شرم الشيخ،في 17 نوفمبر/ وام/ نظمت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، إحدى شركات الطاقة النظيفة الأسرع نمواً على مستوى العالم، ومبادرتها "شباب من أجل الاستدامة"، سلسلة من الفعاليات جمعت نخبة من قادة القطاعات وصناع القرار من المنطقة والعالم، إلى جانب طلبة ومهنيين شباب، بهدف تمكين الشباب من المشاركة في العمل المناخي، وذلك على هامش فعاليات دورة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لعام 2022 (COP27). وتحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، تم إطلاق مبادرة "شباب من أجل الاستدامة" من قبل شركة "مصدر" في عام 2017، لتكون بمثابة مبادرة إماراتية رائدة تركز على تمكين الشباب في مجال الاستدامة. كانت منصة "شباب من أجل الاستدامة" قد استضافت خلال المرحلة السابقة لانعقاد مؤتمر(COP27) في شرم الشيخ بمصر وضمن أسبوعه الأول، سلسلة من الفعاليات التي تركز على تفعيل دور الشباب، الذين يمثلون ثروة مهمة وفئة متنامية في أفريقيا، حيث تشكل نسبتها 60 بالمائة من التعداد السكاني، ما يجعل أفريقيا القارة الأكثر شباباً في العالم، وذلك حسب الأمم المتحدة.. ومن المتوقع أن يتضاعف أعداد الشباب بحلول عام 2050، ما يتسبب في تفاقم التبعات السلبية لأزمة التغير المناخي التي نشهدها في القارة الأفريقية، ولكن من شأن ذلك أيضاً أن يوفر فرصاً مهمة للشباب للمشاركة في الجهود المناخية. واستضافت المنصة منتدى شباب من أجل الاستدامة الخاص بأفريقيا في 11 نوفمبر تحت عنوان “تعزيز مرونة الشباب والقدرة على التكيف من أجل مستقبل مستدام في أفريقيا”. وبدأ برنامج المنتدى بجلسة حوارية رفيعة المستوى ضمت وزيري الشباب في كل من الإمارات ومصر و تم تسليط الضوء على أهمية التعاون الدولي لتعزيز مشاركة الشباب في مراكز اتخاذ القرار للمساهمة بدور فاعل في إحداث التغيير المستدام المنشود. وأكدت معالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب التزام دولة الإمارات المتواصل بالعمل مع شركائها في أفريقيا وحول العالم لتزويد أجيال المستقبل بالمعارف والمهارات ومنحهم الفرص التي تتيح لهم المساهمة في تحقيق التحول العالمي نحو الحياد المناخي والاستفادة من نتائجه. وقالت معاليها: "خلال مشاركتها في مؤتمر (COP27)، أثبتت منصة "شباب من أجل الاستدامة" أننا قادرون من خلال العمل معاً على تحفيز الابتكار في مجال الاستدامة والعمل المناخي الهادف لدى أجيال المستقبل.. ومع استعداد دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر المناح (COP28) العام المقبل، فإنني أتطلع إلى مواصلة العمل مع "مصدر" ومنصة "شباب من أجل الاستدامة" للبناء على ما تم إنجازه في (COP27) وإعطاء مساحة أكبر للشباب للمشاركة في الحوار العالمي المتعدد الأوجه حول المناخ". من جهته، قال معالي أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة في مصر: "يتسم الشباب الأفريقي بقدر كبير من المرونة والقدرة على الابتكار.. وباعتبار فئة الشباب الأكبر والأكثر نمواً على مستوى القارة، فهناك حاجة متزايدة للعمل على ضمان إشراكهم في مبادرات مثل "شباب من أجل الاستدامة"، وذلك من أجل تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة والأمن والازدهار على مستوى القارة الأفريقية". وخلال الأسبوع الأول من مؤتمر (COP27)، استضافت منصة "شباب من أجل الاستدامة" أيضاً 22 شاباً وشابة من مختلف أنحاء قارتي أفريقيا وأوروبا ومن دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن ورشة عمل تفاعلية لتبادل الأفكار وتطوير حلول مبتكرة ومستدامة تخدم المجتمع، مثل الموقد الذكي الذي يعزز الطهي النظيف من خلال استخدام قوالب الكتلة الحيوية التي تمثل وقوداً بديلاً للفحم.. كما توفر المواد الأساسية المستخدمة في قوالب الكتلة الحيوية هذه أيضاً ميزة إضافية تتمثل في إبعاد البعوض، ما يساعد المجتمعات الأفريقية في مكافحة الملاريا التي تحصد حياة طفل دون سن الخامسة في القارة كل 75 ثانية، وذلك وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). وأكدت الدكتورة لمياء نواف فواز، المدير التنفيذي لإدارة الهوية المؤسسية والمبادرات الاستراتيجية في "مصدر" ومديرة منصة "شباب من أجل الاستدامة" أهمية تمكين الجيل القادم وما ينطوي عليه من فوائد، حيث يواجه الشباب اليوم تحديات غير مسبوقة في مجال المناخ، وهو ما يجعل من الشباب عنصراً محفزاً لجهودنا المتواصلة في مكافحة التغير المناخ. وقالت فواز: "لقد جمع مؤتمر COP27 عدداً من أفضل المواهب من أجل ابتكار حلول فعالة ومستدامة.. وستواصل منصة "شباب من أجل الاستدامة" خلال الأشهر والسنوات المقبلة إشراك الشباب وتثقيفهم وتمكينهم لتحويل التعهدات المتعلقة بالمناخ إلى عمل حقيقي". كانت منصة "شباب من أجل الاستدامة" قد استضافت مسابقة "ابتكر من أجل المناخ" قبيل انعقاد مؤتمر COP27، وهي مسابقة خاصة مدتها 45 يوماً، تشمل دورة تدريبية على الانترنت مدتها 10 أيام. تهدف المسابقة إلى تحفيز صانعي التغيير الشباب للتعلم والتعاون والابتكار والمشاركة في إيجاد حلول لتحقيق تحولّ شامل في قطاع الطاقة بأفريقيا. وأقيمت المسابقة بالشراكة مع "سيمنز إنرجي"، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، وبرنامج الابتكار العالمي في مجال التكنولوجيا النظيفة. وقالت سارة المرزوقي إحدى المشاركات في وفد منصة "شباب من أجل الاستدامة" إلى COP27 وعضوة برنامج قادة مستقبل الاستدامة لعام 2021، وعضوة في الفريق الفائز بمسابقة "ابتكر من أجل المناخ" والذي طور نظاماً هجينا يعمل بالطاقة الشمسية للإضاءة المنزلية والطهي النظيف بموقد ذكي ذي كفاءة عالية: "منحتني مسابقة "ابتكر من أجل المناخ" وزملائي الفرصة للدراسة والعمل على معالجة التحديات الفعلية المرتبطة بالطاقة، مع التركيز بشكل خاص على قارة أفريقيا.. لقد كان التعاون مع الشباب من دول أخرى تجربة مفيدة جداً، ويؤكد توصّل فريقنا إلى الابتكار الفائز مدى النجاح الذي يمكن تحقيقه عندما تتضافر جهود الشباب نحو تحقيق هدف واحد". وقالت نيكول باهاتي، التي تخرجت مؤخراً من كلية العلوم التكنولوجية بجامعة رواندا، والتي انضمت أيضاً إلى وفد منصة "شباب من أجل الاستدامة" إلى COP27، وإحدى المشاركات في مسابقة "ابتكر من أجل المناخ": "أنا متحمسة لتوفير حلول عملية للطاقة النظيفة تخدم المجتمعات في رواندا ويمكن تطبيقها بشكل أوسع في جميع أنحاء إفريقيا.. لقد منحتني منصة "شباب من أجل الاستدامة" قبل وخلال انعقاد COP27، فرصاً مهمة للتعلم من خبراء القطاع العالميين والعمل معهم، بالإضافة إلى التعاون مع شباب آخرين من جميع أنحاء العالم، لابتكار حلول التكنولوجيا النظيفة تلبي الاحتياجات الملحّة لمجتمعاتنا، بالتوازي مع تسريع جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة على مستوى قارة أفريقيا والعالم". وتتماشى منصة "شباب من أجل الاستدامة" مع مبادئ الخمسين لدولة الإمارات، والمبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وأهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة من أجل الحد من التغير المناخي من خلال تعزيز كفاءات الشباب ومرونتهم وقدرتهم على التكيف. وتستضيف المنصة التي أطلقتها شركة "مصدر"، في هذا السياق برنامجين تدريبيين يقامان على مدار العام وهما برنامج "قادة مستقبل الاستدامة" وبرنامج "سفراء الاستدامة"، اللذان يهدفان إلى تمكين الجيل القادم من قادة الاستدامة من خلال منحهم فرص التواصل مع صناع السياسات وقادة الشركات ورواد الأعمال والتكنولوجيا من مختلف أنحاء العالم، بغية التعرف على أفضل الممارسات في مجال الاستدامة ومهارات القيادة. ويستهدف برنامج "قادة مستقبل الاستدامة" طلبة الجامعات والدراسات العليا ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، في حين يستهدف برنامج "سفراء الاستدامة" طلبة المدارس الثانوية ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة. وتنشط "مصدر" في أكثر من 40 دولة حول العالم، وتستثمر في محفظة من مشاريع الطاقة المتجددة بقيمة إجمالية تزيد عن 20 مليار دولار أمريكي، وباجمالي قدرة انتاجية تزيد عن 15 جيجاواط. وتم الإعلان في ديسمبر الماضي عن اتفاقية استراتيجية بين "أدنوك" و"طاقة" و"مبادلة" لامتلاك كل منهم حصة في "مصدر" بهدف تطوير محفظة عالمية للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة و تتطلع الشركة إلى المساهمة في تعزيز دور الإمارات الرائد في مجال الهيدروجين الأخضر، وتسريع جهودها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
مشاركة :