لم ينته العلماء بعد من كشف النقاب كاملاً، عن الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى إصابة البعض بمرض الزهايمر. إلا أنه ومنذ مدة قليلة، قام الباحثون من جامعة روشستر في الولايات المتحدة الأمريكية، بنشر شرح لـ كيفية تخلص الدماغ من السموم والفضلات خلال النوم، وذلك في مجلة جاجا نورلوجي. ومن أهم تلك العناصر التي يتم لفظها، كانت بيتا_ أميلوييد، والمعروف ارتباط ظهورها مع الإصابة بمرض الزهايمر. كيف ينظف الدماغ خلاياه أثناء النوم في هذه الدراسة الحديثة، ثم اختيار عينة من 70 شخصاً بمتوسط عمر 76 عاماً. ومن خلال تصوير متطور للدماغ، سجل ظهور نسبة كبيرة من بروتين بتا _ كاروتين متمركزة في مناطق مختلفة من الدماغ. ويشرح البروفسور آدم سبيرا، مسؤول قسم الصحة العقلية في مدرسة بلومبورغ الأمريكية ذلك بقوله: إن النوم هو الوقت الذي يقوم به الدماغ بتنظيف ذاته من خلال عمليات غسيل وباستخدام كميات كبيرة من الماء، أو بشكل أدق، من خلال ضخ متزايد لسائل السيفا لوراشيديان الذي يقوم بإخراج فضلات (البتا _ أميلوييد)، منه. أما في حالات الأرق التي يعيشها الفرد كلما تقدم في السن، فإن عمليات الضخ هذه تقل، مما يؤدي إلى تجمع الفضلات أكثر فأكثر. وما يرتبط ذلك مع بدء تطور لمشكلة الزهايمر. ويقول أحد الأطباء: إن معرفة من السبب ومن النتيجة لفهم العلاقة بين تلازم ظهور (البتا _ كاروتين) ومرض الزهايمر، كمن يريد معرفة أيهما يأتي أولاً البيضة أو الدجاجة. فقد تكون تلك المركبات هي سبب الإصابة بالمرض، كما يوجد فرضية أخرى تقوم على أن الإصابة بالزهايمر تؤدي إلى إفراز البتا. ومع بقاء الاختلاف وعدم الجزم بأصحية أي فرضية، فإن المؤكد أن النوم يلعب دوراً أساساً في التخلص من هذه السموم. أثر النوم على التعلم والذاكرة إن تأثير مدة النوم على الذاكرة والأداء العقلي، كان موضوع أبحاث سابقة جاءت مشتركة بين جامعتي هون كونغ و بيرمينغهام، وامتدت بين عامي 2001 - 2008. وقد شملت الدراسة 11 ألف شخص أعمارهم بين 50 - 85 عاماً. وقد نال الصينيون الذين حصلوا على 7 - 8 ساعات نوم في الليلة، أفضل النتائج على مستوى الاختبارات التي خضع لها المشاركون. بينما انخفض الأداء عند أولئك الذين حصلوا على أقل من 5 ساعات نوم، أو أكثر من 10 ساعات. وخلص الباحثون إلى أن انخفاض القدرات الإدراكية عند بعض أفراد العينة، ارتبط بشكل كبير بعدم حصولهم على نوم جيد، يسمح للعقل بإعادة إصلاح ذاته وصيانة وظائفه. مع الإشارة إلى أن النوم الجيد لا يعني أبداً المبالغة في عدد ساعات النوم، حيث أن النتائج جاءت سلبية أيضاً عند أولئك الذين كانوا ينامون أكثر من 10 ساعات يومياً. للمزيد من أحداث الدراسات التي تربط بين ممارستنا اليومية وأوضاعنا الصحية اطلعوا على المضمون المنشور تحت وسم #جسمي_يتفاعل.
مشاركة :