئاسية عام 2020. وأدى رفض الناخبين الجمهوريين المعتدلين لبعض المرشحين باعتبارهم متطرفين إلى إضعاف نتائج الحزب الجمهوري أيضا. مقلوبة رسميا وتمكن حزب بايدن من انتزاع مقعد رئيسي من الجمهوريين في مجلس الشيوخ في ولاية بنسلفانيا، بالإضافة الى الاحتفاظ بمقعدين آخرين في ولايتي أريزونا ونيفادا، ما منحه غالبية منيعة من 50 مقعدا بدون صوت نائبة الرئيس كامالا هاريس. وقد تشهد جولة الإعادة على مقعد مجلس الشيوخ في جورجيا المقرر إجراؤها الشهر المقبل تعزيز الديموقراطيين لغالبيتهم. ويشرف مجلس الشيوخ المكون من مئة مقعد على إقرار تعيين القضاة الفيدراليين والوزراء، وسيكون وجوده إلى جانب بايدن بمثابة عطية لا تقدر بثمن. وبعد فوز مكارثي الثلاثاء في اقتراع سري لنواب حزبه بزعامة الغالبية الجمهورية، بات في موقع رئيسي لانتخابه رئيسا لمجلس النواب مكان الديموقراطية نانسي بيلوسي. وأبعد فوز مكارثي البالغ 57 عاما بزعامة الجمهوريين التحدي الذي يمثله منافسه أندي بيغز، عضو مجمع الحرية اليميني المتطرف، ولكن إلى حين. وسبق أن أوضح الجناح المحافظ في الحزب بأنه سيضع شروطا قبل دعم مكارثي، كما أن أي انشقاقات محتملة لليمين المتطرف قد تضع العراقيل أمام انتخابه. والآن تبدأ الحملة الانتخابية الشاقة لمكارثي بانتظار أن يجتمع في 3 كانون الثاني/يناير النواب المنتخبون حديثا من الديمقراطيين والجمهوريين والبالغ عددهم 435 عضوا لانتخاب رئيس لهم، وهو ثالث أهم منصب سياسي في الولايات المتحدة بعد الرئيس ونائب الرئيس. الجمهوريون والسياسة الخارجية وسيستخدم الجمهوريون أغلبيتهم الجديدة في مجلس النواب لتكثيف تركيز واشنطن على الصين، ومراقبة وصول المساعدات إلى أوكرانيا عن كثب، لكنهم يصرون على أنه ليس لديهم خطط لوقف دعم كييف في قتالها مع روسيا. وقال النائب مايكل ماكول، الجمهوري المرشح لرئاسة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إن أولويته القصوى ستكون التنافس مع الصين الصاعدة، بما في ذلك مراقبة صادرات التكنولوجيا الفائقة. وقال ماكول لرويترز "نحن في منافسة كبيرة للقوة الآن مع الصين الشيوعية. هم منافسنا الأول الآن وربما أكبر تهديد للأمن القومي". وبصفتهم حزب الأغلبية، سيقرر الجمهوريون ما هو التشريع الذي يتم النظر فيه في مجلس النواب وسيكون لهم دور أكبر في وضع سياسة الإنفاق وكتابة التشريعات. لكن تأثيرهم العام على السياسة الخارجية سيكون محدودا. ولسن أي قوانين، يجب تمرير أي مشاريع قوانين في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون ويوقعها الرئيس جو بايدن. وهذا يترك للجمهوريين القدرة على إجراء تحقيقات وإجبار مسؤولي الإدارة الأميركية على الشهادة لأنهم، بصفتهم حزب الأغلبية، سيسيطرون على لجان مجلس النواب. ويخطط الجمهوريون في مجلس النواب للتركيز على تعزيز سلاسل التوريد لدعم إنتاج المكونات الأساسية مثل أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، وكذلك على ضوابط التصدير، مع التركيز على ضمان عدم وصول التكنولوجيا الأمريكية الحساسة إلى الجيش الصيني. وقال ماكول "بالنسبة لي هذا جنون، نحن نسلح عدونا اللدود"، مضيفا أنه يعتقد أن الديمقراطيين والجمهوريين سيعملون معا في هذه القضية. وسيعمل ماكول والنائب مايك روجرز، الجمهوري المرشح لرئاسة لجنة القوات المسلحة، معا لتعزيز خط الإمداد الصناعي الدفاعي لتسهيل توفير المعدات العسكرية لتايوان حتى تتمكن من درء أي هجوم محتمل من الصين. وأشار الجمهوريون إلى أنهم سيكونون أكثر إحكاما فيما يتعلق بتدفق المساعدة الأميركية على أوكرانيا، لكن من غير المتوقع أن يقطعوها، على الرغم من جميع الأصوات السبعة والخمسين الرافضة لمشروع قانون يوفر أكثر من 40 مليار دولار لأوكرانيا في مايو أيار القادم من أعضاء الحزب بمجلس النواب. وقال ماكول إنه يتوقع استمرار تدفق المساعدات، مشيرا إلى دعم الحزبين لحكومة كييف. ويخطط لجلسات استماع لتثقيف الجمهور بشأن الصراع، وخاصة انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة منذ الغزو الروسي في فبراير شباط. وأضاف أن الجمهوريين يريدون المزيد من "الرقابة والمساءلة" على المساعدات الخارجية، فضلا عن مشاركة حلفاء الولايات المتحدة، وأنه يود أن يرى أسلحة جديدة، مثل المدفعية بعيدة المدى، يتم إرسالها إلى أوكرانيا. وقال "سنضع شروطا على المساعدة. على سبيل المثال، سنقدم لكم هذه المساعدة لكننا نريد أن يتحمل شركاؤنا في حلف شمال الأطلسي عبء ذلك، وألا تكون الولايات المتحدة وحدها قادرة على دعم ذلك". موقف متشدد من اتفاق إيران النووي عارض الجمهوريون في الكونجرس، وبعض الديمقراطيين، بشدة الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران الذي تم التوصل إليه في عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما. وحاولت إدارة بايدن إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 منذ أن تولى منصبه في عام 2021، لكن الجانبين لم يتمكنا من إبرام اتفاق. ويبدو أن الحملة القمعية التي شنتها طهران هذا العام على المتظاهرين المطالبين بحقوق المرأة جعلت من الأصعب على السلطات الإيرانية التفاوض على تنازلات وعلى الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يمنح إيران عائدات نفطية بمليارات الدولارات. انسحب الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي في 2018، تاركا الدول الأخرى غير متأكدة مما إذا كان بإمكانها الوثوق في أن أي حكومة أمريكية مستقبلية ستحترم أي اتفاق يتوصل إليه بايدن. وتعهد الجمهوريون بمنع أي اتفاق نووي. المزيد من التحقيقات على الأرجح يخطط الجمهوريون لاستخدام سلطتهم الجديدة للبحث في بعض قرارات السياسة الخارجية لبايدن وكذلك الأنشطة التجارية الدولية لابنه هانتر بايدن. كما يخطط ماكول لجلسات استماع بشأن الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان في أغسطس آب 2021 والأحداث في البلاد منذ ذلك الحين. وقال "لم نحصل قط على محاسبة كاملة ...لما حدث ولماذا حدث بالطريقة التي حدث بها".

مشاركة :