من جبالها الشاهقة وطبيعتها الساحرة إلى مواقعها الأثرية، تتمتع سلطنة عُمان بوجهات لا يجب تفويتها، وعندما تمتزج تلك الوجهات مع الروائع الفلكية، فإن النتيجة تبدو وكأنها من خارج هذا العالم. وبعيدًا عن التلوث الضوئي بالمدن، تشهد سماء الليل بعدة وجهات في سلطنة عُمان بعض أفضل مشاهد الفلك، حيث يمكن لعشاق الفضاء الانغماس في مشاهدة روائع الكون والتأمل بأسراره. تضم هذه الصورة عدة ظواهر فلكية، مثل اصطفاف الكواكب، من الأسفل إلى أعلى، الزهرة وزحل والمشتري، إلى جانب مجرة درب التبانة في الوسط , ويسلّط المصور العُماني، المهتم بالتصوير الفلكي، علي الكندي، عدسته نحو سماء الليل بسلطنة عُمان، ليكشف عن سحر لا يعرف عنه الكثيرون في البلاد. وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، يقول الكندي: "هناك جمال لا يُرى بالعين المجردة، لذا نحتاج لعدسات الكاميرات وإعدادات معينة لنكشف ما هو خافت في سماء الليل". ويوضح الكندي أنه حريص على توثيق هذه الظواهر الفلكية في سلطنة عُمان، بهدف نشر المعرفة الفلكية بين عامة الناس وتثقيفهم حولها. ومن مقابر أثرية يعود تاريخها للعصر البرونزي، إلى أعلى قمة جبلية في سلطنة عُمان، يجوب الكندي البلاد بحثًا عن أجمل المواقع التي يمكن رصد روائع الكون فيها. وفي إحدى صوره، يبرز قوس المجرة فوق مقابر كبيكب الأثرية في ليلة صافية. وعلى ارتفاع 2،000 متر عن مستوى سطح البحر، تقع مقابر كبيكب الأثرية، بالقرب من قرية قران فوق هضبة سلماه، وهي مقابر أثرية على شكل خلية النحل، ويعود تاريخها إلى العصر البرونزي قبل نحو 4،000 عام، وهي تُعد أقدم من الأهرامات المصرية، وفقاً لموقع اكتشف عُمان. وفي صورة أخرى، يسطع مشهد مجرة درب التبانة بين أحضان جبل الشمس، بينما يمكن ملاحظة كوكبي المشتري والمريخ بالصورة ذاتها. ويصف الكندي سلسلته عن الظواهر الفلكية في سلطنة عُمان بالمشاهد البديعة التي تطرح سؤال: "كيف لهذا الجمال أن يزيّن السماء، ولا نستطيع مشاهدته سوى من بعض المناطق الخالية من التلوث الضوئي، والتي تبعد عنا حوالي 100 كيلومتر". صورة من عزبة المها بالدقم، والتي تمتاز ببعدها عن التلوث الضوئي. وقال الكندي: "المكان يعطي شعورًا مختلفًا لمن لم يجرب الجلوس تحت النجوم"., وقد بدأ شغف الكندي بالتصوير الفلكي لأول مرة عندما شاهد صور للمجرة بإحدى الحسابات الفلكية، حينها راوده سؤال: "هل يمكن توثيق مثل هذه الصورة بعدسة الكاميرا؟ وما هي الإعدادات الازمه لالتقاط مثيلتها؟ وأين يمكن توثيق هذه الظواهر الفلكية؟" ومن هنا بدأ الكندي رحلة البحث والتعلم الذاتي بمتابعة الحسابات الفلكية الرسمية لمعرفة موعد حدوث تلك الظواهر الفريدة. وتتمثل أفضل صور الكندي بصورة لظاهرة قوس المجرة فوق شجرة بجبل السراة، إذ يتذكر أوضاع التصوير المثالية التي استمرت حتى انتهى من عملية التصوير.
مشاركة :