قطر تتراجع في اللحظة الأخيرة عن بيع المشروبات الكحولية بمحيط الملاعب

  • 11/18/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - توصلت الدوحة بعد مناقشات مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى اتفاق يحظر بيع المشروبات الكحولية للمشجعين في محيط الملاعب الثمانية لمونديال قطر 2022 الذي ينطلق الأحد، وفق ما أعلن الاتحاد الذي يواجه رئيسه جياني إنفانتينو انتقادات حادة خاصة من قبل ألمانيا التي أعلنت أنها لن تدعم إعادة انتخابه رئيسا للفيفا العام المقبل نتيجة لطريقة تعامله مع قضايا حقوق الإنسان في الإمارة الخليجية وتقاعسه عن اتخاذ موقف إزاء إيران. ولم يشر فيفا إلى السبب وراء هذا القرار المفاجئ، لافتا في بيانه إلى أن بيع المشروبات الكحولية سيكون محصورا فقط بمناطق المشجعين مع "إزالة مراكز بيع الجعة من محيط ملاعب كأس العالم 2022 في قطر". وأضاف في بيان باللغة العربية عبر موقعه الرسمي أنه "إثر مناقشات جرت بين السلطات في الدولة المستضيفة وفيفا، تم اتخاذ قرار بتركز بيع المشروبات الكحولية داخل مهرجان المشجعين وغيرها من الفضاءات المخصصة للجماهير والمَرافق التي تملك الترخيص بذلك". وتابع "ستستمر الدولة المستضيفة للمونديال وفيفا بالعمل لضمان أن تكون الاستادات والمناطق المتاخمة لها بمثابة فضاءات توفر المتعة وتتسم باحترام كافة الجماهير وتوفر تجربة سارة للجميع". وكانت قد نُصبت عشرات الخيم لبيع الجعة في محيط ملاعب كأس العالم، قبيل انطلاق المباراة الافتتاحية الأحد بين قطر والإكوادور. وتتوقع الدوحة حضور أكثر من مليون مشجع إلى البلاد خلال المونديال على مدار البطولة التي تستمر لـ29 يوما. ويرتبط فيفا بعقد رعاية طويل الأمد مع شركة "بادوايزر" العملاقة المنتجة للجعة. ولفت البيان إلى أن "منظمي البطولة يعربون عن تقديرهم لتفهم بادوايزر ودعمها المستمر لالتزامنا المشترك من أجل خدمة الجميع خلال كأس العالم 2022 في قطر". وأثارت الخطوة انتقادات جديدة لقطر التي تعرضت بالفعل لسلسلة من الحملات حول استضافتها للبطولة. وتشمل الانتقادات التي تكثّفت منذ شهرين اتهامات بالفساد متعلّقة بكيفية حصول الإمارة الثرية على حقّ تنظيم البطولة وسجلّ الدوحة الحقوقي في مجال الحريّات وحقوق المرأة وأفراد مجتمع الميم والعمّال المهاجرين، وصولا إلى تقاليد المجتمع القطري المحافظ ومناخ الإمارة الحارّ وتكييف الهواء في الملاعب. وقال اتحاد مشجعي كرة القدم في انكلترا في بيان إن "المشكلة الحقيقية تتمثل في التغير في اللحظة الأخيرة ما يعكس مشكلة أوسع وهي الافتقار التام للتواصل والوضوح من قبل اللجنة المنظمة تجاه المشجعين". وبحسب البيان فإنه "حال تمكنوا من تغيير رأيهم بهذا الشأن في أي لحظة دون تقديم أي تفسير، فسيوجد لدى المشجعين مخاوف مفهومة إن كانوا سيقومون بالإيفاء بتعهداتهم الأخرى المتعلقة بالسكن والتنقل أو المسائل الثقافية". وأثارت مسألة تناول المشروبات الكحولية خلال مونديال 2022، جدلا في هذه الدولة الإسلامية المحافظة بعد نيلها شرف التنظيم في ديسمبر/كانون الأول عام 2010، لا سيما أن استهلاك الكحول في الأماكن العامة ممنوع فيها، كما لا يُسمح للزوار بإحضارها إلى البلاد، لكن يمكنهم الحصول عليها فقط في بعض حانات الفنادق والمطاعم. ويمكن للمغتربين غير المسلمين شراءها من متجر مخصّص يتطلب تصريحا خاصا. وكان الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم ناصر الخاطر، أكد في سبتمبر/ايلول الماضي أن "هناك سوء فهم في ما يتعلق ببيع الكحول في الملاعب. نحن نعمل مثل أي كأس عالم أخرى حيث يكون هذا الأمر عاديا"، مضيفا "قلنا دوما إن مبيعات الكحول متاحة هنا في قطر. قلنا أيضا إننا سنتيحها في أماكن مخصّصة". وستبقى الجعة متاحة في أجنحة الشخصيات الكبرى في الملاعب ومنطقة المشجعين الرئيسية في الدوحة التابعة لفيفا وبعض مناطق المشجعين الخاصة ونحو 35 فندقا وحانات في المطاعم. وقال مصدر مطلع "يحضر عدد كبير من المشجعين من جميع أنحاء الشرق الأوسط وجنوب آسيا، حيث لا يلعب الخمر دورا كبيرا في ثقافتهم"، مضيفا "بالتفكير في الأمر، فإن وجود الخمر لن يكون تجربة ممتعة بالنسبة للعديد من المشجعين". وكان من المقرر أن تبيع بدويايزر الراعي الرئيسي لكأس العالم والتي تتمتع بحقوق حصرية لبيع الجعة في البطولة، الجعة الكحولية داخل المنطقة المحددة لمن يحملون التذاكر في محيط كل من الملاعب الثمانية قبل ثلاث ساعات وبعد ساعة واحدة من كل مباراة. وأشار المصدر إلى أن بدويايزر ستظل قادرة على بيع الجعة الكحولية في منطقة المشجعين الرئيسية في وسط الدوحة، حيث ستباع مقابل حوالي 14 دولارا لكل نصف لتر. كما سيتاح بيع المشروبات الكحولية في بعض مناطق المشجعين بينما سيحظر بيعها في أخرى. وقال المصدر "يمكن للجماهير أن تقرر إلى أين تريد الذهاب بدون الشعور بعدم الارتياح. في الملاعب، لم يكن هذا هو الحال في السابق". غضب ألماني وقال رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم بيرند نويندورف اليوم الجمعة إن قرار ألمانيا بعدم دعم إعادة انتخاب إنفانتينو العام المقبل نتيجة لطريقة تعامل الفيفا مع قضايا حقوق الإنسان في قطر التي تستضيف بطولة كأس العالم وتقاعسه عن اتخاذ موقف إزاء إيران. وقطر هي أول دولة في الشرق الأوسط يختارها الفيفا لاستضافة بطولة كأس العالم ولكن الدولة الصغيرة الغنية بالطاقة تعرضت لضغوط شديدة بسبب طريقة معاملتها للعمال الأجانب والقوانين الاجتماعية التقييدية. وقال نويندورف إن قرار الاتحاد الألماني بعدم دعم إنفانتينو، المتوقع إعادة انتخابه لفترة ثالثة في مارس/آذار، جاء بسبب "غضب" الاتحاد الألماني من عدد من القضايا المتعلقة بكأس العالم. وأبلغ نويندورف مؤتمرا صحفيا "اتخذنا هذا القرار بالفعل (بعدم دعم إنفانتينو). لم يكن الأمر سهلا ولكن في نهاية الأمر كان هذا هو القرار لأننا نرى أنه يتعين علينا أن نصدر بيانا. إنفانتينو يحظى بالفعل بدعم الاتحادات القارية وإعادة انتخابه أمر مرجح جد، لكن بعد رسالته قبل أسبوعين بضرورة ألا تلعب حقوق الإنسان دورا وأنه علينا التركيز على كرة القدم شعرنا بغضب شديد". وأضاف "كانت هناك أمور أخرى من الفيفا أزعجتنا. حظر شعار القميص الدنماركي لأنه كتب عليه عبارة حقوق الإنسان للجميع". وكان الفيفا قد رفض الأسبوع الماضي طلبا من الاتحاد الدنماركي بالسماح للاعبين بالتدريب في كأس العالم بقمصان كتب عليها "حقوق الإنسان للجميع". وقال نويندورف "مثل هذا الشعار ليس قرارا سياسيا يمكنك أن تختار أن تتخذه. إنه يتعلق بحقوق الإنسان وهي عالمية وملزمة في جميع أنحاء العالم"، مضيفا أنه على الرغم من أن الفيفا كان سريعا في حظر الطلب الدنماركي فقد لزم الصمت أمام الاحتجاجات المستمرة في إيران. واستغل عدد من الرياضيين والرياضيات الإيرانيين المنافسات الدولية للإشارة إلى دعمهم للاحتجاجات التي هزت البلاد منذ وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها في سبتمبر/أيلول. وقال نويندورف "تستحق النساء الشجاعات للغاية في إيران دعمنا"، مضيفا أن "الفريق الإيراني أدلى بتصريحات أوضحت أنهم ينأون بأنفسهم عن النظام (في البلاد). هذه إشارة جيدة. الفيفا لم يتخذ موقفا. اتخذ موقفا في قضية الدنمارك ولكن ليس إيران. لا تحظر قميص الدنمارك فقط. اتخذ موقفا إزاء إيران".

مشاركة :