خبراء ومحللون غربيون: انسحاب روسيا من خيرسون يثبت أن لا حلَّ عسكرياً للأزمة

  • 11/19/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي تتسارع فيه، وتيرة التحولات على ساحة القتال في أوكرانيا، خاصة بعد انسحاب القوات الروسية قبل أيام من مدينة خيرسون، أكد خبراء ومحللون غربيون، أن إسدال الستار على هذه الأزمة، سيتطلب الجلوس إلى طاولة التفاوض في نهاية المطاف، وذلك بهدف بحث سبل التعامل مع جذور الخلاف بين موسكو وكييف. وشدد الخبراء على أن إحلال السلام بين الجانبين، يستلزم إيجاد حلول للقضايا الخلافية القائمة بينهما منذ أمد طويل، وهو ما يعني عدم الاكتفاء بالتركيز على الجهود الرامية للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، والتحرك بموازاة ذلك، على طريق بلورة ترتيبات سياسية، تمهد لإيجاد تسوية شاملة للأزمة. فالقتال الذي تفجر أواخر فبراير الماضي، وأدى لتبعات سياسية واقتصادية واسعة النطاق تضرر منها العالم بأسره، يشكل ذروة الخلافات التي نشبت بين موسكو وكييف، في الفترة التالية لتفكك الاتحاد السوفييتي، مطلع تسعينيات القرن الماضي، ووراثة روسيا الاتحادية لدوره، بالتزامن مع إعلان قيام أوكرانيا كدولة مستقلة، بعدما انضوت تحت لواء الدولة الشيوعية الأكبر في العالم، لعدة عقود. ومنذ ذلك الحين، أدت التباينات في المواقف بين الجانبين إلى احتدام التوتر بينهما، مرة واحدة في كل عقد تقريباً، اعتباراً من مطلع القرن الجاري، إذ تفجرت الخلافات أولاً في غمار ما عُرِفَ بـ«الثورة البرتقالية» في أوكرانيا عام 2004، ثم خلال احتجاجات مماثلة شهدتها كييف في عام 2013، وما أعقب ذلك من سيطرة على شبه جزيرة القرم في العام التالي مباشرة، وصولاً إلى اندلاع الأزمة الحالية قبل نحو 9 شهور. وفي تصريحات نشرتها صحيفة «ذا هيل» على موقعها الإلكتروني، أكد الخبير الاستراتيجي الأميركي جيمس ديوبيك، أن وضع حد للأزمة الحالية، لا ينبغي أن يقتصر على مجرد إسكات أصوات المدافع، بل يجب أن يشمل تهيئة الأجواء لسلام دائم، يُرسي أسس علاقات طبيعية وصحية بين روسيا وأوكرانيا. وأشار ديوبيك، الباحث البارز في معهد «دراسة الحرب» الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له، إلى أن إحلال السلام في أوكرانيا، سيتطلب من حكومة كييف، تقديم بعض التنازلات التي قد تشمل التخلي عن بعض المناطق، ولكن مع ضرورة عدم المساس بحق تقرير المصير لسكان هذا البلد. ودعا الخبير الذي خدم من قبل في صفوف القوات الأميركية في العراق والبوسنة وهاييتي، إلى إشراك الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي «الناتو» في أي مفاوضات تستهدف إنهاء الأزمة الراهنة، مؤكداً في الوقت ذاته، ضرورة التوافق خلال تلك المباحثات المستقبلية على ضمانات تكفل أن ينعم من تضرروا من الحرب، بالأمن والازدهار في المرحلة التالية لانتهائها.

مشاركة :