بعد 12 عاماً على منحها حق استضافة «مونديال 2022» في كرة القدم، دقت ساعة الحقيقة بالنسبة لقطر التي ترفع الستار عن أول كأس عالم في الشرق الأوسط وبلد عربي. وعلى صعيد المنتخب بعد طول انتظار، وحملة استعدادات امتدت من آسيا إلى أوروبا، مروراً بأميركا الجنوبية، يقف «العنابي» المضيف غداً «الأحد» على أبواب التاريخ أمام الإكوادور في «استاد البيت»، بأول مشاركة مونديالية له مفتتحاً منافسات المجموعة الأولى. ويحلم القطريون باعتدال، لأنهم يدركون أن المجموعة ليست سهلة، وإلى جانب الإكوادور التي سبق أن فازوا عليها وديّاً عام 2018 «4-3»، يتواجد المنتخبان الهولندي والسنغالي. حسابياً، إذا ما حققت قطر فوزاً على الإكوادور، ستبقي باب الأمل مشرّعاً أمام العبور إلى الدور الثاني، معوّلة على النتائج الأخرى في المجموعة، والخسارة تعني مساراً أكثر تعقيداً وصعوبة. ولكن الأمر لن يكون سهلاً أمام بطل آسيا 2019، وذلك أمر يعرفه جيداً المدرّب الإسباني فيليكس سانشيز الذي يتّسم بالواقعية والساعي في الوقت نفسه لكسر التوقّعات. وقال سانشيز: ندرك أننا سنلعب ضد فرق تملك لاعبين على الصعيد الفردي، أقوياء للغاية، ومن المستوى الرفيع، ويلعبون في أفضل الدوريات والأندية في العالم، لذا فنحن نملك الأسلحة التي لدينا، وعلينا أن نستخدمها. وعن الإكوادور، يرى الإسباني أن هذا المنتخب حظي بمسيرة مذهلة في تصفيات كأس العالم، في قارة يصعب للغاية التأهل منها، ندرك واقعنا جيداً، لكننا لن نستسلم. ورغم أنها حلّت ثالثة في أميركا الجنوبية، تحتل الإكوادور المرتبة 44 في تصنيف الاتحاد الدولي، أي أعلى بستة مراكز فقط من قطر. لذلك، يعرف مدرب الإكوادور جوستافو ألفارو أن منتخبه ليس مهيأً بشكل جيد لفرض وجود ملموس، لكنه يتوقّع من لاعبيه أن يجعلوا الأمور صعبة على منافسيهم في المجموعة. يقول ألفارو: إن كأس العالم مختلفة تماماً عن التصفيات، إذا كنا سنلعب بالطريقة التي لعبنا بها التصفيات، فعلى الأرجح لن نحظى بفرصة، لأننا سنلعب ضد أبطال آسيا، وأبطال أفريقيا وهولندا التي بلغت نصف نهائي كأس أوروبا. وأضاف: إنها منتخبات متفوّقة عمّا نحن عليه، وهذا سبب أننا كنا في الوعاء الرابع في القرعة، لو كنا الأفضل لكنا في الوعاء الأول أو الثاني، علينا أن نجعل الأمور صعبة، علينا أن نكون عقبة. ويتوقع حضور أكثر من مليون مشجع خلال «المونديال» على مدار البطولة التي تستمر لـ29 يوماً. وتوزّعت المنتخبات الـ32 المشاركة على ثماني مجموعات، قبل رفع العدد إلى 48 في مونديال 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. باستثناء إيطاليا، بطلة العالم أربع مرات، تتنافس الأوزان الثقيلة على غرار البرازيل حاملة الرقم القياسية «5 ألقاب» بقيادة نيمار، الأرجنتين «2» بقيادة ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم سبع مرات، لمحاولة إنزال فرنسا بطلة 2018 عن قمتها بقيادة المهاجم كيليان مبابي. وكان البرتغالي كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب في العالم خمس مرات، آخر النجوم الواصلين، في محاولة لابن السابعة والثلاثين في منح بلاده لقبها الأول. يخوض «الدون» صاحب 117 هدفاً دولياً «رقم قياسي» موندياله الخامس على غرار غريمه ميسي «35 عاماً» اللاهث وراء لقب وحيد ينقصه، ليرتقي إلى مصاف العمالقة الكبار مثل البرازيلي بيليه ومواطنه الراحل دييجو مارادونا. وتسعى ألمانيا حاملة اللقب أربع مرات آخرها في 2014، إلى تعويض مشاركتها الأخيرة المحبطة، وإنجلترا وبلجيكا البناء على بلوغهما نصف النهائي في روسيا، علماً أن المنتخبات الأوروبية أحرزت ألقاب النسخ الأربع الأخيرة منذ 2006 «إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا». ويشارك أربعة منتخبات عربية على غرار النسخة الأخيرة، هي قطر المضيفة وبطلة آسيا 2019، المغرب والسعودية الساعيان لبلوغ الدور ثمن النهائي على غرار 1986 و1994 توالياً، وتونس الباحثة عن تخطي دور المجموعات للمرة الأولى.
مشاركة :