قالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات إن ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران باليمن منذ بداية انقلاب الحوثي بات سوقًا رائجة للكثير من السلع غير المرخصة والمنشطات والمخدرات بأنواعها بإشراف الحرس الثوري الإيراني وكبار قادة الميليشيات الإرهابية. وأشار تقرير صادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات إلى أن ميليشيات الحوثي حولت اليمن إلى سوق للمخدرات، ومقلب واسع لكل الممنوعات والمحظورات المجرمة قانونيًا، بهدف الإثراء السريع لقيادات الميليشيا، التى تدير شبكات تهريب المخدرات والممنوعات. وأعلنت السلطات الأمنية في محافظة تعز الأسبوع الماضي عن إحباط محاولة تهريب شحنة كبيرة من الأدوية المنبهة، التي تستخدم كمواد مخدرة. وقالت إدارة مكافحة المخدرات في بيان إنه تم ضبط عدد 42 ألف حبة من مادة "فينوباربيتال" المخدرة في نقطة الهنجر أثناء محاولة إدخالها إلى المدينة على متن باص ركاب. وتقف ميليشيات الحوثي خلف كل عمليات تهريب المخدرات إلى كل محافظات اليمن من خلال شبكة كبيرة من الخلايا المنتشرة في البلاد. وأفاد التقرير الصادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، بأن تهريب المخدرات والاتجار بها مرتبط ارتباطًا وثيقًا بميليشيات الحوثي الانقلابية، وأن قيادات حوثية ضالعة في تهريب المخدرات بأنواعها والمتاجرة بها وتسهيل المرور لها بكميات كبيرة. وأكدت الشبكة في تقريرها أن إيران هي البؤرة الأساسية ومستنقع تهريب المخدرات الأساسي للميليشيات الحوثية الإرهابية في حين تعد تجارة المخدرات "أبرز الأسباب خلف الثراء الفاحش والسريع لقيادات الحوثي". وأشار التقرير إلى أن تقديرات اقتصادية قدرت حجم الأموال المتدفقة في خزائن الانقلابيين من المخدرات بلغت 6 مليارات دولار سنويًا. وأوضحت الشبكة في تقريرها أن ضباطًا في الحرس الثوري الإيراني تعاونوا مع تجار المخدرات في كولومبيا لإنتاج كارتيلات ومراكب غاطسة لتهريب الأسلحة ومكونات الصواريخ والمخدرات إلى الحوثيين. وأشار التقرير إلى تورط قيادات حوثية بارزة في شبكات الاتجار بالمخدرات والاعتماد عليها كمصدر مهم لتمويل ما تسميه المجهود الحربي، واستدراج واستقطاب الآلاف من الشباب للانخراط في صفوفها، والزج بهم في معاركها العبثية. وأضاف التقرير أن فريقًا يعمل بشكل خفي برئاسة محمد علي الحوثي ابن عم زعيم الميليشا وأبرز قيادات الصف الأول وأبو علي الحاكم وشقيق زعيم الميليشيا عبد الكريم الحوثي وفارس مناع وقيادات أخرى. ويعد فارس مناع أشهر زعماء عصابات تهريب المخدرات والسلاح إلى اليمن، ويعمل مع المخابرات الإيرانية منذ أكثر من عقدين من الزمن لصالح ميليشيات الحوثي، وأنشطة إيران في المنطقة. وأوضحت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات أنها تحصلت على معلومات خاصة تفيد بوجود "39 هنجرا" في العاصمة صنعاء وحدها يستخدمها تجار حوثيون في إخفاء أنواع متعددة من المخدرات المهربة من إيران عبر ميناءي الحديدة والصليف ومرافئ صيد في شمالي الحديدة. وتستخدم الميليشيات النساء والأطفال في تهريب المخدرات وتحويل اليمن كمحطة لتهريب المخدرات وتصديرها نحو السعودية ودول أخرى، إذ تعتبر محافظة صعدة معقل الحوثيين والقريبة من السعودية إحدى أبرز المدن اليمنية في تجارة المخدرات، بالإضافة إلى شهرتها كأرض خصبة لزراعة الحشيش منذ عقود. و أوضحت الشبكة أن ميليشيا الحوثي عمدت على إبقاء مساحات شاسعة على الحدود بين اليمن والسعودية، كممرات آمنة لتهريب المخدرات إلى السعودية، وتعتبر من أخطر المصادر إن لم تكن هي الأخطر لتمويل هذه الآفة إذ ما زالت تتدفق المخدرات بشكل مهول. وأشار التقرير إلى أن إيران تتخذ المخدرات وسيلة دعم مباشر للانقلابيين الحوثيين، الذين يستغلون جزءًا منها لاستهداف الشباب كي يصبحوا مدمنين عليها لتسهيل استدراجهم واستقطابهم لجبهات القتال الحوثية، وتهرب بقية الشحنات عبر المناطق الحدودية إلى دول الخليج وتسخير العائد المادي لدعم جبهات الانقلابيين.
مشاركة :