طهران - بحث وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي السبت في طهران دعم جهود استقرار المنطقة، بعد 3 أيام من زيارة مماثلة لدمشق تطرقت للأمر ذاته، وفي خضم تصاعد التوتر في المنطقة بعد هجوم نفذته طائرة مسيرة يعتقد أنها إيرانية على سفينة على ملك رجل أعمال إسرائيلي، وعلى وقع مؤتمر في المنامة أكد المشاركون فيه ضرورة وقف الهجمات الإيرانية. وأفادت الخارجية العمانية، في بيان، بأن رئيس إيران إبراهيم رئيسي استقبل البوسعيدي بديوان الرئاسة في طهران حيث بحث اللقاء "العلاقات الطيبة بين البلدين الصديقين والتأكيد على حرص الجانبين لتعزيزها وتطويرها، وتبادل وجهات النظر حول المستجدات والقضايا الإقليمية والدولية". كما اجتمع البوسعيدي، وفق بيان للخارجية، مع نظيره الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، خلال زيارته غير محددة المدة لطهران حيث بحث اللقاء "علاقات التعاون الثنائي وسبل متابعة تطويرها وعددا من المستجدات الإقليمية والدولية". وأكد اللقاء على "مواصلة التشاور ودعم كافة الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار عبر الحوار والحلول السياسية التوافقية". وتسعى عمان للقيام بجهود وساطة لتخفيف التوتر وذلك بعد ان اكتسبت خبرة في اطار تحركات سابقة لتقريب وجهات النظر بين طهران وعواصم خليجية ونزع فتيل التوتر مع الرياض وقد نجحت في ذلك وفق مراقبين. ولا تريد مسقط ان يؤدي التصعيد الأخير لحرب شاملة حيث ستكون أولى الدول المتضررة من التداعيات خاصة على المستوى الاقتصادي فيما يرى مراقبون ان عمان تلعب دور الوسيط وفق رغبة سعودية وغربية. وفي الآونة الأخيرة كثف المسؤولون الإيرانيون من اتهاماتهم للسعودية بالوقوف وراء تأجيج الاحتجاجات على مقتل الشابة الكردية مهسا اميني حيث توسعت وتأججت المظاهرات في مناطق سنّية بالأقاليم النائية وهي الأقاليم التي تقطنها أقلية بينها الأقلية السنّية وتشهد منذ سنوات توترات بسبب سياسة التهميش والتمييز التي يعتمدها النظام الديني الشيعي بحق تلك المناطق. وكانت القيادة المركزية الأميركية قالت الأربعاء الماضي إن طائرة مسيرة إيرانية هاجمت الناقلة باسيفك زركون يوم الثلاثاء لتؤكد هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بعدها بايام ان طائرة مسيرة هددت سفنا وذلك على بعد حوالي 50 ميلا جنوب غربي مسقط. ويأتي اللقاء بعد 3 أيام من رسالة من سلطان عمان، هيثم بن طارق، قدمها البوسعيدي، الأربعاء، خلال زيارة لدمشق، إلى بشار الأسد رئيس النظام السوري، تناولت تعزيز علاقات البلدين، وفق بيان للخارجية العمانية آنذاك. كما شهدت أيضا "بحث المستجدات الإقليمية والدولية والتأكيد على أهمية دعم كافة الجهود والمساعي الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة". وتأتي الزيارتين بعد نحو أسبوعين، من دعوة أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في قمة الجزائر، إلى تسوية الوضع "المأزوم" في سوريا و"غلق صفحة الماضي بآلامها"، و"السعي نحو وضع جديد" يتيح لدمشق العودة إلى الانخراط في الجامعة. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، قررت الجامعة العربية تجميد عضوية سوريا؛ جراء اعتماد نظام بشار الأسد الخيار العسكري لقمع احتجاجات شعبية اندلعت في مارس/ آذار من العام ذاته، للمطالبة بتداول سلمي للسلطة.
مشاركة :