كابل/ بلال كولر/ الأناضول بينما تستمر القيود المفروضة على مشاركة المرأة في الأنشطة الرياضية في أفغانستان، تسعى فتيات في العاصمة كابل إلى التواصل وتعلم فنون الدفاع عن النفس من خلال ممارسة رياضة "ووشو" القتالية. وتعمل مجموعة من المتدربات الشابات على تشجيع الفتيات على المشاركة في الحياة الاجتماعية، عبر ممارسة "ووشو" في صالة للألعاب الرياضية غرب كابل. ومعظم المشاركات في أنشطة الصالة الرياضية والمهتمات بممارسة رياضات الدفاع عن النفس تتراوح أعمارهن بين 15 عاما و20 عاما، ولا يمكنهن الذهاب إلى المدارس بسبب منع حركة "طالبان" الفتيات من الحصول على التعليم بدءًا من الصف السادس. وتقول مشاركات في التدريب إنهن يردن مواصلة التدرّب على رياضة "ووشو" التي تتيح لهن فرصة للتواصل الاجتماعي مع الآخرين وتحسين قواهن البدنية وتطوير مهاراتهن في الدفاع عن النفس. وأسبوعيا، تجتمع المتدربات في الصالة الرياضية بين 3 إلى 4 أيام، إضافة إلى مشاركتهن في أنشطة رياضية أخرى يتم تنظيمها في منزل المدرّبة الرياضية نادرة درويش (20 عاما). وقالت نادرة لمراسل الأناضول إن اهتمامها بممارسة رياضة "الووشو" بدأ قبل نحو 9 سنوات، وتعمل مدربة لهذه الرياضة منذ 3 سنوات. وأضافت أنها شاركت في مسابقات عديدة أفغانية ودولية، مشددة على أن رياضة "ووشو" تمنح المرأة الأفغانية الثقة بالنفس. ** مداهمات عديدة وبحسب نادرة، تعرضت الصالة الرياضية التي يمارسن فيها "ووشو" لمداهمات عديدة (من "طالبان") العام الماضي، ما أدى إلى انخفاض عدد المشاركات في الأنشطة التدريبية من 150 إلى 30 متدربة. وتابعت: جاؤوا (عناصر من "طالبان") وأخذوا المتدربات. اقتادوني أنا أيضًا إلى مركز الأمن. أخذوا رخصة الصالة الرياضية مني ثم مزّقوها". وأردفت: "تلك الممارسات أدّت إلى تراجع الأنشطة الرياضية في الصالة وتخلف المتدربات عن المشاركة في المسابقات المحلية والدولية بسبب الخوف من تبعات المشاركة". واستطردت: "تلقيت دعوة من البرازيل للمشاركة في مسابقة دولية. قررت المشاركة لكن لم أستطع الذهاب بسبب مشاكل تتعلق بالأسرة والمتدربات. كنت أرغب بالمشاركة مع فريق المتدربات، لكننا لم نتمكن من المغادرة". ودعت نادرة إلى فسح المجال أمام حرية ممارسة الأنشطة الرياضية في أفغانستان. وأكدت أنه يجب أن تتمكن الفتيات والفتيان من تمثيل بلادهم بفخر في الأنشطة الرياضية الدولية والفوز بالميداليات. لا أظن أن الفتيات ضعيفات، ويجب ألا نتجاهل مهاراتهن. ** "لن أتخلى عن هدفي" أما زليخة نجفي (18 عاما) وهي إحدى المتدربات فقالت لمراسل الأناضول إنها لم تتمكن من مواصلة تعليمها بسبب الحظر المفروض في بلادها على تعليم الفتيات. وأضافت أنها طمحت حين بدأت ممارسة الرياضة قبل عامين إلى رفع علم أفغانستان يوما ما في دورات الألعاب الأولمبية. وتابعت: لن أتخلى عن هدفي. أسعى لمواصلة ممارسة الرياضة رغم الظروف التي نشهدها وتدريب كل امرأة أفغانية تريد المشاركة في مثل هذه الأنشطة.. لست خائفة وسأمضي قدمًا لتحقيق هدفي. وسيطرت حركة "طالبان" على أفغانستان في 15 أغسطس/ آب 2021، بالتزامن مع اكتمال انسحاب القوات الأمريكية في نهاية احتلال دام نحو عشرين عاما منذ 2001. وفرضت طالبان قيودا على مشاركة المرأة في الأنشطة الرياضية والتعليم ومجالات اجتماعية عديدة. ولم تصدر الحركة إعلانا رسميا بمنع الفتيات والنساء من ممارسة الرياضية، إلا أنها تمارس عمليات احتجاز لمتدربات وإغلاق للنوادي والصالات الرياضية الرسمية وغير الرسمية بسبب مشاركة فتيات ونساء في أنشطتها. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :