لم تكن همومه يوماً مرتبطة بوسائل العيش كفرد من أصحاب الهمم.. كيف سيعيش، ومن سيعوله، حيث يعاني من إعاقة ذهنية بسيطة منذ الولادة، ما دفعه للالتحاق بمركز دبي لرعاية أصحاب الهمم منذ طفولته المبكرة..فقد كان الأمر واضحاً له بأنه يعيش في مجتمع كفل له جميع حقوقه.. ولكن كانت هموم «سيف الذيب»، 37 عاماً، تتمحور حول حلمه بأن يكون عنصراً فاعلاً في المجتمع.. يعطي ويأخذ.. ولا يقتصر دوره على تلقي المساعدة، شغله الأمر كثيراً ولكنه واصل البحث إلى أن وصل إلى مبادرة «ديزرت جروب» وقام بتقديم أوراقه للعمل ليتحقق حلمه بأن يصبح عنصراً فاعلاً في المجتمع. وقد تزوج سيف الذيب منذ 2001 ورزقه الله بولد عمره 8 أعوام أسماه «سعيد». وأكد سيف فخره الشديد بتغريدة سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، وقال:«أضع كلام سموه فوق رأسي وأحب أن أوجه رسالة لأصحاب الهمم أن يعملوا». وأشار إلى أنه كان يشارك والدته رحمها الله حلمه الكبير بأن يصبح عنصراً فاعلاً في وطنه وكانت بدورها لا تكتفي بالدعوات له لتحقيق حلمه بل تحفزه ليمضي قدماً نحو تحقيق هذا الحلم، لافتاً إلى أن الفرحة كانت عظيمة عندما جاء الوقت ليرد جزءاً من دين الوطن، والتحق بمشتل زراعي في منطقة الخوانيج وتدرب على كيفية تعبئة السماد والزراعة ومساعدة البائعين، وتدرج في مهامه الوظيفية إلى أن أصبح مشرف بائعين في المشتل، وحصل مرات عدة على الإشادة من قبل المدراء على أدائه المتميز وإخلاصه في عمله، وجرى نقله لاحقاً للعمل في مجال نباتات الزينة في «دبي جاردن سنتر» في منطقة البرشاء والذي يتبع «ديزرت غروب». «وأشار سيف إلى أنه يعمل حالياً كمساعد للبائعين، لافتاً إلى أنه يشعر بالكثير من الراحة خلال عملية البيع والحديث مع الزبائن الذين يستمعون باهتمام إلى نصائحه حول أنواع النباتات المفضلة. وأوضح سيف أن أحد أبرز طموحاته في العمل كان تحمل مسؤولية رعاية الأسرة خاصة عقب وفاة والده وهو لازال في سن مبكرة، مشيراً إلى أن والدته توفيت في الـ 2012 بعد أن تحقق حلمها واستجاب الله لدعواتها بأن تشاهد ولدها الحبيب سيف وهو على رأس عمله. وأضاف سيف:» زوجتي ليست من أصحاب الهمم وهي تقوم بواجبها كاملاً، وتشرف على دراسة ولدي الحبيب سعيد في الصف الثاني.. وأشار إلى أن تجربته في تعاون ودعم أصحاب الهمم إيجابية جداً، وأضاف:«كنا في معرض اكسبو لأصحاب الهمم الدولي الذي عقد في دبي، وكنت أبيع في المشتل وكان تعاون الناس ودعمهم لنا كبيراً، وكنا نشاهد نظرات الفخر في عيونهم». وقال:«المجتمع الإماراتي داعم لأصحاب الهمم وأصبح هناك تقبل لهم في القطاعين الحكومي والخاص والنظرة مختلفة حالياً سعيد بدعم دولتي وقيادتي.. وختم حديثه بالقول:أتمنى أن أبني مسجداً باسم والدتي ووالدي رحمهما الله، وأنا بفضل دعم أهلي وحكومتنا، أصبحت متمكناً وقادراً على العطاء. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :