تعهد زعماء منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ "أبيك" بالحفاظ على نظام تجاري متعدد الأطراف يستند إلى قواعد وتعزيزه، بينما أدان معظمهم الحرب في أوكرانيا، وأقر البعض بوجود وجهة نظر مختلفة بشأن الصراع. وأضاف قادة التكتل المكون من 21 دولة في البيان الختامي لقمتهم التي استمرت يومين وانتهت في بانكوك، أمس، أنهم يدركون الحاجة إلى مزيد من الجهود المكثفة لمواجهة تحديات، مثل ارتفاع التضخم، والأمن الغذائي، وتغير المناخ والكوارث الطبيعية. وبحسب "رويترز"، اتفق قادة دول "أبيك" على بذل الجهود، لتعزيز الأمن الغذائي على المدى الطويل في العالم، وأكدوا من جديد تصميمهم على ضمان بيئة تجارية واستثمارية منفتحة وعادلة وغير تمييزية. وشدد القادة كذلك، على ضرورة الالتزام بفتح الأسواق، فضلا عن الاستعداد لمعالجة الاضطرابات في سلاسل التوريد، واتفقوا على العمل معا لسد الفجوة الرقمية بين الاقتصادات. واجتماع "أبيك" هو ثالث قمة تستضيفها المنطقة خلال الأسبوع الماضي، حيث استضافت كمبوديا قمة لجنوب شرق آسيا بمشاركة الصين واليابان والولايات المتحدة، بينما اجتمع قادة مجموعة العشرين بجزيرة بالي الإندونيسية. وهيمنت الحرب في أوكرانيا على القمتين اللتين عقدتا أولا، إضافة إلى التوترات بخصوص تايوان وشبه الجزيرة الكورية، وفقا لـ"رويترز". وقال زعماء "أبيك"، "شهدنا أيضا هذا العام تأثيرا سلبيا للحرب في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي، وتتسبب في معاناة كبيرة وتفاقم الأوضاع الهشة الحالية في الاقتصاد العالمي". وتابعوا، "كانت هناك وجهات نظر أخرى وتقديرات مختلفة للموقف والعقوبات، ومع إدراكنا أن "أبيك" ليس المنتدى المناسب لحل القضايا الأمنية إلا أننا نؤكد أن المشكلات الأمنية يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي". في السياق، شددت الولايات المتحدة والصين، القوتان العظميان المتنافستان، على أهمية الحوار بعد اجتماع قصير في بانكوك بين نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس والرئيس الصيني شي جينبينج، الذي واصل اللهجة التصالحية التي تبناها في اجتماعه مع نظيره الأمريكي جو بايدن. وقال مسؤول أمريكي إن هاريس وشي تحادثا قبل جلسة في المنتدى الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ "أبيك". ويأتي اللقاء بعد أقل من أسبوع على لقاء بين الرئيسين الصيني والأمريكي على هامش مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية، حاولا خلاله تخفيف التوتر بين القوتين العظميين المتنافستين. وأكد بايدن خلال الاجتماع الذي استمر ثلاث ساعات وكان الأول بينهما منذ تولي الرئيس الأمريكي مهامه في كانون الثاني (يناير) 2021، أنه "لن تحدث بالضرورة" حرب باردة جديدة بينما شدد شي على أن الصين لا تنوي "تغيير النظام الدولي الحالي". وذكرت هاريس خلال لقائها القصير مع شي الوجيز أهمية الإبقاء على قنوات اتصال مع بكين. وقال المسؤول الأمريكي طالبا عدم كشف اسمه أن هاريس شددت على رسالة بايدن ومفادها أنه "يجب أن نبقي خطوط اتصال مفتوحة بهدف إدارة المنافسة بين بلدينا بشكل مسؤول". من جهته، يتوقع شي جينبينج أن يعمل أكبر اقتصادين في العالم على "خفض حالات سوء التفاهم والأخطاء في الحكم" لتعزيز "عودة علاقات سليمة ومستقرة". ونقلت وسائل إعلام رسمية صينية عن شي جينبينج قوله "آمل أن تلعب نائبة الرئيس دورا نشطا" في هذه العملية. وفي مؤشر إلى انفراج في العلاقات الثنائية، من المقرر أن يزور أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي الصين مطلع 2023، وستكون هذه أول زيارة لمسؤول أمريكي كبير منذ 2018. ويمكن أن يتوجه شي جينبينج هو الآخر إلى الولايات المتحدة في 2023 في أول زيارة له أيضا منذ 2017، لحضور القمة المقبلة للمنتدى الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ التي سيتم تنظيمها في سان فرانسيسكو خلال الشهر الجاري. قال الرئيس الصيني شي جينبينج، في خطاب ألقاه الخميس، عشية قمة دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ "أبيك" في بانكوك، إنه يجب ألا تصبح هذه المنطقة "ساحة للتنافس بين القوى العظمى". وبحسب الخطاب الذي نشرته وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا"، قال شي، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة، إن منطقة آسيا - المحيط الهادئ ليست فناء خلفيا لأي أحد. وأضاف شي أنه لن يتم السماح بمحاولة شن "حرب باردة جديدة، وأن أي محاولة لتعطيل أو تفكيك سلاسل الإمداد الصناعية التي أنشأت على مدار عديد من الأعوام في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ستوصل التعاون الاقتصادي إلى طريق مسدود. وأشار إلى أن الانفتاح وحده هو الذي سيؤدي إلى حدوث تقدم، إذ يجب أن نبني سلاسل إمداد وسلاسل صناعية مستقرة وبلا معوقات". وأوضح أنه يجب أن يرفض الجميع أي محاولة لتسييس العلاقات الاقتصادية والتجارية أو استخدامها كسلاح. ووصل الزعيم الصيني إلى العاصمة التايلاندية، حيث ستنعقد قمة "أبيك"، بعد مشاركته في قمة دول مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية. وتزور كامالا هاريس الثلاثاء مقاطعة بالاوان الفلبينية على شواطئ بحر الصين الجنوبي الذي تطالب بكين بجزء كبير منه، وستكون بذلك أكبر مسؤولة أمريكية تزور المقاطعة.
مشاركة :