العلاقات الإماراتية العُمانية.. استثنائية وراسخة عبر العصور

  • 11/18/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تمتد العلاقات التاريخية الراسخة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان في نسيج اجتماعي وثقافي واحد، ولها طابعها الخاص، وتستند إلى أواصر الأخوة العميقة والجيرة الطيبة والتداخل العائلي والأسري، بجانب قاعدة كبيرة ومتنوعة ثرية بالمصالح المشتركة. كما تنطلق العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان الشقيقة من أسس مشتركة وراسخة تؤطّرها الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية والتعاون الاقتصادي، وتبلورت عبر سنوات ممتدة في كل المجالات، بما فيها السياسية والاستراتيجية والاقتصادية، وتُعد نموذجاً لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء، وبما يلبي طموحات الشعبين الشقيقين. ويمثل تعميق العلاقات مع سلطنة عمان أولوية رئيسية لدى قيادة الدولة، وهو ما عبّر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بقوله: «الإمارات وعُمان أخوة متجذرة وعلاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة».   العمل المشترك  تشكل العلاقة بين البلدين ركيزة أساسية على صعيد العمل المشترك في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكذلك على المستوى العربي العام في إطار جامعة الدول العربية، بحكم الالتقاء في وجهات النظر والإيمان بالمبادئ والأسس التي ينبغي أن تستند إليها العلاقات والتعاون بين الدول الشقيقة والصديقة، وفي مقدمتها احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والتعاون بحسن نية لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة، وهي مبادئ تمثل إطار التعامل بين الدول وفق المواثيق الدولية. وتربط البلدين علاقات اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية متنوعة، تجمع ما بينها روابط تاريخية وجغرافية، يميزها التقارب القائم على حسن الجوار والصلات الاجتماعية وروابط الأصل والدم والنسب واللغة والدين، كما تدعمها روابط التاريخ والانتماء الإسلامي والعربي والخليجي المشترك التي تؤصل فيهم أواصر المحبة والتعاون والألفة المتجذرة بين الشعبين منذ آلاف السنين.  علاقات عميقة جداً تاريخياً تتميز طبيعة العلاقة بين الشعبين الإماراتي والعُماني بأنها أسرية، حيث تربط البلدين علاقات عميقة جداً تاريخياً، وأبرز ركائز هذه العلاقة هي الدين واللغة والنسب والجذور الواحدة للقبائل والعائلات والجوار بالحدود الطويلة المشتركة والتاريخ المشترك، ووحدة المصالح، ولا تقتصر هذه العلاقات على مراعاة المصالح والتعاون البناء في المجالات ذات الاهتمام المشترك فحسب، بل لطالما كانت علاقات ذات طبيعة خاصة يميزها ما يجمع البلدين من أخوة صادقة وتقارب وتداخل جغرافي قائم على حسن الجوار والصلات الاجتماعية والعائلية الوثيقة التي تحظى بمكانة كبيرة لدى الشعبين الشقيقين، وتدعمها روابط التاريخ والانتماء الإسلامي والعربي والخليجي المشترك. 5 منافذ برية تربط الدولتين  ترتبط الإمارات بحدود برية مع سلطنة عُمان، وهناك خمسة منافذ برية تربط الدولتين، منها: منفذ الوجاجة بين السلطنة وإمارة دبي، ومنفذا وادي الجزي وحفيت بين السلطنة ومدينة العين، ومنفذ خطمة ملاحة بين السلطنة وإمارة الشارقة، ومنفذ تيبات بين السلطنة وإمارة رأس الخيمة.  وتنامت خلال الأعوام الأخيرة علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين الإمارات وسلطنة عُمان، وأطلقت هيئة الطرق والمواصلات في دبي ومواصلات عُمان، خطاً دولياً للحافلات بين دبي ومسقط في خطوة تهدف إلى تعزيز النقل البري وتسهيل تنقل الركاب بين البلدين، وتنطلق رحلات حافلات هذا الخط من محطة أبوهيل للحافلات، وسعر تذكرة الشخص الواحد ذهاباً 55 درهماً. واعتبرت هذه خطوة مهمة في طريق توسيع وتعزيز شبكة النقل الدولي بين البلدين، وبداية لمشروع تكامل في شبكة النقل بين البلدين، وجاءت تلك الخطوة حرصاً على سلامة وراحة الركاب المتنقلين بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات على متن حافلات متطورة وآمنة ومريحة ومعدة خصيصاً لنقل الركاب على مسافات طويلة. التراث الثقافي وتشمل عناصر التراث الثقافي المشتركة بين السلطنة والإمارات عناصر عدة، أبرزها: مشاركات الفرق المسرحية العُمانية بكافة المهرجانات المسرحية والفنية بالإمارات، وفن العيالة الذي تم توثيقه بـ «اليونيسكو» كنمط مشترك ضمن قائمة التراث غير المادي، وصناعة الخنجر، والرماية بالسكتون، وغيرها الكثير.  أخبار ذات صلة الإمارات: ضرورة دعم السودان لتحقيق سلام وأمن مستدام «حوار أبوظبي للفضاء» ينطلق الشهر المقبل توثيق فن «العيالة» وتوصلت الإمارات وعُمان لاتفاق مشترك بشأن توثيق فن «العيالة»، وهو أحد الفنون الفلكلورية التي يستعرض بها الرجال أهازيج وأناشيد شعبية، لدى «اليونيسكو» كنمط مشترك، لا سيما أن التداخل الاجتماعي واشتراك قبائل الإمارات وعُمان في العديد من التجليّات الموروثة، يجعل من التنسيق في العمل الثقافي مطلوباً كمدخل للتوثيق وإحياء التراث والمحافظة عليه بالتعاون بين المختصّين في البلدين. كما تُعد صناعة السفن إحدى الصناعات المشتركة بين البلدين، إلا أن العُمانيين قد برعوا في هذه الصناعة منذ آلاف السنين، وكانت مدينة صور العُمانية أشهر المدن المطلة على المحيط الهندي في بناء السفن.  حركة السياحة  وتشهد حركة السياحة من الإمارات إلى السلطنة نمواً كبيراً عبر الطرق البرية والجوية التي تربط البلدين، كما تنظم العديد من الناقلات الإماراتية رحلات يومية إلى مسقط وغيرها من الأماكن السياحية في السلطنة، وتأتي دبي في مقدمة الأماكن السياحية التي يقصدها معظم العُمانيين، بفضل قربها الجغرافي وما تتمتع به من معالم جذابة مميزة وفريدة وفرص تسوق متميزة، إلى جانب الخيارات المتعددة في التسلية والترفيه والتي تمثل أهم الأسباب وراء اجتذاب دبي للسياح العُمانيين. رؤى مشتركة بلغ إجمالي عدد الزوار الإماراتيين القادمين إلى سلطنة عُمان عبر المنافذ المختلفة حتى نهاية مارس 2022، 131 ألفاً و585 زائراً، ولدى البلدين الشقيقين رؤى مشتركة فيما يخص قطاع السياحة، حيث إن العُمانيين يشاركون بقوة في كافة الفعاليات السياحية في الإمارات العربية المتحدة.  وتستند العلاقات المتينة والراسخة بين البلدين الشقيقين، إلى نموذج فريد من الأخوة الصادقة وحسن الجوار وأواصر القربى والصلات الاجتماعية والعائلية الوثيقة. وقد أسهمت الجهود المشتركة بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة في تحقيق الكثير من طموحات شعبي البلدين الشقيقين، إذ تعدّ سلطنة عُمان ودولة الإمارات أول دولتين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعتمدان البطاقة الشخصية وثيقةً لتنقل مواطنيهما بدلاً من جوازات السفر منذ عام 1993، وهو ما تم الأخذ به وتعميمه في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية. شريك تجاري تُعد دولة الإمارات أكبر شريك تجاري لسلطنة عُمان على مستوى العالم، فهي أكبر مصدّر إلى عُمان وأكبر مستورد منها، وتستحوذ على أكثر من 40% من مجمل واردات عُمان من العالم، فيما تستأثر بنحو 20% من صادرات عُمان إلى الأسواق العالمية، وقد بلغت قيمة التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين في عام 2021 أكثر من 46 مليار درهم بنمو 9% عن 2020، وبلغ متوسط النمو في تجارة البلدين خلال آخر 5 سنوات نحو 10%. وفي المقابل، تعد سلطنة عُمان ثاني أكبر شريك تجاري خليجي لدولة الإمارات، وتستحوذ على 20% من إجمالي تجارة الإمارات مع دول مجلس التعاون الخليجي. وأظهرت الإحصائيات أن إجمالي الاستثمارات الإماراتية بسلطنة عُمان قد بلغ في نهاية عام 2021 نحو مليار و207 ملايين ريال عُماني، في حين وصل إجمالي الاستثمارات خلال الربع الأول من عام 2022 نحو مليار و230 مليون ريال عُماني ووصل عدد الشركات العُمانية العاملة في الإمارات إلى 230 شركة و22 وكالة تجارية عُمانية مسجلة في الإمارات حتى نهاية 2021 تستثمر نحو 3.8 مليار درهم، في حين بلغ عدد الشركات الإماراتية العاملة في السلطنة 3300 شركة يبلغ إجمالي استثماراتها نحو 1.7 مليار درهم. وفي السوق العقاري، بلغت قيمة العقارات المملوكة من العُمانيين في الإمارات 17 مليار درهم خلال عام 2021. 16 اتفاقية للتعاون  أثمرت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لسلطنة عُمان مؤخراً عن توقيع 16 اتفاقية ومذكرات تفاهم بين البلدين شملت الطاقة، والتعاون حول النقل، والمواصلات واللوجستيات، والنقل البحري، والتعاون، والاستثمار في مجالات الصناعة، والمجال الثقافي والشبابي، والتعاون في مجالات الثروة الزراعية والحيوانية والسمكية وسلامة الغذاء، والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والتدريب المهني، والتعاون في مجال الأخبار وتبادل المعلومات المتعلقة بغسل الأموال والجرائم الأصلية المرتبطة بها وتمويل الإرهاب، والتعاون بين شركة قطارات عُمان وشركة الاتحاد للقطارات، ومذكرات في الاتصالات وتقنية المعلومات وغيرها في مجالات البورصة وأسواق المال، ويشكل حجم هذه الاتفاقيات وشمولية مجالاتها وتنوع مشروعاتها انطلاقة نحو شراكة مصيرية تؤكد أن عُمان وشقيقتها الإمارات في طريق تحقيق التكامل في مختلف المجالات.

مشاركة :