حقق مونديال 2006 نجاحاً باهراً أرادت فيه ألمانيا الانفتاح على العالم، فشهد مفاجأة بتتويج إيطاليا مرة رابعة، رغم فضيحة تلاعب بالنتائج هزتها مجدداً، على حساب فرنسا. بعد حصولها على شرف استضافة لطَّخته مزاعم بشراء الأصوات، بدا أن ألمانيا غارقة في شغف جماعي مذهل استمر طوال فترة المونديال المقام في طقس مشمس وحار. لم يتخيَّل الألمان إظهار وطنيتهم دون أي آثار سيئة، فكانوا ودودين ومنفتحين مع غرباء أحبّوا بلدهم. ورغم خروجهم من نصف النهائي أمام إيطاليا (0-2)، وضمَّت البرازيل، حاملة اللقب، الهجوم الحلم: رونالدو الأثقل بثمانية كيلوغرامات من 2002 والمرتفع رصيده إلى 15 هدفاً في النهائيات، ورونالدينيو وكاكا وأدريانو. لكن مواجهاتها مع فرنسا أصبحت نقمة، في ربع النهائي، قدَّم زين الدين زيدان بعُمر الرابعة والثلاثين أداءً رائعاً، ليفوز «الديوك» بهدف تييري هنري. بدورها، كانت الأرجنتين تضم الموهبة الصاعدة ليونيل ميسي (19 عاماً)، لكن قطار «ألبيسيليستي» أوقفه المضيف الألماني بركلات الترجيح في ربع النهائي، فبلغت أربعة منتخبات أوروبية نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1982. معركة نورمبرغ شهدت مدينة نورمبرغ معركة طاحنة بين البرتغال وهولندا (1-0)، في إعادة لنصف نهائي كأس أوروبا 2004 عندما خرجت البرتغال فائزة أيضاً (2-1) بهدف مانيش. رفع الحكم الروسي فالنتين إيفانوف أربع بطاقات حمراء و16 صفراء، وفي غضون ثلاث دقائق وجَّه 6 إنذارات. كانت النسخة الأكثر خشونة في التاريخ مع 28 بطاقة حمراء، لكن أغرب البطاقات خرجت من جيب الحكم الإنكليزي غراهام بول في مباراة كرواتيا وأستراليا. لم يطرد الكرواتي يوزيب شيمونيتش، سوى بعد منحه ثلاثة إنذارات! خارج دائرة المرشحين لم يرشح كثيرون إيطاليا، وما زاد الطين بلّة فضيحة كالتشوبولي لترتيب نتائج المباريات التي بدأت بالظهور في مايو 2006، وأدَّت إلى تهبيط يوفنتوس العريق وبطل الدوري إلى الدرجة الثانية. بدأت المقارنات مع 1982 وإنجازات «المنبوذ» باولو روسي. رغم ذلك، قال مدربها الخبير مارتشيلو ليبي: «بطريقة ما، ساعدت كالتشوبولي المنتخب على أن يصبح أكثر اتحاداً». ومن المؤكد، سيبقى نهائي برلين عالقاً في الأذهان، بعد افتتاح زيدان التسجيل مبكراً من ركلة جزاء باردة الأعصاب على طريقة بانينكا، عوَّض المدافع ماركو ماتيراتزي خطأه، مسجلاً التعادل قبل ثلث ساعة من البداية. ملصق مونديال 2006 ملصق مونديال 2006 النطحة بعد التمديد، وتحديداً في الدقيقة 110، وجَّه زيدان نطحة مزلزلة على صدر ماتيراتزي طرحته أرضاً، فعاجله الحكم الأرجنتيني أوراسيو إليسوندو بحمراء مباشرة. للمرة الثانية بعد 1994 عندما خسرت إيطاليا أمام البرازيل، حسمت ركلات الترجيح النهائي. أهدر دافيد تريزيغيه لفرنسا، وأوكل غروسو تسديد الخامسة الأخيرة لإيطاليا. آخر ركلة ترجيح سددها كانت قبل خمس سنوات عندما كان بالدرجة الرابعة «كنت مذهولاً. لماذا أنا؟». أطلق تسديدة رائعة خدعت الحارس فابيان بارتيز: إيطاليا بطلة للعالم مرة رابعة.
مشاركة :