أكدت الإمارات، أمس، الحاجة إلى مواصلة دعم السودان في سعيه إلى تحقيق سلامٍ وأمنٍ مُستدام، بما في ذلك من خلال معالجة الظروف الاقتصادية التي تؤثر بشكلٍ خاص على المستضعفين، وكررت دعوتَها للمجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي، إلى دعم تطلعات الشعب السوداني، بما يحترم سيادة السودان واستقلالَهُ وسلامتَهُ الإقليمية ووحدتَهُ الوطنية. وقالت الإمارات، في بيان أمام مجلس الأمن الدولي: بينما ننظر في تجديد ولاية بعثة «يونيتامس»، في أوائل شهر يونيو، والتي نتطلع إلى أن تتم المشاورات بشأنها، بشكل بنّاء، نرحب بالجهود الثُلاثية المُتضافرة، وتواصلها مع القوى السياسية وأصحاب المصلحة في السودان، إذ يجسد هذا النهج الدور المهم للمنظمات الإقليمية في مساعدة السودان في التوصّل إلى توافق في الآراء وتفاهم مشترك بشأن المسارات الرئيسية للعملية الانتقالية في السودان، والتي تشمل الترتيبات الدستورية الانتقالية، وتشكيل الحكومة، فضلاً عن تحديد جدولٍ زَمَني للانتخابات. وقالت: «نرى أنَّ إطلاق سراح بعض المعتقلين السياسيين مؤخراً يُعَتبر خُطوةً في اتجاه بناء الثقة بين الأطراف السودانية، وساهَمَ في تمهيد الطريق للحوار غير المباشر الجاري حالياً بين الأطراف»، مشددة على أهمية مشاركة النساء، بشكل هادف، وكذلك إشراك الشباب في جميع المراحل لإحراز تقدمٍ خلال الفترة الانتقالية على نحوٍ مستدام. كما أكدت دولة الإمارات، بحسب البيان، على أهمية أن تتم العملية السياسية بقيادة سودانية بما يحقق تطلعات الشعب السوداني. وفي سياق الأوضاع الاقتصادية المُقلقة، أكدت الإمارات أنَّ المساعدات الإنمائية وحُزْمات تخفيف الديون التي تقدمها المؤسسات المالية الدولية والمانحون الدوليون الآخرون إلى السودان تُعَتبر ضرورية لمنع اقتصاده من الانهيار. وتابعت: «يتعين على المجتمع الدولي أثناء بحثِهِ أفضل السُبُل لمساعدة السودان خلال العملية السياسية، أنْ يأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية المُلِحّة وتأثيرَها المتَفاقِم على كل نواحي الحياة للشعب السوداني». ولفتت إلى أنه «وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، سَيُعاني تسعة وثلاثون في المئة من السكان من انعدام الأمن الغذائي بحلول سبتمبر المقبل، بينما وصَلَت نسبة تمويل خُطة الاستجابة الإنسانية الحالية إلى ثلاثة عشر في المئة فقط»، مضيفة أن مواصلة تعليق المساعدات الدولية تؤثر سلباً على الحالة الاقتصادية المتدهورة في السودان، والتي تفاقَمَت أيضاً إثْرَ التوترات الجيوسياسية الحالية وتغير المناخ واضطراب الموسم الزراعي. وقالت: «ندرك الخطوات المهمة التي اتخذها السودان لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة، بما في ذلك عبر بَذْلِه جهوداً لتهدئة التوترات في منطقة دارفور، على إثر الاشتباكات الأخيرة التي أدت إلى وقوع العديد من الضحايا». وأعربت، في هذا الشأن، عن تقديرها للجهود التي تبذُلُها الحكومة لإحراز مزيد من التقدم بشأن الترتيبات الأمنية الانتقالية لدارفور بموجب اتفاق جوبا للسلام، بما في ذلك التشغيل التدريجي للَّجنة الدائمة لوقف إطلاق النار في دارفور، والتي تضطلع بدورٍ مهم في التحقيق في انتهاكات وقف إطلاق النار. ووجهت الشكر للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، فولكر بيرثيس، على إحاطته بشأن آخر المستجدات في السودان وعلى مساعيه الحثيثة، مجددة التأكيد على أهمية الجهود المشتركة لبعثة «يونيتامس» والاتحاد الأفريقي، في تيسير المحادثات السودانية- السودانية غير المباشرة.
مشاركة :