العواصم – الوكالات: أضرم متظاهرون في إيران النار في المنزل الذي ولد فيه روح الله الخميني، بعد شهرين على انطلاق الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام، بحسب مقاطع مصورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أمس. وتحققت رويترز من موقع مقطعين عبر ملاحظة أقواس مميزة ومبان تتطابق مع الصور الأرشيفية. وتظهر المقاطع المصورة على وسائل التواصل الاجتماعي ابتهاج عشرات الأشخاص عندما اندلعت النار في أحد المباني. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من تاريخ تصوير المقاطع المصورة. وقال حساب (1500 تصوير) النشط على تويتر إن الحادث وقع مساء الخميس في بلدة خمين مسقط رأس الزعيم الإيراني الراحل جنوبي العاصمة طهران. والمنزل تم تحويله إلى متحف. إلا أن وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء نفت احتراق منزل الخميني وقالت إن عددا قليلا من الناس تجمعوا خارجه. وقالت وكالة تسنيم للأنباء إن «التقارير كاذبة. أبواب منزل الزعيم الراحل مؤسس الثورة الكبرى مفتوحة للجمهور». وأحرق المتظاهرون مرّات عدة صور الخميني أو قاموا بتشويهها، في أعمال تشكّل خرقا للمحظورات في إيران التي لا تزال تحيي ذكرى وفاته عبر يوم عطلة كل يونيو. وتواجه السلطة في إيران أكبر تحدٍّ منذ ثورة 1979، يتمثّل في الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد منذ شهرين، على أثر وفاة الشابة مهسا أميني. وأشعلت جنازات إيرانيين، بينهم فتى، تقول عائلاتهم إنهم قتلوا في الحملة الأمنية التي تنفّذها السلطات ضد المتظاهرين، موجة احتجاجات جديدة. ونزل مئات الأشخاص إلى شوارع مدينة إيذة في جنوب غرب إيران خلال جنازة كيان بيرفالاك البالغ تسع سنوات، وفق صور نشرتها وكالة أنباء «إيسنا». وقالت والدته خلال مراسم الجنازة إن كيان أصيب الأربعاء برصاص قوات الأمن علماً بأنّ مسؤولين إيرانيين شدّدوا على أنه قتل في هجوم «إرهابي» نفذته جماعة إرهابية. وتُسمع والدته وهي تقول خلال المراسم «اسمعوا مني كيف حصل إطلاق النار، كي لا يسعهم القول إنه قتل على يد إرهابيين لأنهم يكذبون»، بحسب التسجيل الذي نشره المرصد 1500تصوير. وأضافت «ربما اعتقدوا أننا نريد إطلاق النار أو شيئاً كهذا، وأمطروا السيارة بالرصاص ... قوات بلباس مدني أطلقت النار على طفلي. هذا ما حصل». وفي انتقاد للرواية الرسمية للأحداث هتف متظاهرون «الباسيج، سباه ... أنتم داعشنا»، على ما يُسمع في تسجيل نشرته المنظمة الحقوقية. وقالت مواقع إعلامية معارضة خارج إيران إن قاصراً آخر هو سبهر مقصودي (14 عاما) قتل بالرصاص في ظروف مماثلة في إيذة الأربعاء. وكثيراً ما تحوّلت جنازات إلى تظاهرات في حركة الاحتجاج. وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني إن سبعة أشخاص دُفنوا، بينهم فتى عمره تسعة أعوام، مضيفاً أنهم قتلوا على أيدي «إرهابيين» كانوا على متن دراجات نارية. وقال هادي قائمي مدير «مركز حقوق الإنسان في إيران» ومقره نيويورك «كيان بيرفالاك، تسع سنوات، وسبهر مقصودي 14 سنة، هما من بين 56 طفلاً على الأقل قتلتهم القوات الأمنية الساعية إلى سحق ثورة 2022 في إيران». وقالت «منظمة حقوق الإنسان في إيران» ومقرها في أوسلو إن شعارات منددة بالنظام أُطلقت في مدينة تبريز (شمال) خلال جنازة أيلار حقي، طالب الطب الذي يقول نشطاء إنه قتل إثر سقوطه من مبنى، محمّلين قوات الأمن مسؤولية ذلك. في هذه الأثناء، قالت جماعة «هنكاو» الحقوقية ومقرّها في النرويج، إنّ أعداداً كبيرة شاركت في جنازة آزاد حسنبور في مدينة مهاباد ذات الغالبية الكردية في شمال غرب البلاد، مشيرة إلى أنّه قُتل على أيدي قوات الأمن الخميس. وأضافت الجماعة أنّ المشيّعين ساروا في المدينة وهم يردّدون شعارات مناهضة للنظام. ووفقاً لمنظمة حقوق الإنسان في إيران، فقد قُتل 342 شخصاً على الأقل، من بينهم 43 طفلاً و26 امرأة على أيدي القوات الأمنية خلال حملة قمع الاحتجاجات. وتشمل هذه الأرقام 123 شخصاً قُتلوا في محافظة سيستان بلوشستان، حيث اندلعت الاحتجاجات لأسباب مختلفة ولكنّها غذّت الغضب على الصعيد الوطني.
مشاركة :