العثور على أقدم دليل على استخدام البشر القدامى للنار من أجل الطبخ!

  • 11/18/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ما الذي يميز البشر عن الحيوانات الأخرى؟. إنه سؤال ملح يقول بعض العلماء إنه يتلخص في التحكم الدقيق في قوة أرضية واحدة: النار. ويعد عالم الرئيسيات البريطاني ريتشارد دبليو رانغهام من أشد المؤيدين لما يسمى بـ "فرضية الطبخ". واليوم، لا يوجد سكان بشر معروفون يعيشون بدون طهي، ما يشير إلى أنها مهارة قوية وضرورية. ويجادل رانغهام بأن التحول التطوري من الطعام الخام إلى الطعام المطبوخ كان "اللحظة التحويلية" التي غذت بطون البشر الأوائل وسمحت لأدمغتهم بالنمو، ما أدى في نهاية المطاف إلى تطور جنسنا البشري. ويبدو أن اكتشافا جديدا في إسرائيل يجعل هذه الفكرة أكثر قابلية للفهم. ويزعم فريق دولي من العلماء العاملين في القطاع الشمالي من البحر الميت أنهم اكتشفوا أولى علامات الطهي من قبل البشر في عصور ما قبل التاريخ. وفي موقع أثري يسمى "غيشر بنو يعقوب"، تظهر بقايا أسماك علامات تدل على تسخينها بعناية منذ 780 ألف عام. وهذا الاكتشاف ليس أقدم دليل على استخدام النار من قبل البشر الأوائل، لكنه أقدم دليل في أوراسيا. وفي إفريقيا، تحتوي مواقع الإنسان المنتصب التي يعود تاريخها إلى ما لا يقل عن 1.5 مليون سنة على فحم وعظام محترقة. ومع ذلك، فهذه ليست سوى علامات ظرفية على الحرق، وليست علامات واضحة على الطهي. ومن الصعب الحصول على دليل على هذا الأخير. وفي الواقع، لا تظهر علامات الطهي في سجل الآثار إلا بعد فترة طويلة من وصول الإنسان النياندرتالي والإنسان العاقل. وحتى وقت قريب، كان أقدم دليل على الطهي هو البقايا الساخنة للنباتات النشوية الموجودة في فرن تحت الأرض في إفريقيا. ويعود هذا الموقع إلى 170.000 سنة فقط. وهذا بعد 600.000 عام من قيام البشر الأوائل بطهي الأسماك في واد بالقرب من البحر الميت. ويقول عالم الآثار ينس ناجوركا، من متحف التاريخ الطبيعي في لندن: "لا نعرف بالضبط كيف تم طهي الأسماك ولكن نظرا لعدم وجود أدلة على تعرضها لدرجات حرارة عالية، فمن الواضح أنها لم يتم طهيها مباشرة في النار، ولم يتم إلقاؤها في النار كنفايات أو كمادة للحرق". ويشير التحليل الأخير للفريق إلى أن أسنان أسماك المياه العذبة القديمة الموجودة في الموقع والتي تم صيدها في بحيرة قريبة، لم تعد موجودة، وتعرضت لدرجات حرارة مناسبة للطهي. ودُفعت "نتائج سيطرة أسلافنا على النار" إلى منتصف العصر البليستوسيني، وهو الوقت الذي كانت فيه مجموعات الإنسان المنتصب تفسح المجال أمام أشباه البشر ذوي الأدمغة الأكبر، مثل Homo heidelbergensis. وتشرح عالمة الآثار نعمة غورين-إنبار، من الجامعة العبرية في القدس قائلة: "اكتساب المهارة المطلوبة لطهي الطعام يمثل تقدما تطوريا هاما، لأنه يوفر وسيلة إضافية للاستخدام الأمثل للموارد الغذائية المتاحة. ومن الممكن حتى أن الطهي لم يقتصر على الأسماك، بل شمل أيضا أنواعا مختلفة من الحيوانات والنباتات". ويعد موقع غيشر بنو يعقوب غنيا ببقايا أشباه البشر القدامى. ووجد علماء الآثار أدلة على أدوات الصوان والبازلت والحجر الجيري هنا، بالإضافة إلى الفواكه والمكسرات والبذور والعديد من أنواع الثدييات البرية، المتوسطة والكبيرة على حد سواء. ومن كان يعيش في هذا الوادي، من الواضح أنه يعرف الأرض جيدا. لكن فهمهم لموائل المياه العذبة هو ما يعتقد الباحثون أنه سمح لهؤلاء السكان بالازدهار حقا. وربما ساعد البشر على مغادرة القارة الإفريقية والعيش في مكان آخر.  وجادل العلماء منذ سنوات بأن تناول الأسماك الغنية بأحماض أوميغا الدهنية والزنك والعناصر الغذائية الهامة الأخرى هو ما سمح للدماغ البشري بتطوير مثل هذا التعقيد الكبير. وربما كانت الأسماك النيئة مناسبة لأقدم أشباه البشر، ولكن نظرا لأن الأسماك المطبوخة تشق طريقها إلى نظام أسلافنا الغذائي، فقد سهلت عملية الهضم وأنقذت الناس من استهلاك مسببات الأمراض الخطيرة. وكان من شأنه أيضا أن يمنح أدمغة أشباه البشر دفعة أكبر من العناصر الغذائية. وخلص الباحثون إلى أن "هذه الدراسة تقدم دليلا على طهي الأسماك من قبل البشر في وقت مبكر، مؤكدة على دور موائل الأراضي الرطبة في تقديم مصدر مستقر للغذاء على مدار العام لعب دورا مهما في بقاء أشباه البشر وانتشارهم عبر العالم القديم". وقد نُشرت الدراسة في مجلة Nature Ecology and Evolution . المصدر: ساينس ألرت تابعوا RT على

مشاركة :