قال الرئيس الصيني شي جين بينغ هنا يوم الخميس إن الصين ترى دائما علاقاتها مع الفلبين من منظور استراتيجي. وأدلى الرئيس شي بهذه التصريحات خلال اجتماعه مع الرئيس الفلبيني فرديناند روموالديز ماركوس، على هامش الاجتماع الـ29 لقادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ. وذكر الرئيس شي أنه خلال مكالمتهما الهاتفية في مايو، توصلا إلى سلسلة من التوافقات الهامة بشأن تنمية العلاقات الثنائية في العصر الجديد، وحددا الزراعة، والبنية التحتية، والطاقة، والتبادلات الشعبية، كأربعة مجالات ذات أولوية في التعاون. وقال الرئيس شي إن الجانبين بحاجة إلى خلق معالم بارزة في التعاون، وتعزيز جودة التعاون لصالح شعبيهما، مضيفا أن الصين ستعمل مع الفلبين على المضي قدما في صداقتهما وتعاونهما، والالتزام بالتنمية الوطنية وتجديد الشباب الوطني، وكتابة فصل جديد في الصداقة الصينية-الفلبينية. وشدد على استعداد الصين للحفاظ على اتصالات منتظمة مع الفلبين ومواصلة استيعاب شواغلها، وعلى حاجة الجانبين إلى زيادة تعميق التآزر بين مبادرة الحزام والطريق وبرنامج “ابنِ، أفضل، أكثر” في الفلبين، وضمان نجاح مشروع جسر دافاو-سامال، واستكشاف آفاق التعاون في مشروع “دولتان، ومنطقتان صناعيتان توأمتان”، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة النظيفة والتعليم والصحة العامة. وأوضح أن الصين مستعدة لاستيراد المزيد من المنتجات الزراعية والمنتجات الثانوية عالية الجودة من الفلبين، مضيفا أن الجانبين بحاجة إلى اتخاذ المزيد من الخطوات الملموسة لزيادة التبادلات الشعبية والثقافية، وتعزيز الدعم الجماهيري للصداقة بين الصين والفلبين. وحول قضية بحر الصين الجنوبي، قال الرئيس شي إنه يتعين على الجانبين التمسك بالمشاورات الودية والتعامل بشكل صحيح مع الخلافات والنزاعات. وفي معرض إشارته إلى أن الصين والفلبين، كدولتين ناميتين في آسيا، تحتاجان إلى الحفاظ على الاستقلال الاستراتيجي، والتمسك بالسلام والانفتاح والشمول، ومواصلة السير على درب التعاون الإقليمي، قال الرئيس شي إنه يتعين على البلدين العمل معا لرفض الأحادية وأعمال التنمر، والدفاع عن النزاهة والعدالة، والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة. ومن جانبه، قدم ماركوس مجددا تهانيه على نجاح المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني وإعادة انتخاب شي أمينا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، قائلا إن هذا يحقق مزيدا من الاستقرار، ليس فقط في التنمية المستقبلية للصين، ولكن أيضا في المنطقة والعالم. وأشار إلى أن الفلبين والصين يجمعهما تاريخ طويل من التبادلات الودية، حيث شهد التعاون الثنائي خارج الحدود تقدما مطردا منذ إقامة العلاقة الدبلوماسية، مضيفا أن الصين قدمت إسهامات هامة للتنمية الوطنية في الفلبين من خلال تقديم الدعم والمساعدات. وقال أيضا إنه تم تعزيز الثقة المتبادلة بين البلدين بشكل متزايد، مضيفا أن الفلبين تتطلع إلى العمل مع الصين لإطلاق الطاقات الكامنة وتوسيع التعاون في مجالات منها البنية التحتية والطاقة والزراعة والتبادلات الشعبية، في محاولة لبناء علاقات ثنائية أوطد وأقوى. كما شدد على وجهة نظره الثابتة والمتمثلة في أن العلاقات بين البلدين لا ينبغي أن تحددها القضايا البحرية وأن الجانبين يمكنهما مواصلة تعزيز التواصل في هذا الصدد. وذكر أيضا أن الفلبين ستواصل التمسك بسياسة صين واحدة وبمبدأ السلام، وستظل ملتزمة بالسياسة الخارجية المستقلة، ولن تنحاز إلى أي طرف. وأردف قائلا إن الفلبين مستعدة للانخراط في مشاورات نشطة مع الصين وإيجاد سبل لدفع عملية التنقيب المشترك عن موارد النفط والغاز البحرية قدما.
مشاركة :