ستكون المنافسة قوية جداً بين منتخبات أميركا الجنوبية بقيادة البرازيل والأرجنتين أمام دول أوروبا، وعلى رأسها ألمانيا وإسبانيا وفرنسا، وذلك عندما ينطلق مونديال 2022 في الدوحة بعد غد الأحد. يبدو أن الاحتكار الأوروبي لكأس العالم في كرة القدم سينكسر بعد عقدين من الزمن، أقله في أعين مدربين ولاعبين ومحللين يرون في منتخبَي البرازيل والأرجنتين أبرز المرشحين لتحقيق المجد في قطر. كان المنتخب البرازيلي بجيله الخارق الذي ضم أمثال رونالدو ورونالدينيو وريفالدو آخر منتخب مِن خارج القارة العجوز يرفع الكأس في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، محققًا لقبه الخامس القياسي. سيطرت بعدها منتخبات أوروبا، فتوّجت إيطاليا (2006)، إسبانيا (2010)، ألمانيا (2014) وفرنسا (2018). لكنّ الكثيرين يتوقعون أن تخرج الكأس من القارة العجوز هذه المرة وتعود أدراجها الى أميركا الجنوبية، وتحديدًا الى برازيليا أو بوينوس أيريس للمرة الأولى منذ 1986 بقيادة الأسطورة الراحل دييغو مارادونا. ويرى البعض أن كرة القدم مدينة للأرجنتيني ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم سبع مرات، بالتتويج، فيما يعتبر البعض الآخر أنه لن يصبح بقيمة مارادونا في بلاده ما لم يحقق ذلك. ويتوقع الإسباني بيب غوارديولا، مدرّبه السابق في برشلونة، والذي غالبًا ما يكرّر أن ميسي هو أعظم من أنجبته «المستديرة»، أن يكون اللقب أخيرًا من نصيبه. كشف عن ذلك المهاجم الأرجنتيني الشاب خوليان ألفاريس، الذي يلعب تحت إشراف غوارديولا في مانشستر سيتي الإنكليزي، بعد وصوله خلال الصيف من ريفر بلايت. كرة القدم مدينة لميسي؟ وقال غوارديولا، في حديث مع شبكة اي إس بي إن، في أكتوبر الفائت: «خلال أيامي الأولى، كان يتحدث بيب وبرتغاليون ورودري عن من سيفوز بكأس العالم، لم أقل شيئًا. كانوا يقولون البرتغال وفرنسا ودول أوروبية أخرى، ثم قال بيب «هل تعرفون من لديه أفضل فرصة؟ لم يقولوا أي شيء، ثم استدار وأشار إليّ». أما ميسي نفسه فرأى أن البرازيل وفرنسا حاملة اللقب، بقيادة نيمار وكيليان مبابي تواليًا، زميليه في باريس سان جرمان، ستكونان أبرز المرشحين. وقال في حديث مع اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول): «كلّما تحدثنا عن المرشحين، نتحدث دائمًا عن الفرق ذاتها. إذا أردتم أن نعطي أفضلية الفوز للبعض، فأعتقد أن البرازيل، فرنسا وإنكلترا تتقدم بعض الشيء على المنتخبات الأخرى». وكان قد كشف في حديث سابق عن البرازيل وفرنسا «لديهم نفس المجموعة منذ فترة طويلة، ويعملون بشكل جيد. فرنسا، بصرف النظر عن آخر كأس أوروبا عندما أقصيت (في ثمن النهائي)، حيث قدموا أداءً سيئًا، فإن لديهم بعض اللاعبين الرائعين. لديهم فكرة واضحة والمدرب نفسه (ديدييه ديشان). الأمر ذاته بالنسبة للبرازيل بعض الشيء» بقيادة تيتي. لم يذكر ميسي منتخب بلاده، رغم وصوله الى قطر إثر سلسلة من 36 مباراة من دون خسارة، تخللها التتويج بكوبا أميركا العام الماضي على حساب البرازيل بالذات في عقر دارها (1 -0)، ليحقق أخيرًا لقبه الأول مع «ألبيسيليستي». ويرشّح المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي وقع منختب بلاده مع مجموعة الأرجنتين، ميسي وزملاءه للفوز. وقال في حديث مع صحيفة ماركا الإسبانية الأحد «نعم، أعتقد أن الأرجنتين، مع ميسي، من المرشحين للفوز بكأس العالم». وعندما سُئل عما إذا كانت كرة القدم مدينة لميسي بهذا اللقب، أجاب مهاجم برشلونة «إذا قمتم بتحليل كرة القدم في السنوات العشر أو 15 الماضية، فإن الوجهين الرئيسيين هما ميسي و(البرتغالي) كريستيانو رونالدو، وفي النهاية، إذا فكرتم في من يستحق الفوز بكأس العالم هذه، فإن هذين الاسمين يظهران دائمًا». «سادسة» للبرازيل أم فرنسا مجددًا؟ ووفق ما أسفرته القرعة، هناك احتمال في أن تلتقي البرازيل والأرجنتين في النهائي في سابقة في المونديال. تملك «سيليساو» من أقوى خطوط الهجوم بقيادة نيمار ونجمي ريال مدريد المتألقين فينيسيوس جونيور ورودريغو وغابريل جيزوس مهاجم أرسنال وغيرهم. ويرى الألماني يورغن كلينسمان، بطل العالم 1990، الذي ألحق منتخب بلاده خسارة مذلة 7 -1 بالبرازيل على أرضها في نصف نهائي 2014، أنها المرشحة الأبرز «ألمانيا لديها منتخب شاب جيد جدًا. يمكنهم الذهاب بعيدًا، ونظريًا يمكنهم الفوز بكأس العالم... لكن المنتخب الأبرز بالنسبة لي، بعد أن شاهدته على مدار العامين الماضيين، خاصة خلال التصفيات هو البرازيل». كان الظهير الأيمن كافو آخر قائد برازيلي يرفع الكأس. يؤكد في حديث مع وكالة فرانس برس أن «كأس العالم في قطر فرصة عظيمة لكسر الهيمنة الأوروبية. هذا هو الوقت المثالي للبرازيل لكسر اللعنة والفوز باللقب. الأرجنتين وسيليساو هما المرشحتان الأبرز». لم يختلف الأمر بالنسبة إلى الحارس الإيطالي الاسطوري جانلويجي بوفون المتوج بمونديال 2006 «الأرجنتين والبرازيل، أرى أنهما قويتان للغاية. على صعيد الافراد، أرى فرنسا المنتخب الاوروبي الوحيد القادر على المنافسة، ولكن لست متأكدًا من ذلك على صعيد المجموعة... فرنسا، على غرار إيطاليا قليلا، تضيع أحيانًا ولا تحقق النتائج القادرة على تحقيقها. وربما بلجيكا، لأنني أحب كثيرًا (حارسها تيبو) كورتوا». من جهته، يرى الدولي الفرنسي السابق باتريك فييرا، المتوّج بمونديال 1998، أن «فرنسا لا تزال المرشحة الأبرز بسبب قوتها الهجومية. هناك البرازيل والأرجنتين، كما أن الألمان حاضرون دائمًا في البطولات الكبرى. هذه الدول الأربع المرشحة بالنسبة إليّ». فرنسا لا تزال المرشحة الأبرز بسبب قوتها الهجوميةباتريك فييرا يشكك البرازيلي توستاو، بطل العالم 1970، بقدرة بلاده على إحراز اللقب، فقال لـ «فرانس برس»: «الفريق يبدو صلبًا جدًا، لكن خلال الأعوام الأربعة الأخيرة لم يواجه سوى خصوم من أميركا الجنوبية، مع خوضه بعض المباريات الودية مع منتخبات آسيوية وإفريقية أقل شأنًا منه». وفي موقف غريب، ذهب أسطورة كرة القدم الكاميرونية صامويل إيتو بعيدًا في توقعاته، معتبرًا أن «الكاميرون ستفوز بنهائي كأس العالم ضد المغرب»، علمًا بأنه لم يسبق أن بلغ منتخب إفريقي مباراة القمة.
مشاركة :