طريق قطر للظفر باستضافة المونديال لم يكن مفروشا بالورود

  • 11/18/2022
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - لم يكن طريق قطر لكأس العالم مفروشا بالورود، بل على النقيض من ذلك كان مليئا بأشواك الانتقادات لسجلها في حقوق الإنسان ولا يزال أمامها الكثير لتقوم به لتسيير فعاليات البطولة بسلاسة كي تبقى صورتها في الذاكرة على أنها موقع استضافة ناجح، وليساعد ذلك في تأكيد مكان ومكانة الدوحة على الساحة العالمية. والجدل الذي أحاط بقرار منح قطر حق استضافة كأس العالم لفترة طويلة تحول إلى تداخل من عدة أصوات بتمحيص وتدقيق لا يكل ولا يمل في أوضاع العمالة الوافدة لديها ومعاملتها لهم وكذلك ما يخص مجتمع الميم الأمر الذي دفع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد لاتهام منتقدي بلاده بازدواجية المعايير والتلفيق. ويقول محللون إنه مع استعداد قطر لانطلاق البطولة يوم الأحد، ستكون معايير النجاح هي أن يستمتع المشجعون والجماهير بالمباريات دون وقائع ولا أحداث جسام مما يسمح للدوحة بصرف الانتباه عن الانتقادات. وعلى المحك الكثير بالنسبة للدولة الخليجية صغيرة المساحة قليلة السكان والتي يبلغ عدد المواطنين القطريين فيها نحو 350 ألفا فقط، يمكن أن تسعهم جميعا الاستادات الثمانية الجديدة التي بنتها قطر لاستضافة كأس العالم. وبالنسبة للدوحة التي تمكنت من النجاة والتعايش كدولة مستقلة منذ 1971 في محيط تشوبه المنافسات في أغلب الأحيان، تعد استضافة كأس العالم جزءا من إستراتيجية أوسع نطاقا للعب دور أكبر من حجمها في الشؤون الدولية. وقطر مصدر كبير للغاز وتستضيف قوات أميركية وتتوسط في صراعات وتمول شبكة قنوات الجزيرة الإخبارية ذات التأثير الواسع. ويقول مارك أوين جونز الأستاذ المساعد في جامعة حمد بن خليفة "هناك الكثير جدا من التغطية السلبية التي تركز على حقوق العمالة وحقوق الإنسان. إدارة كأس العالم هو الفرصة الوحيدة التي تراها قطر للخلاص من ذلك". وأضاف "مؤشرات إقامة كأس عالم ناجح ستكون كتدريب على بناء علامة تجارية وطنية، لوضع قطر في موقع المركز الرياضي المهم في الشرق الأوسط والعالم العربي الأوسع... وعلى مستوى القوة الناعمة، ستوضح أن قطر لاعب عالمي ومتعدد الأوجه". وأول دولة في الشرق الأوسط تستضيف كأس العالم لكرة القدم، حقيقة احتفت بها قطر باعتبارها نقطة تحول للمنطقة وذلك عندما تم الإعلان عن منحها حق تنظيم البطولة في عام 2010. لكن مسؤولين قطريين بدوا مستائين بشكل متزايد مما يعتبرونه انتقادات ظالمة تضمنت دعوات بالمقاطعة. وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن إن الدعوات لمثل تلك الخطوة جاءت من عدد محدود من الدول تُعد على أصابع اليد، عشرة على الأكثر، ولا تُعتبر ممثلا لبقية العالم الذي يتطلع للبطولة. وقال الشيخ محمد لصحيفة لوموند الفرنسية "الذرائع التي تُساق لمقاطعة كأس العالم ليست منطقية. هناك الكثير من مخالفة الواقع في تلك الهجمات التي تتجاهل كل ما حققناه". وتسعى العديد من الفرق المشاركة في البطولة للفت الانتباه للقضايا التي واجهت قطر فيها انتقادات من بينها حقوق مجتمع الميم في البلاد التي فيها المثلية الجنسية غير قانونية. ويظهر الفريق الأميركي دعمه لمجتمع الميم بشعار بألوان قوس قزح داخل منشأة التدريب، وستباع قمصان سيرتديها فريق هولندا في مزاد لدعم العمالة الوافدة في قطر. وضغطت اتحادات كرة القدم لعشر دول أوروبية منها إنكلترا وألمانيا على الفيفا للتحرك لتحسين حقوق العمالة الوافدة في قطر. وفي اختلاف للغة الخطاب، حثت فيفا الفرق المشاركة على التركيز على كرة القدم في قطر وعدم السماح بجر الرياضة "لمعارك" أيديولوجية أو سياسية وهي دعوة أيدتها البرازيل. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه على ثقة بأن تنظيم البطولة سيكلل بالنجاح. وردا على الانتقادات الموجهة لها، تشير الدوحة لإصلاحات في قواعد وقوانين العمل بهدف حماية العمالة الوافدة من الاستغلال وتقول إن النظام المعمول به قيد التطوير. وقال منظمون مرارا إن الكل موضع ترحيب بغض النظر عن ميولهم الجنسية وخلفياتهم. لكنهم حذروا أيضا من سلوكيات بعينها في الدولة المسلمة المحافظة التي يمكن فيها معاقبة من يجهر بالسكر بالسجن لمدة تصل إلى ستة أشهر، كما يمكن لإظهار العاطفة والحميمية في العلن أن يتسبب في الاعتقال. ومع توقع وفود زوار ومشجعين وجماهير يفوق عددهم المليون، يشكل الحدث تحديا لوجيستيا ضخما. وحث السفير الأميركي الشرطة القطرية والسلطات على سعة الصدر والتسامح والشفافية في إدارة تلك الفعاليات. وقالت السفارة الأميركية وسفارات أخرى للجماهير والمشجعين إنهم قد يتعرضون للمساءلة القانونية أو العقاب بسبب سلوكيات لا تثير مشكلات في دول أخرى. وسيسمح للمشجعين بشراء الجعة في المباريات لكين ليس في محيط الملاعب الثمانية التي ستدور فيها المبارايات. وقال منظمون إن أي شخص يفرط في الشراب سيتم توفير العناية له. وتقول زرقاء برويز عبدالله وهي أستاذ مساعد ملحق في جامعة جورج تاون في قطر "قصة نجاح قطر تسير على خيط رفيع بين الانتقاد الدولي والانتقاد الداخلي، بين التمسك بالثقافة المحلية والانفتاح على العالم الخارجي".

مشاركة :