تولى شاب أنيق المظهر، يبلغ من العمر 27 عاماً، زعامة أكبر حزب يميني متطرف في فرنسا، الأحد الماضي. وترعرع جوردان بارديلا على يد أم عازبة إيطالية المولد في مبنى برج في ضواحي باريس، وتولى مسؤولية زعامة الحزب من معلمته مارين لوبان، التي ظلت تقود التجمع الوطني منذ عام 2011. وقال في خطاب إن فرنسا في عهد الرئيس إيمانويل ماكرون أصبحت مثل «طائرة بلا طيار»، وحث على اتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن الهجرة، قائلاً إن وطنه لا ينبغي أن يصبح «فندقاً للعالم». وستكون هذه هي المرة الأولى التي لا يترأس فيها عضو من عائلة لوبان هذا الحزب، الذي تأسس قبل 50 عاماً على يد والدها جان ماري لوبان، البالغ من العمر الآن 94 عاماً. ومع ذلك، من المتوقع أن تستمر لوبان نفسها في ممارسة السلطة الحقيقية داخل الحزب. وتنحت لوبان جانباً للتركيز على قيادة وفد برلماني للحزب مؤلف من 89 عضواً، تم انتخابه في يونيو، والاستعداد لما يُتوقع أن يكون رابع - وربما آخر – محاولة لتبوئها كرسي الرئاسة الفرنسية في عام 2027. وقالت لوبان في كلمة ألقتها أمام المؤتمر السنوي للحزب، أشادت فيها بدور والدها، الذي توترت علاقتها معه منذ فترة طويلة «لن أغادر التجمع الوطني لأخذ عطلة، سأكون هنا حيث تحتاجني البلاد». وفاز بارديلا بزعامة الحزب بنسبة 85% من أصوات الأعضاء، مقابل 15% لعمدة بربينيان، لويس أليوت (53 عاماً)، الذي كان على علاقة طويلة مع لوبان (54 عاماً)، امتدت حتى عام 2019. كما أيد بارديلا أحد نواب الحزب، الذي تم تعليق عضويته في البرلمان، الأسبوع الماضي، بسبب تصريحاته العنصرية، وعلل بارديلا مؤازرته لهذا العضو بأنه كان «ضحية لمزاعم». وكان غريغوار دي فورناس، صاحب مزرعة عنب من بوردو، قد صرخ في وجه العضو الأسود في حزب فرانس أونبويد اليساري المتشدد، كارلوس مارتينز بيلونجو، قائلاً له «عد إلى إفريقيا»، وكان بيلونجو قد طرح سؤالاً حول الصعوبات التي يواجهها المهاجرون الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط. وادعى دي فورناس لاحقاً أنه كان يشير إلى قارب المهاجرين بدلاً من زميله المشرع، لكن السلطات البرلمانية لم تقتنع بما قاله، ومنعته من دخول البرلمان لمدة 15 يوماً، وهي المرة الثانية فقط التي يعاقب فيها نائب منذ تأسيس الجمهورية الفرنسية الخامسة عام 1958. كان فوز بارديلا متوقعاً على نطاق واسع. وأصبح زعيم التجمع الوطني في البرلمان الأوروبي منذ عام 2019، وزعيماً بالوكالة للحزب في سبتمبر من العام الماضي، بعد تنحي لوبان للتركيز على حملتها الانتخابية للرئاسة الفرنسية. ومع ذلك، كان فوزه بمثابة دليل إضافي على الصعود الاستثنائي لسياسي انضم إلى التجمع الوطني في سن السادسة عشرة في عام 2012، مباشرة بعد محاولة لوبان الأولى لدخول قصر الإليزيه. وبعد ثلاث سنوات، تم انتخابه لعضوية المجلس الإقليمي في إيل دو فرانس، وأطلق حملة «الضواحي الوطنية»، وهي مجموعة تهدف إلى «الوصول إلى الناخبين في الأراضي المنسية للجمهورية». وهو متحدث ماهر، ويظهر دائماً ببدلة أنيقة، وحذاء لامع، وشعر قصير مصفف بدقة. وتقول زميلة في البرلمان الأوروبي من حزبه، واسمها ماتيلد أندرويت: «الأمهات يردنه صهراً، وبناتهن يردنه صديقاً، ويريد الرجال أن يتشبهوا به». إنه تناقض دراماتيكي مع نشأته في الطابق الثامن من مبنى في درانسي، في سين سان دوني، وهي منطقة وعرة ومليئة بالجريمة شمال شرق باريس، يعيش فيها عدد كبير من المهاجرين. وقال خلال تجمع حاشد، تحدث فيه مطولاً عن طفولته: «عندما كنت أدخل المبنى كل يوم، أرى تجار مخدرات يتفحصونني ليتأكدوا من أنني لست من الشرطة». كما زعم أنه صُدم من المدرسة الإسلامية الواقعة على الجانب الآخر من الطريق، حيث «اعتاد أن يرى فتيات في سن الخامسة أو السادسة أو السابعة يغادرن وهن محجبات». وقال للجمهور: «لقد انخرطت في السياسة في وقت مبكر جداً، لأنني لم أكن أرغب في أن أرى فرنسا تشبه ما عشته من مآسٍ». وطغى على انتصاره على الفور خلاف حول ما إذا كان يستطيع إزالة السموم التي زرعتها لوبان في الحزب، منذ فوزها على والدها عام 2011، الذي وصف القتل الجماعي لليهود في غرف الغاز أثناء المحرقة بأنه «أحد فصول تاريخ الحرب العالمية الثانية العادية». وفي معركة هذا العام على الرئاسة الفرنسية، جعلت لوبان أزمة تكاليف المعيشة المحور الرئيس لحملتها. وعلى الرغم من هزيمتها من قبل ماكرون في الجولة الثانية، إلا أنها فازت بنسبة 41.45% من الأصوات، أي بأكثر من سبع نقاط من مواجهتهما السابقة في عام 2017، وتتهيأ الآن لجولة أخرى في عام 2027، وهي المرحلة التي تعتقد أنه لن يعد ماكرون قادراً على الوقوف في وجهها. وفي بيان صدر بعد ساعات من انتخاب بارديلا، حذر عمدة بلدة هينين بومون بشمال فرنسا، ستيف بريوا، الحليف المقرب من لوبان، من «عودة التطرف المحتملة للحزب»، وادعى بريوا، الذي دعم أليوت، أن هذا النائب كان ضحية «تطهير»، بعد أن تم حرمانه من مقعد في مكتب تنفيذي جديد مكون من 12 عضواً، يتكون بالكامل تقريباً من الموالين لبارديلا. ويخشى البعض في الحزب من أن تكون آراء الزعيم الجديد قريبة جداً من آراء المحلل التلفزيوني وكاتب المقالات، إريك زيمور، الذي حاول الالتفاف على لوبان خلال الانتخابات الرئاسية، لكنه فاز فقط بـ7% من الأصوات. في العام الماضي، على سبيل المثال، اقترب بارديلا من تبني نظرية زيمور عن «الاستبدال العظيم»، التي وفقاً لها سيتم استبدال الأوروبيين البيض عمداً بالمهاجرين. وخلال حملة القيادة، اتهم أليوت، العضو الوحيد في التجمع الوطني الذي يدير مدينة يزيد عدد سكانها على 100 ألف شخص، بارديلا بتشجيعه غير المقبول للجماعات المتعصبة للعرق الأبيض، في حزب يحاول إثبات قدرته على التوحد وحكم فرنسا. وفي خطاب مفتوح الشهر الماضي، انتقد أليوت «الحنين للتطرف» و«محاولة التجمع الوطني العودة لحقبة طويلة انطوت»، رغم أنه ادعى لاحقاً أنه كان يستهدف أنصار زيمور. ورد بارديلا متهماً أليوت بـ«اجترار المرائر وسوء النية». يخشى البعض في الحزب أن تكون آراء الزعيم الجديد قريبة جداً من آراء المحلل التلفزيوني وكاتب المقالات، إريك زيمور، الذي حاول الالتفاف على لوبان خلال الانتخابات الرئاسية، لكنه فاز فقط بـ7% من الأصوات. كان فوز بارديلا متوقعاً على نطاق واسع. وأصبح زعيم التجمع الوطني في البرلمان الأوروبي منذ عام 2019، وزعيماً بالوكالة للحزب في سبتمبر من العام الماضي، بعد تنحي لوبان، للتركيز على حملتها الانتخابية للرئاسة الفرنسية. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :