قال مفاوضون، يوم السبت، إنهم توصلوا إلى اتفاق محتمل بشأن القضية الشائكة في محادثات الأمم المتحدة المتعلقة بالمناخ (كوب 27) المنعقدة في مصر. وكان إنشاء صندوق لتعويض الدول الفقيرة ضحايا الطقس القاسي الذي تفاقم جراء تلوث الهواء في الدول الغنية من أصعب القضايا التي كان يجب مناقشتها في قمة كوب 27 بشرم الشيخ. وقالت وزيرة البيئة في جزر المالديف أمينات شونا للأسوشيتد برس يوم السبت، ”هناك اتفاق بشأن الخسائر والأضرار”. ولا يزال يتعين الموافقة على الاتفاق بالإجماع عبر تصويت في وقت لاحق السبت. وأضافت الوزيرة: ”هذا يعني لدول مثل بلدنا، أننا سيكون لدينا مزيجا من الحلول التي كنا ندعو لها”. من جانبه، بدا وزير التغير المناخي النيوزيلندي جيمس شو واثقا من التوصل إلى اتفاق. وقال مترددا: ”يبدو أن هناك لغة اتفقت عليها مجموعة الـ 77 والدول المانحة بشكل أساسي”. وبعد ظهر السبت، قدمت الرئاسة المصرية مسودة الاقتراح. وتتجاهل الوثيقة الرئيسية الثانية الصادرة عن قيادة محادثات المناخ دعوة الهند إلى تقليص استخدام النفط والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى اتفاق العام الماضي لمنع العالم من استخدام الفحم ”بلا هوادة”. ووفقا لمسودة اقتراح التعويض – القضية يطلق عليها اسم ”الخسارة والأضرار” في لغة المفاوضات – سيتم ”حث” البلدان المتقدمة على المساهمة في الصندوق والذي قد يعتمد أيضا على مصادر الأموال الخاصة والعامة الأخرى مثل المؤسسات المالية الدولية. وخلال المحادثات، توحدت الدول الأكثر فقرا في العالم التي ساهمت بشكل محدود في الانبعاثات التاريخية للغازات المسببة للاحترار، في الإصرار على إنشاء مثل هذا الصندوق. ومع ذلك، لا يشير الاقتراح إلى أن الاقتصادات الناشئة الرئيسية مثل الصين يجب أن تساهم في الصندوق، وهو ما كان مطلبا أساسيا من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. كما لم يتم ربط إنشاء الصندوق الجديد بأي زيادة في جهود خفض الانبعاثات، أو فرض قيود على الجهات المتلقية للتمويل الخاص بالبلدان الأكثر عرضة للخطر، وهو ما كان اقتراحا سابقا من الأوروبيين. وبالكاد تبنت مسودتان أصدرتهما الرئاسة المصرية بشأن تصعيد جهود خفض الانبعاثات والقرار الشامل لمحادثات هذا العام، على ما تم الاتفاق عليه في غلاسكو العام الماضي. تترك النصوص إشارة إلى اتفاق باريس بشأن هدف أقل طموحا للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى ”أقل بكثير من درجتين مئويتين” والتي يقول العلماء إنها مخاطرة كبيرة للغاية. كما أنها لا تقترح أي أهداف جديدة قصيرة الأمد سواء للبلدان النامية أو المتقدمة، والتي يقول الخبراء إنها ضرورية لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية الأكثر طموحا والذي من شأنه منع بعض التأثيرات الأكثر تطرفا لتغير المناخ. كانت الخسائر والأضرار القضية المستنزفة للوقت خلال المحادثات التي استمرت أسبوعين في مصر.
مشاركة :