تتعاظم فرص قارة آسيا في تحقيق نتائج استثنائية في نهائيات كأس العالم قطر 2022، ولاسيما في ظل الرقم القياسي من المنتخبات الآسيوية المشاركة؛ إذ انضمت قطر المضيفة إلى المملكة العربية السعودية واليابان وكوريا الجنوبية وإيران وأستراليا. ومع اقتراب موعد انطلاق المونديال العالمي في ظل هذا الزخم الآسيوي غير المسبوق سلَّط الموقع الرسمي للاتحاد الآسيوي الضوء على مسيرة المنتخب السعودي. ظهر المنتخب السعودي لأول مرة في كأس العالم في مونديال أمريكا 1994، الذي لا يزال عالقًا في أذهان الجماهير؛ إذ تأهل ثانيًا عن المجموعة السادسة من فوزين على بلجيكا 1-0، وعلى المغرب 2-1، وخسارة أمام هولندا 1-2، لكن الرحلة انتهت عند دور الـ16 بالخسارة أمام السويد 1-3. وظل الهدف الرائع الذي سجله النجم سعيد العويران في مرمى بلجيكا يروي حكاية التأهل الأسطوري. ولم ينجح "الأخضر" بعدها بتجاوز عقبة دور المجموعات في مونديال فرنسا 1998 بعد الخسارة أمام الدنمارك 0-1 وأمام فرنسا 0-4، وتعادل مع جنوب إفريقيا 2-2. وكذلك جاءت المشاركة في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002 التي خسر فيها أمام ألمانيا 0-8، وأمام الكاميرون 0-1، وأمام إيرلندا 0-3. وفي مونديال ألمانيا 2006 خسر أمام أوكرانيا 0-4، وأمام إسبانيا 0-1، وتعادل أمام تونس 2-2. غاب الأخضر عن نسختَي جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014، لكنه عاد في روسيا 2018، ولم ينجح أيضًا في تجاوز دور المجموعات حينما خسر أمام المنتخب الروسي في الافتتاح 0-5، وأمام أوروغواي 0-1، وفاز على مصر 2-1. وعلى الصعيد القاري فقط حقق المنتخب السعودي لقب كأس آسيا 3 مرات أعوام 1984 و1988 و1996، وخسر في المباراة النهائية لنسختَي عامَي 1992 و2000، أي وصل "الأخضر" إلى المشهد الختامي من الحدث خمس مرات متتالية، إضافة إلى بلوغ النهائي عام 2007. يقف على رأس الإدارة الفنية للمنتخب السعودي خبير تكتيكي بارع للغاية؛ إذ نجح الفرنسي هيرف رينارد في قيادة "الأخضر" إلى المحفل العالمي بامتياز بعد أن قدم المنتخب مستويات مميزة، حسمت التأهل قبل جولتين من نهاية التصفيات. يمتلك رينارد كل مقومات النجاح؛ إذ سبق له أن خاض تجارب تدريبية في فيتنام والصين، لكنه خط اسمه من ذهب في القارة الإفريقية حينما قاد زامبيا للقب كأس أمم إفريقيا عام 2012، وبعدها بثلاث سنوات قاد منتخب ساحل العاج للإنجاز ذاته؛ ليصبح أول مدرب يحقق اللقب مع دولتَين مختلفتَين. تولى رينارد بعد ذلك تدريب المنتخب المغربي، وقاده إلى نهائيات كأس العالم 2018، وهو يتطلع الآن إلى تكريس خبراته الواسعة أملاً في البحث عن بطاقة التأهل للسعودية نحو الأدوار الإقصائية من المسابقة. يعتمد رينارد على طريقة 4-3-3؛ إذ يغلب على أسلوبه البحث عن الاستحواذ عن الكرة، ويميل إلى التحكم باللعب مع الكثير من الصبر في البناء نحو الثلث الأخير. أما على مستوى الدفاع فيتم تطبيق الضغط المتوسط والمرتفع في بعض الأحيان؛ إذ يبحث عن أخطاء المنافسين في التمرير. وتمت تجربة كل من هتان باهبري ومحمد كانو وسامي الناجي في الدور رقم 10 بدرجات متفاوتة من التأثير، لكن الكابتن سلمان الفرج يعتبر الركيزة الأساسية في البناء من العمق، وكان صالح الشهري هو الخيار الأول لخط الهجوم، في حين أن سالم الدوسري وفهد المولد كانا حاضرًين دائمًا في الجناحين الأيسر والأيمن على التوالي؛ ما يزيد من حظوظ المنتخب. يمتلئ المنتخب السعودي بالعديد من المواهب، لكن يبقى سالم الدوسري الدعامة الأساسية للأخضر؛ إذ إنه الأكثر تأثيرًا وتسجيلاً للأهداف، في حين يبرز أيضًا سلمان الفرج البالغ من العمر 33 عامًا، وهو أقدم اللاعبين في صفوف المنتخب. مع بلوغ كل من الظهيرَين ياسر الشهراني ومحمد البريك سن 30 عامًا فإنه يلوح بالأفق مواهب قادمة في هذين المركزَين بوجود سعود عبدالحميد وسلطان الغنام، في حين يملك رينارد العديد من حراس المرمى، في مقدمتهم محمد العويس بوصفه أبرز الأسماء على هذا الصعيد، إلى جانب محمد الربيعي ونواف العقيدي. برز العديد من النجوم الواعدة في الملاعب السعودية، أبرزهم المهاجم فراس البريكان، وسعود عبدالحميد، وناصر الدوسري الذي سجل هدفًا رائعًا في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال آسيا 2021، كما سطع نجم أيمن يحيى المتوج بلقب أفضل لاعب في كأس آسيا تحت 23 سنة التي أُقيمت في أوزبكستان 2022، وينتظره مستقبل واعد. مباريات السعودية في كأس العالم الأرجنتين مع السعودية - ملعب لوسيل، الساعة الـ1:00 ظهرًا بولندا مع السعودية - ملعب المدينة التعليمية، الساعة الـ4:00 عصرًا السعودية مع المكسيك، ملعب لوسيل، الساعة الـ10:00 مساء
مشاركة :