نجح مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، في تحويل «مهرجان العين للكتاب» إلى حدث يجمع حوله مختلف أفراد المجتمع على حبّ القراءة والكتاب، والثقافة، وحشد الزوار من مختلف أنحاء العالم لزيارة مدينة العين ذات الخصوصية الثقافية الفريدة التي تتجلى بمعالمها وطبيعتها التي تدل على إرث حضاريّ كبير تمتلكه دولة الإمارات. وهذا التنوّع الفريد الذي يحظى به المهرجان هذا العام كشف للجمهور عن إبداعات شبابية واعدة، إذ أن هذه الفئة المهمّة من المجتمع لم يعد دورها يقتصر على مهمّات إشرافية أو تطوعية في المهرجان، وتلبية استفسارات الزوّار ومتابعة الفعاليات والوقوف عليها فحسب، بل يمكن للزائر أن يرى عدداً من الشباب يجلسون على منصات توقيع الكتب لإهداء مؤلفاتهم الصادرة عن كبرى دور النشر المحلية والعربية لأصدقائهم وقرّائهم، حيث استطاع هذا الجيل أن يترجم الخبرة التي اكتسبها، وحوّلها إلى منجزات أدبية تثري معارف وخبرات القارئ بالكثير من المنجزات والجماليات الإبداعية. مبدعون من الإمارات بما يجسّد الرؤى والتطلعات التنموية الاستراتيجية، حرصت الإمارات ومؤسساتها الثقافية على إيلاء فئة الشباب كلّ الاهتمام، ووفّرت لهم مختلف أصناف الدعم والمتابعة، وأتاحت لهم المجال للتعبير عن ذاتهم بالطرق المناسبة التي تضمن لهم الارتقاء بقدراتهم الإبداعية والفكرية، فساهم هذا الدعم في الكشف عن نماذج شابة قدّمت لجمهور الأدب والثقافة المحلية والعربية إبداعات استثنائية دلّت على مدى قوّة الحِراك الثقافي والمعرفي في الدولة، ومن بين هذه النماذج الكاتبة والناشرة الشابة حصّة الجارودي، التي أكدت على أن الأقلام الشابة استطاعت أن تثبت قدراتها ومهاراتها وحققت حضورها الواثق على الساحة الأدبية العربية والعالمية لما تملكه من خبرة وتحظى به من دعم. أخبار ذات صلة الإمارات تدعو إلى تجديد الدعم الدولي للصومال الإمارات تطالب بتعاون دولي لحل الأزمة الإنسانية في أفغانستان اهتمام القراء وأشارت الجارودي، وهي صاحبة دار مدار للنشر، أن المنتج الأدبي لشباب دولة الإمارات يشهد إقبالاً كبيراً في معارض الكتب الخليجية والعربية والدولية، ويحظى باهتمام من قبل القرّاء نظراً لجودته العالية على صعيد النصّ الذي يعكس خبرة وإبداعية واضحة، ونوعية التصميم والإخراج الفنيّ، ليقدموا لجمهور الثقافة والقرّاء عملاً يعكس طموحاتهم وأحلامهم ويدلّ على ما وصلت له دولة الإمارات من مكانة في هذا المجال. من جهته، أوضح الكاتب الإماراتي الشاب عيسى العوضي، أن المؤسسات الرسمية مثل مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، أسهمت من خلال فعالياتها وبرامجها الثقافية في إيصال صوت الكتّاب الشباب للقرّاء، كما أن الدعم الذي تقدّمه سواءً كان ورش عمل أو أنشطة تدريبية كان له بالغ الأثر في ذلك، وهذا عامل مهمّ في مسيرة أي كاتب. ولفت العوضي إلى أن الشباب في هذا العصر يعيشون واقعاً استثنائياً يفتح أمامهم الكثير من السبل التي تمكّنهم من إيصال أعمالهم للجمهور، مدللاً بذلك على وسائل التواصل الاجتماعي التي سمحت للكثير من المؤلفين الشباب باستعراض أعمالهم مع أقرانهم وأصدقائهم والجمهور القارئ والمطلع، وأتاحت لهم التواصل بشكل مباشر والاستماع للآراء والانتقادات البنّاءة، التي تلعب دوراً في إثراء العمل وتحسين جودته. أما فواز المطيري، مدير دار قهوة للنشر، فأكد أن دولة الإمارات تعدّ اليوم مركزاً إقليمياً للنشر يقصدها الناشرون من مختلف أنحاء العالم لما تقدّمه من تسهيلات كبيرة لهذا القطاع، مشيراً إلى أن هذا الواقع المتطور الذي تشهده صناعة الكتاب حفّز الشباب على ترجمة إبداعاتهم لأعمال مطبوعة وأوصلها للقرّاء. وتطرق المطيري بحديثه إلى حرص دور النشر على اتباع سياسات الدولة فيما يتعلّق بحقوق الملكية الفكرية، مؤكداً أن هذا الالتزام أسهم أيضاً في تشجيع الشباب على نشر أعمالهم دون تخوّف من ضياع الحقوق، الأمر الذي ضمن إيصال محتوى معرفي وثقافي حقيقي للقرّاء. إسهامات الشباب وعن إسهامات الشباب في التأليف الشعري تحدث الشاعر محمد الحجاجي، عضو أكاديمية الشعر، وأحد أبرز المشاركين في النسخة السادسة من برنامج «شاعر المليون» عام 2014، عن وجود حضور قوي للشباب في الساحة الشعرية المحلية سواء على صعيد التأليف أو الاهتمام بمتابعة حركة الشعر. وأكد الحجاجي، أن هذه المظاهر الإبداعية الجديدة لم تكن لتتحقق بمعزل عن الدعم الكبيرة الذي تقدمه إمارة أبوظبي ومؤسساتها الثقافية لهذه الشريحة من المجتمع في مجال الشعر، الأمر الذي انعكس بدوره على تكريس الهوية العربية التي يعتبر الشعر أحد أهم أركانها في نفوسهم، وأسهم في ربطهم بشكل أكبر بمقدرات هذا النوع من الإبداع. وأشار الحجاجي إلى أن إمارة أبوظبي كانت نقطة الانطلاق للعديد من الأسماء العربية البارزة في مجال الشعر عبر برامجها الثقافية «شاعر المليون» و«أمير الشعراء»، كما أن ما تتيحه أكاديمية الشعر في أبوظبي من برامج تعنى بتدريس الشعر النبطي للشباب أسهمت بشكل فاعل في تقريبهم وبشكل أكبر من هذا النوع من الأدب، ولعبت دوراً فاعلاً في الاستثمار في مهارات ومواهب المبدعين منهم وحفّزتهم لتقديم أعمال جديدة تثري المكتبة المحلية وتسهم في خلق حالة من التجديد على صعيد الأدب والثقافة.
مشاركة :