أكد مسؤول أوكراني، أمس، أن موسكو لم تتواصل رسميا مع كييف بشأن احتمال عقد محادثات سلام، لكن سيجب على روسيا في أي حال سحب قواتها بالكامل قبل حصول المفاوضات. وقال أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، في مداخلة عبر الفيديو أمام منتدى هاليفاكس الدولي للأمن: "لم نتلق أي طلب رسمي من الجانب الروسي بشأن مفاوضات". وأشار إلى أن أي محادثات غير مبنية على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دوليا لن "تكون مقبولة". وأضاف "أن الخطوة الأولى التي يجب أن يقوم بها الجانب الروسي هي سحب كل القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية". وجاءت تصريحاته غداة استبعاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فكرة إقرار "هدنة قصيرة" مع روسيا، قائلا إنها لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأمور. وقال زيلينسكي، في تصريحات بثت في المنتدى نفسه، "إن روسيا تبحث الآن عن هدنة قصيرة، وفترة راحة لاستعادة قوتها. يمكن أن ينظر إلى هذا على أنه نهاية للحرب، لكن مهلة كهذه لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع". وأضاف "السلام الحقيقي فعلا والدائم والصادق لا يمكن تحقيقه إلا عبر القضاء تماما على العدوان الروسي". وكان البيت الأبيض قد كرر الجمعة، أن زيلينسكي هو الوحيد الذي يمكنه الموافقة على بدء مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، رافضا أي فكرة عن ممارسة ضغوط أمريكية على كييف في هذا الاتجاه. وقال الجنرال مارك ميلي رئيس أركان الجيش الأمريكي، أخيرا، إن انتصارات أوكرانيا في ساحة المعركة قد تفتح نافذة لبدء محادثات من أجل حل سياسي للصراع. غير أنه أشار إلى أنه من غير المرجح، على المدى القصير أقله، أن تتمكن أوكرانيا من طرد روسيا عسكريا من كل الأراضي التي تحتلها في البلاد، بما فيها شبه جزيرة القرم. ونددت روسيا بقرار وارسو "الاستفزازي" بعدما رفضت بولندا السماح لسيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، بدخول أراضيها لحضور اجتماع وزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان: "قرار بولندا استفزازي وغير مسبوق"، مضيفة "لم تكتف وارسو بفقدان مصداقيتها بهذه الطريقة فحسب، بل تسببت أيضا في ضرر لا يمكن إصلاحه لسلطة المنظمة بأكملها". أعلنت بولندا، التي تنظم الاجتماع الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا مطلع كانون الأول (ديسمبر)، رفضها دخول لافروف أراضيها الجمعة. وقال مصدر في رئاسة المنظمة "نتوقع أن يختار الاتحاد الروسي أعضاء وفده، وفقا للوائح المعمول بها"، على ألا "يتضمن الأشخاص الخاضعين لعقوبات الاتحاد الأوروبي نتيجة العدوان الروسي غير القانوني على أوكرانيا في 24 شباط (فبراير)، بمن فيهم الوزير لافروف". وردت "الخارجية" الروسية بقولها "نحن مقتنعون بأن جميع السياسيين العقلاء يشاركون الجانب الروسي وجهة نظره أن مثل هذه الأعمال غير مقبولة". وأضافت "هذه القرارات المدمرة من جانب البولنديين تدفع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا نحو الهاوية" متهمة المنظمة بالتحول إلى "أرض" تستخدم "لإجراء تدريبات ضد روسيا". ومن المقرر أن يجتمع 57 وزيرا للخارجية في مدينة لودز الواقعة وسط بولندا في 1 و2 ديسمبر. وسيترأس الوفد الروسي ألكسندر لوكاشيفيتش السفير الروسي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بحسب موسكو. منذ إنشائها في 1975 في ذروة الحرب الباردة لتعزيز الحوار بين الشرق والغرب، تتخذ منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من فيينا مقرا لها. والاجتماع الوزاري السنوي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الذي يشارك فيه لافروف عادة، هو الجهاز المركزي لهذه المنظمة الدولية المسؤول عن قراراتها. وهو مناسبة لوزراء الخارجية لمراجعة عمل المنظمة في كل مجالات نشاطها. إثر الحرب، أعلنت بولندا ودول البلطيق الثلاث في سبتمبر توافقها على الحد مؤقتا من دخول المواطنين الروس أراضيها، حتى لو كانوا يحملون تأشيرات أوروبية. ودفن أمس رجلان قتلا بصاروخ سقط في قرية تقع جنوب شرق بولندا، وذلك في أولى جنازتين تقامان مطلع الأسبوع الجاري، في أعقاب الانفجار الذي أثار مخاوف من تحول الحرب في أوكرانيا إلى صراع أوسع. وقالت بولندا ودول غربية أخرى، إن الصاروخ الذي سقط في بشيفادوف، وهي قرية قريبة من الحدود مع أوكرانيا، أطلقه الدفاع الجوي الأوكراني لتتبع صاروخ روسي، لكنه أخطأ هدفه. وشككت أوكرانيا في هذا التفسير للحادث، وطلبت السماح لها بالوصول إلى المكان، ولعب دور في التحقيق في سبب الانفجار. وبالنسبة للقرية نفسها، دفع الانفجار السكان إلى الحداد حزنا على وفاة اثنين من جيرانهم. وقال الميكانيكي المتقاعد ريشارد تورتشانيك (67 عاما) "الأمر محزن للأسرة والقرية.. الجميع في حالة حزن شديد". وقبل الجنازة، قال القس بوجدان واتني: إن القتيلين "طيبان جدا". وقال سكان في القرية: إنهما كثيرا ما ساعدا اللاجئين الأوكرانيين. وأظهرت لقطات تلفزيونية المشيعين وهم يدخلون إلى المقبرة تتقدمهم فرقة موسيقية عسكرية. وغطت الأرض طبقة خفيفة من الجليد. وقالت معظم وسائل الإعلام البولندية: إن الرجل الذي دفن السبت اسمه بوجوسواف دبليو (62 عاما)، وكان يعمل في منشأة لتجفيف الحبوب في القرية عندما سقط الصاروخ. ولم تنشر وسائل الإعلام اسمي القتيلين كاملين مراعاة لمشاعر أسرتيهما.
مشاركة :