بيروت - أكد زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل الخميس إنه سيرشح نفسه لرئاسة لبنان في حال تم اختيار شخص غير مؤهل, بينما فشل البرلمان للمرة السادسة في اختيار رئيس جديد في ظل انقسامات سياسية عميقة وانهيار اقتصادي متماد. وافاد باسيل انه يعمل على إيجاد مرشح توافقي للرئاسة يكون قادرا على المضي قدما في إصلاحات حاسمة لكنه سيرشح نفسه للمنصب إذا رأى أن المرشح الذي وقع عليه الاختيار ليس بالخيار الجيد. وما زال لبنان بلا رئيس أو مجلس وزراء بصلاحيات كاملة منذ انتهاء فترة ميشال عون الرئاسية في 31 أكتوبر/تشرين الأول، وهو فراغ غير مسبوق حتى بمعايير بلد لم يتمتع باستقرار يُذكر منذ الاستقلال. ويفتح الشغور صفحة جديدة في الأزمة التي تعصف بلبنان منذ انهيار نظامه المالي في 2019، والتي أدت إلى انزلاق شريحة كبيرة من الناس في براثن الفقر وشلل النظام المصرفي وإطلاق أكبر موجة هجرة منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990. ويعتبر المنصب الرئاسي مخصص حصرا للمسيحيين ، لكن عدم التوافق على رئيس حتى الآن يعكس حالة التنافس داخل الطائفة المسيحية بالإضافة إلى التوازنات السياسية والدينية بالغة الأهمية في البلاد. وقال باسيل، وهو مسيحي ماروني ويعد أحد أكثر السياسيين نفوذا في لبنان "أنا زعيم أكبر كتلة نيابية، ومن حقي تماما أن أكون مرشحا وأن أروج اسمي، لكني أرى أن وجود لبنان أهم بكثير من هذا، ووجود لبنان الآن على المحك". وأضاف "لقد اتخذت قرارا بعدم تقديم نفسي من أجل تجنب شغور الوظيفة وتسهيل عملية ضمان اختيار مرشح جيد يملك حظوظا عالية للنجاح. (لكنني) لم أفعل ذلك من أجل إطالة أمد الفراغ واختيار مرشح سيء لشغل المنصب. وتابع "لن أقبل أن يكون لدي رئيس سيئ وفي هذه الحالة بالطبع سأترشح". وجبران باسيل هو زعيم التيار الوطني الحر الذي أسسه عون والد زوجته والرئيس المنتهية ولايته. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على باسيل عام 2020 بتهمة فساد وتقديم دعم مادي لحزب الله. وهو ينفي هذه الاتهامات فيما تتحدث تقارير ان العقوبات لن تمنعه من الترشح. ومع عدم إظهار السياسيين أي بادرة للتوصل إلى حل وسط في صراعهم على السلطة، تقول بعض المصادر السياسية والمحللون إن التوصل إلى تسوية بشأن الرئاسة قد يتطلب وساطة أجنبية شبيهة بتلك التي أنقذت لبنان من مثل هذه المواجهات في السابق. وقال باسيل إنه في باريس في إطار جهد أوسع لإنشاء إطار يمكن التوافق عليه محليا ودوليا بهدف تسهيل مهمة الرئيس القادم في المضي قدما في إصلاحات اقتصادية حاسمة دون أن يقابل العقبات التي تكرر ظهورها في الماضي. وقادت فرنسا جهودا دولية لإنقاذ لبنان من أسوأ أزمة تقابله منذ الحرب الأهلية، ولكن دون جدوى. وقال باسيل، الذي حظي بثناء واسع على قيامه بدور حيوي وراء الكواليس في المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة لترسيم الحدود البحرية للبنان مع إسرائيل من خلال صلاته بحزب الله، إنه يأمل أن تتحقق انفراجة في ملف الرئاسة بحلول نهاية العام، لكن التأخير يظل "خطيرا". وأضاف "بصراحة، إذا لم ينجح ما نحاول القيام به، فأنا لا أرى فرصة (لملء الشغور) في المستقبل القريب وقد يستمر الفراغ الرئاسي لفترة طويلة. وتابع "لهذا السبب لا يستطيع البلد البقاء في هذا الوضع والتعايش معه. ولذا نحن بحاجة إلى النجاح في إيجاد حل". واقترع 46 نائباً بورقة بيضاء، فيما حظي النائب ميشال معوض المدعوم من القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع وكتل أخرى بينها كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، بـ43 صوتاً. وصوّت سبعة نواب للمؤرخ والأستاذ الجامعي عصام خليفة. وفشل البرلمان اللبناني الخميس للمرة السادسة في انتخاب رئيس للجمهورية، رغم شغور الموقع منذ مطلع الشهر الحالي. وانعقدت الجلسة بأكثرية الثلثين في الدورة الأولى، قبل أن ينسحب نواب ليطيحوا بالنصاب في الدورة الثانية. ويحتاج المرشّح في الدورة الأولى من التصويت إلى غالبية الثلثين أي 86 صوتاً للفوز. وفي حال جرت دورة ثانية فالغالبية المطلوبة عندها تصبح 65 صوتاً من 128 هو عدد أعضاء البرلمان. وعيّن رئيس البرلمان نبيه بري موعداً للجلسة السابعة الخميس المقبل.ولا توجد أي مؤشرات في الأفق توحي بانتخاب رئيس قريبا. وتعارض كتل رئيسية بينها حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز، معوّض وتصفه بأنه مرشح "تحدٍّ"، وتدعو إلى التوافق على مرشح. ويُعرف عن معوض قربه من الأميركيين. وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأسبوع الماضي "المقاومة في لبنان ليست بحاجة لغطاء أو حماية، وما نريده رئيس لا يطعنها في ظهرها ولا يبيعها"، وغير خاضع للولايات المتحدة التي اتهمها بأنها "تتدخل في أصغر التفاصيل الحكومية والوزارية في لبنان". ويعتمد نواب حزب الله وحليفته حركة أمل برئاسة بري استراتيجية التصويت بورقة بيضاء، ثم الانسحاب من الجلسة للإطاحة بنصاب الدورة الثانية. وقال النائب المعارض مارك ضو إن طريق انتخاب رئيس "مسدود تماماً"، مرجحاً ألا يصار الى انتخاب "رئيس قبل العام المقبل". وشدّد النائب علي حسن خليل، المعاون السياسي لبري، على أن "لا إمكانية لانتخاب رئيس خارج التوافق بين النواب".
مشاركة :