غزة - (أ ف ب): شيع آلاف الفلسطينيين أمس الجمعة 21 شخصا قضوا في حريق دمّر شقة سكنية في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة في ظروف لا تزال غامضة، وسط حداد وحزن عمّ الأراضي الفلسطينية. وانطلقت الجنازة من مستشفى «الأندونيسي» في مخيم جباليا إلى مسجد «الخلفاء» في وسط المخيم، ولُفّت الجثامين المتفحمة بأعلام فلسطينية، ونُقلت في إحدى وعشرين سيارة اسعاف، قبل أن تتمّ الصلاة عليهم بمشاركة قادة من الفصائل الفلسطينية ومسؤولين في حكومة حركة حماس التي تسيطر على القطاع. ومن بين الضحايا وجميعهم أقارب، سبعة أطفال، وست نساء. وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في بيان «ما جرى يعيد تذكير العالم بالمأساة الإنسانية التي تعيشها غزة التي تقع تحت الحصار والنار، وحرمانها من الإمكانات التي تساعدها على التعامل والسيطرة على هكذا حرائق». وطالب هنية العالم «برفع الصوت عاليا واتخاذ كل ما يلزم في وجه الاحتلال المجرم الذي يحاصر غزة». وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 2006، فيما تقفل مصر معبر رفح، الوحيد الذي يربط القطاع الفقير بالخارج ولا يوصل الى إسرائيل، وتفتحه بتقطع ولا تسمح بالمرور عليه من دون أذونات خاصة. وقال مسؤول كبير في جهاز الدفاع المدني في غزّة لفرانس برس إن طواقمه «لا تمتلك إمكانات تؤهلها لإخماد الحرائق الكبيرة خصوصا في الأماكن الضيقة والبنايات المرتفعة». وفي كلمته أثناء الجنازة قال عضو المكتب السياسي لحماس سهيل الهندي: «نحمّل الاحتلال مسؤولية ما حدث أمس من حريق كارثي جراء الحصار الظالم على غزة، هذا الحصار يجب أن ينتهي». وشكّلت وزارة الداخلية فريقا محليا للتحقيق في ملابسات الحادثة، بحسب الناطق باسم الوزارة إياد البزم. وأكّد البزم في بيان أنّ التحقيقات الأوّليّة تشير إلى «وجود مادّة البنزين مخزنة داخل المنزل، مّا أدّى الى اندلاع الحريق بشكل هائل ووقوع عدد من حالات الوفاة». وقال محمود أبو رية، وهو من أقارب الضحايا، «لا أعتقد أن سبب الحريق وجود البنزين»، مشيرا الى أن «مناسبة اجتماعية عائلية جمعت الأب وأولاده وبناته وأحفاده داخل شقة واحدة. لا نعرف ما الذي حدث بالضبط». ومنذ الصباح الباكر تفقّد عدد من عناصر الشرطة الشقة المحترقة، وحمل أحد عناصر الشرطة قطع حديد صغيرة ومواد بلاستيكية محترقة لفحصها جنائيا، بحسب ما قال مصدر شرطي. وتمنع الشرطة أي مواطن من الدخول إلى البناية التي احترقت فيها الشقة، لكن مسؤولين حكوميين قاموا بزيارة المكان، وتفقدوا الشقة المحترقة. وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان بثته وكالة أنباء «وفا» الرسمية، إنها عممت على سفارات وبعثات دولة فلسطين، بإعلان الحداد هذا اليوم الجمعة وتنكيس الأعلام على مقراتها «حدادا وحزنا على شهداء حريق المبنى في مخيم جباليا». وفي تصريح صحفي، قال رئيس حركة حماس خالد مشعل الموجود خارج غزة «جاءتني اتصالات من رموز الأمة يعزون ويعبرون عن تضامنهم الكبير مع أهلنا في غزة». وحدث الحريق مساء الخميس في شقة بالطابق الثالث في البناية المكونة من ثلاث طبقات، وتمكّنت طواقم الدفاع المدني من إخماده بعد حوالي ساعة ونصف الساعة على اندلاعه. وأتت النيران على كل ما في الشقة، وألحقت أضرارا بعدد من الشقق السكنية المجاورة. وأقامت العائلة بيت عزاء موحدا لكل الضحايا أمام المنزل.
مشاركة :