إرتبط إسم شركة أرامكو السعودية العريق بإستخراج وتكرير النفط منذ ولادتها عام ١٩٣٣ ميلادي وهذا ليس بمستغرب فقد كان الهدف الاساسي هو استخراج وتكرير النفط ثم بيعه. ومع مرور عقود من الزمن وتتفيذ الخطط التي تضمن استخراج وتكرير النفط في زمن قياسي ونقله من شرق المملكة العربية السعودية الى غربها من خلال مشروع خط الانابيب الاطول في العالم الذي يربط بين معامل بقيق وينبع بطول ١٢١٢ كم بدأت الشركة تسابق الزمن وتتفرّد من حيث التوسع وانشاء ادارات لتتمخض ادارات لها بصمة في ارامكو اليوم ارامكو الرائدة في المسؤولية الإجتماعية والحماية البيئية سعيًا لتحقيق اهداف تنموية مستدامة. أصبحت ارامكو السعودية شركة عالمية لها إسهامات عالمية في حفظ كوكبنا من انبعاثات الغازات في عالم متسارع وطلب متزايد على الطاقة. ووازنت ارامكو بين تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة وحماية الكوكب بيئيًا حيث سبقت العالم في ثمانينيات القرن العشرين عندما قامت بتركيب الواح كهروضروئية في شدقم هدفها تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بالرغم من ان الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للامم المتحدة قد تأسست عام ١٩٨٨ م. حقيقةً لا أعرف ماهي نسبة ما سأكتبه في الأسطر القليلة القادمة من إسهامات ارامكو الغير نفطية ولكن اكاد أجزم أنها لا تتجاوز ربع اسهامات هذا الصرح العملاق. من المبادرات التي تقدمها أرامكو برنامج عظيم قليل من يعرفه وهو برنامج العطاء وهي مبادرة إجتماعية يتم خلالها استقطاع مبلغ من راتب الموظف الشهري بعد موافقته واخطاره بتفاصيل هذا التبرع ومثال ذلك مبادرة اريد ان اسمع حيث يتم توفير سماعات وتقييم الاداء السمعي لمن هم بحاجة وقد لاقت نجاحا كبيرًا و ارامكو هنا ليس هدفها الوحيد هو جمع التبرعات ومساعدة من هم في حاجة تلك المساعدات بل تعزيز المسؤولية الإجتماعية لدى موظفيها. ولا ننسى اسهامات ارامكو الإجتماعية في دعم المحصول الوطني ومثال ذلك مبادرة ارامكو السعودية لزراعة البن الخولاني في المناطق الجبلية بجنوب السعودية بجازان الحبيبة. وكذلك بناء ملعب الجوهرة المشعة بمدينة جدة وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بثول ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) بالظهران على طراز عالمي فريد غير مستنسخ بل مستحدث. وعلى الصعيد البيئي تم زراعة اولى شتلات غابات المانقروف عام ١٩٩٣ م و من الجدير بالذكر ان غابات المانقروف تمثل حوض طبيعي لغاز ثاني اكسيد الكربون وخط دفاع كربوني مهم للغاية. وساهمت ارامكو في تعزيز مفهوم الطاقة المتجددة والنظيفة وذلك من خلال انشاء اول توربين للرياح بشهر يناير من عام ٢٠١٧ بإحدى محطاتها بمدينة طريف وانشاء مزرعة طاقة شمسية في مقرها الرئيس وتساوي مساحة هذه المزرعة حوالي ١٢ ملعب كرة قدم تقليدي بسعة ١٠.٩ ميجا واط. ولما توليه ارامكو من اهتمام بالغ بالبيئة قامت بانشاء محمية بمنطقة الشيبة جنوب شرق المملكة العربية السعودية وتوقيع اتفاقية مع شركة هيونداي لانتاج وقود عالي الكفاءة وصديق للبيئة للسيارات الكهربائية. وأخيرًا إهتمت ارامكو بالابتكار والأفكار من خلال شحذ همم موظفيها وتشجيعهم على الابتكار وذلك من خلال انشاء مراكز للابتكار. إن كنت مازلت تعتقد أن ارامكو شركة نفطية بعد قراءتك لهذا المقال أنصحك ان تقرأ أكثر عن هذه الشركة العملاقة ارامكو ليست مجرد شركة نفطية بل صرح عملاق وشريان اقتصادي هام وأعتقد ان ارامكو ستبهرنا حتى الممات بإسهاماتها الغير نفطية.
مشاركة :