دبي – الوكالات: اتهمت ايران أمس اسرائيل وأجهزة مخابرات غربية بالتآمر لإشعال شرارة حرب أهلية في البلاد التي تشهد واحدة من أكبر الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ ثورة 1979. وكتب وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان على تويتر «أجهزة أمنية متعددة واسرائيل وبعض السياسيين الغربيين الذين وضعوا خططا لنشوب حرب أهلية وتدمير وتفكيك ايران يجب أن يعلموا أن ايران ليست ليبيا أو السودان». وتتهم طهران خصومها الغربيين بتأجيج الاضطرابات في جميع أنحاء البلاد، والتي أشعلتها وفاة الشابة الكردية الايرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر بعدما اعتقلتها شرطة الاخلاق. وفي واحد من أسوأ أعمال العنف منذ بدء الاحتجاجات، قتل مهاجمون على دراجات نارية الأربعاء سبعة أشخاص بالرصاص، بينهم امرأة وطفلان يبلغان من العمر 9 و13 عاماً، في مدينة إيذه الواقعة غرب إيران. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) إنّ «مجموعة إرهابية استغلّت تجمّعاً للمتظاهرين أمام السوق المركزي في البلدة لفتح النار على الناس وضبّاط الأمن». وأضافت الوكالة أنّ ثمانية أشخاص أصيبوا بجروح، بمن في ذلك ثلاثة عناصر في الشرطة وعنصران من قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري. غير أنّ عائلة الصبي الذي يُدعى كيان برفالاك البالغ من العمر تسعة أعوام الذي قُتل في الهجوم، اتهمت قوات الأمن الإيرانية بشنّ الهجوم، في تغريدة نشرتها إذاعة «فاردا» وهي محطّة فارسية تموّلها الولايات المتحدة وتتخذ من براغ مقرّاً. وسُمع أحد أفراد الأسرة لم يكشف عن هويته، وهو يقول في تسجيل صوتي «كان ذاهباً إلى المنزل مع والده واستُهدفوا بالرصاص من قبل النظام الفاسد للجمهورية الإسلامية. وتعرّضت سيارتهم للهجوم من جميع الجهات». وأمر الرئيس إبراهيم رئيسي السلطات المعنية بـ«التحرّك فوراً لتحديد هوية منفّذي الاعتداء وتسليمهم إلى النظام القضائي لتتمّ معاقبتهم». وفي هجوم آخر وقع بعد ساعات في أصفهان، أطلق مهاجمان على متن دراجة نارية النار من أسلحة آلية على عناصر من قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري، ما أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة اثنين آخرين بجروح، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية. وفي مكان آخر، اتُهمت القوات الأمنية بقتل عشرة أشخاص على الأقل في 24 ساعة خلال التظاهرات التي شهدتها مدن بوكان وكاميران وسنندج، وفي سقز مسقط رأس أميني، حسبما أفادت «هنكاو» في وقت متأخر من الأربعاء. وقالت المنظمة الحقوقية التي ترصد الانتهاكات في المناطق التي يقطنها الأكراد، إنّه تمّ رصد إطلاق النار أمس في تلك المدن الأربع بالإضافة إلى مدن أخرى من بينها دهغولان وإيلام ومهاباد وروانسار. وأثارت وفاة أميني والاحتجاجات التي تلت ذلك تنديدا دوليا بإيران التي تواجه صعوبات في قمع الاضطرابات وألقت بالمسؤولية عنها على أعداء أجانب وعملاء لهم في الداخل. وقالت وكالة أنباء ميزان التابعة للسلطة القضائية ان خمسة أشخاص اعتقلوا خلال الاحتجاجات حكم عليهم بالإعدام. وقالت منظمة العفو الدولية في تغريدة على تويتر ان السلطات الايرانية تسعى الى توقيع عقوبة الاعدام على 21 شخصا على الاقل «في محاكمات صورية يراد بها ترهيب المشاركين في الانتفاضة الشعبية التي هزت إيران منذ سبتمبر وردع الاخرين عن الانضمام الى الحراك». وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرّها أوسلو في حصيلة محدّثة صدرت الأربعاء، إنّ قوات الأمن قتلت 342 شخصاً على الأقل، بينهم 43 طفلاً و26 امرأة، في حملة القمع منذ وفاة أميني. وأضافت المنظمة أنه جرى اعتقال 15 ألف شخص على الأقل، وهو عدد تنفيه السلطات الإيرانية.
مشاركة :