قتل الأطفال وصمة عار في جبين خامنئي

  • 11/19/2022
  • 21:34
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صرخت والدة الطفل «كيان» ابن الـ9 سنوات، المقتول في الأيام الماضية برصاص الأمني الإيراني، تجاه قوات الباسيج وهي تقول: لا تصدقوهم، إنهم يكذبون.آهات الحزن سيطرت على المكان كله وهي تقول بأعلى صوتها: اسمعوا مني كيف حصل إطلاق النار، كي لا يسعهم القول إنه قتل على يد إرهابيين لأنهم يكذبون.وأضافت «ربما اعتقدوا أننا نريد إطلاق النار أو شيئا كهذا، وأمطروا السيارة بالرصاص... قوات بلباس مدني أطلقت النار على طفلي. هذا ما حصل».كلمات الأم المكلومة تأتي على عكس الرواية الرسمية لإعلام الملالي، الذي يردد أن بعض المتظاهرين أطلقوا النيران على قوات الباسيج فردوا عليهم، مما أسهم في سقوط قتلى وضحايا، وفضحت حجم المأساة التي تعيشها 56 أسرة قتل النظام أطفالهم في الأيام الماضية، في وصمة عار على جبين نظام الملالي، تجسد قمعه للمظاهرات التي تجري في جميع المحافظات، حيث قتل ما يزيد على 500 شخص، عشرهم من الأطفال الذين لم يتجاوزا 14 عاما.جنازة كياننزل رفاع وأهالي الطفل كيان في مظاهرات، أمس الأول، بمدينة تويسركان بمحافظة همدان، أضرموا النار في مكتب خطيب الجمعة وممثل المرشد علي خامنئي في هذه المدينة، حسب مقاطع فيديو أوضحت حجم الغضب الذي تعيشه المنطقة التي ينتمي لها الطفل.انتشر مئات الأشخاص إلى شوارع مدينة إيذه جنوب غرب إيران خلال جنازة كيان بيرفالاك البالغ 9 سنوات، وفق ناشطين، حسبما أظهر تسجيل مصور نشرته منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها النرويج، ومرصد «1500 تصوير».وقالت والدته خلال مراسم الجنازة، إن كيان أصيب الأربعاء الماضي برصاص قوات الأمن، علما بأن مسؤولين إيرانيين شددوا على أنه قتل في هجوم إرهابي نفذته جماعة متطرفة. وسمعت والدته وهي تقول خلال المراسم، «اسمعوا مني كيف حصل إطلاق النار، كي لا يسعهم القول إنه قتل على يد إرهابيين لأنهم يكذبون»، حسب التسجيل الذي نشره «1500 تصوير»، وكذبت الأم الرواية الرسمية للأحداث، وهتف المتظاهرون، «الباسيج سباه... أنتم داعشنا»، وفق ما سمع في تسجيل نشرته المنظمة الحقوقية.الموت لخامنئيفي تسجيل آخر نشره المرصد «1500 تصوير»، سمع متظاهرون وهم يهتفون «الموت لخامنئي»، في إشارة إلى المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي.وقالت مواقع إعلامية معارضة خارج إيران، إن قاصرا آخر هو سبهر مقصودي (14 سنة) قتل بالرصاص في ظروف مماثلة في إيذه الأربعاء، وكثيرا ما تحولت جنازات إلى تظاهرات في حركة الاحتجاج التي بدأت عقب مقتل الشابة الكردية العشرينية مهسا أميني في 16 سبتمبر، بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها بقوانين اللباس الصارمة. وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن 7 أشخاص دفنوا، بينهم فتى عمره 9 أعوام، مضيفا بأنهم قتلوا على أيدي إرهابيين كانوا على متن دراجات نارية.وقال هادي قائمي مدير مركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك: كيان بيرفالاك، 9 سنوات، وسبهر مقصودي 14 سنة، هما من بين 56 طفلا على الأقل قتلتهم القوات الأمنية الساعية لسحق ثورة 2022 في إيران.احتفال المتظاهرينقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها أوسلو، إن شعارات منددة بالنظام أطلقت في مدينة تبريز خلال جنازة أيلار حقي، طالب الطب الذي يقول نشطاء إنه قتل إثر سقوطه من مبنى محملين قوات الأمن مسؤولية ذلك. وفي غضون ذلك، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر اشتعال النيران في منزل عائلة الخميني، وقال نشطاء إن المحتجين أضرموا النار فيه، وتحققت وكالة «رويترز» من موقع مقطعين عبر ملاحظة أقواس مميزة ومبان تتطابق مع الصور الأرشيفية.وتظهر المقاطع المصورة على وسائل التواصل الاجتماعي ابتهاج عشرات الأشخاص عندما اندلعت النار في أحد المباني، وقال حساب «1500 تصوير» النشط على تويتر، إن الحادثة وقعت مساء الخميس الماضي في بلدة خمين مسقط رأس الزعيم الإيراني الراحل جنوب العاصمة طهران، علما أن المنزل تم تحويله إلى متحف. وتوفي الخميني عام 1989، ويتعرض خليفته علي خامنئي لضغوط شديدة بسبب الاحتجاجات التي تجتاح البلاد وتهتف بالموت له.دهس المرشدأظهرت مقاطع مصورة منفصلة نشرها حساب «1500 تصوير» على تويتر، متظاهرين في مدن عدة في إقليم سيستان بلوخستان المضطرب، منها العاصمة زاهدان، وهم يهتفون «الموت لخامنئي». فيما أظهرت مقاطع أخرى من مدينة جابهار متظاهرين وهم يزيلون ويدهسون لافتة شارع يحمل اسم الخميني. وذكرت وكالة «تسنيم» أن متظاهرين موالين للحكومة خرجوا في مدينة مشهد بشمال شرق البلاد، حيث لقي اثنان من قوات الباسيج حتفهما الخميس الماضي، وبحسب الموقع الإخباري للحرس الثوري، لقي اثنان من عناصر الاستخبارات حتفهما في اشتباكات مع محتجين. وأدعى الموقع أيضا أن 3 آخرين من الحرس الثوري وأحد عناصر الباسيج لقوا حتفهم في طهران، كما لقي عنصر من الباسيج وشرطي حتفهما في كردستان الخميس.احتجاجات ليليةلم تخمد حركة الاحتجاجات في إيران، ونظم أهالي مدن دشتي، وبارسيان وياسوج، وسقز، وبوكان، وإيلام، وتويسركان، وخوي، وباوه، وقزوين، تجمعات ليلية، وأضرموا النار في الشوارع ورفعوا شعارات مناهضة للنظام، وفقا لموقع «إيران إنترناشيونال».ونظم المحتجون في مدينة قزوين احتجاجات ليلية كما أظهر مقطع فيديو أن الأهالي طاردوا أحد عناصر الباسيج قبل أن يلوذ بالفرار، حسب الموقع نفسه.وشهدت مدينة ياسوج جنوب غرب إيران، تجمعات ليلية للأهالي الذين رفعوا شعارات ضد النظام. كذلك خرج أهالي مدينة سقز بمحافظة كردستان إلى الشوارع وأضرموا النار في الشوارع.وفي ضوء الاحتجاجات، حيّا المخرج الإيراني أصغر فرهادي شجاعة مواطنيه الذين يشاركون في التظاهرات ضد النظام، معتبرا أن البلاد تعيش لحظة حاسمة.وأكد لوكالة الصحافة الفرنسية على هامش مشاركته في مهرجان مراكش السينمائي الدولي، «أحيي كل الإيرانيين، الجيل الجديد والنساء والرجال الذين نزلوا للشارع ويحاولون انتزاع مصيرهم بأيديهم... أحيي شجاعتهم».لحظة حاسمةقال فرهادي «نحن في لحظة حاسمة من تاريخ البلاد، إيران لن تظل كما كانت بعد هذه الأحداث»، وتابع «السؤال الذي يطرح الآن هو ما الذي ستؤول إليه هذه الاحتجاجات؟ وهل سوف تظل الوحدة الضرورية ليسير البلد نحو الأمام قائمة بين الإيرانيين؟». وسبق لفرهادي الحاصل على جائزة أوسكار مرتين عن فيلمي «انفصال» (2011) و»البائع» (2016)، أن حض في 25 سبتمبر الناس في جميع أنحاء العالم على التضامن مع المتظاهرين، عبر فيديو بثه على حسابه على إنستقرام. ودعم عدد من الرياضيين الإيرانيين المشهورين والممثلين والمخرجين علنا الحركة الاحتجاجية، مطالبين السلطات بالاستماع إلى مطالب السكان. وهدد محافظ طهران محسن منصوري باتخاذ إجراءات ضد المشاهير الذين أسهموا في تأجيج أعمال الشغب، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء «إيسنا» أواخر سبتمبر.الضحايا من الأطفال في إيران 56 قتيلا 23 قتلوا في الشهر الأول 1200 مصاب 2000 معتقل

مشاركة :