آلاف المستوطنين يقتحمون المسجد الإبراهيمي بحماية الجيش

  • 11/21/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اقتحم آلاف المستوطنين المسجد الإبراهيمي وسط الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، احتفالاً بدعوى الأعياد اليهودية. وأدى مستوطنون صلوات تلمودية وحفلات موسيقية داخل المسجد، ونصبوا خياماً في محيطه وساحاته. وبالتزامن مع اقتحامات المستوطنين للمسجد الإبراهيمي، اعتدى آخرون على منازل المواطنين في منطقة تل الرميدة وحارة جابر وسط المدينة، ما أسفر عن إصابة عدد من الأهالي بكدمات وجروح. كما هاجم مستوطنون مسجدي "باب الزاوية" و"الصدّيق" في شارع الشلالة وسط المدينة، وحطموا نوافذهما. وقالت مصادر فلسطينية إن آلاف المستوطنين تجمعوا عند ساحة المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة، بمناسبة الاحتفال بعيد "سبت سارة" وساروا في جماعات في شارعي باب الزاوية وبئر السبع وسط المدينة. وأشارت المصادر إلى أن المستوطنين خلال الاحتفال هاجموا المنازل والمحال التجارية، وأتلفوا بسطات الباعة، خلال سيرهم مما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة بالأيدي، ورشق بالحجارة تسببت بإصابة عدد من الفلسطينيين والإسرائيليين بكدمات ورضوض. وقالت الإذاعة الاسرائيلية إن قوات الاحتلال تدخلت وقامت بالتفريق بين الجانبين. وأضافت أن عشرات من المشاغبين اليهود ألقوا الحجارة صوب منزل عائلة فلسطينية وسيارات، مما أدى لإلحاق أضرار مادية فيها، لافتة إلى أن نحو 27 ألف زائر يهودي توجهوا إلى الخليل، لإحياء الذكرى الدينية "سبت سارة". وصدحت المساجد في الخليل عبر مكبرات الصوت بالتكبير في غير موعد الصلاة، وذلك تعبيرا عن الاحتجاج على أعمال المستوطنين خلال الاحتفال بحسب شهود عيان. وبث نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي، لقطات لجماعات المستوطنين وهم يرقصون في شوارع المدينة ويهتفون ضد السكان المحليين. وقال شادي سدر، الناشط الاجتماعي بالمدينة إن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها المستوطنون بالسير وسط المدينة، بأعداد كبيرة. وأضاف أن جيش الاحتلال أغلق المنطقة التي سار فيها المستوطنون، ومنع الفلسطينيين من التنقل في المنطقة. وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية دخول المستوطنين للبلدة القديمة من الخليل، واعتداءاتهم على المواطنين والمنازل والمحال التجارية، ورفعهم لـ"شعارات عنصرية معادية للفلسطينيين والعرب". وقالت الوزارة في بيان، تلقت "الرياض" نسخة منه، إنها تنظر بخطورة بالغة لهذه التطورات، والتي بدأت تأخذ طابعا جماعيا منظما، وبمشاركة قوات الجيش "في انعكاس مباشر للتوجهات المعلنة للحكومة الإسرائيلية المقبلة، تجاه الشعب الفلسطيني وقضاياه". وحمل البيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الممارسات وتداعياتها، معتبرة إياها دعوة علنية لتفجير دوامة من العنف يصعب السيطرة عليها. وطالب البيان المجتمع الدولي والإدارة الأميركية "بإدانة هذه الاعتداءات واتخاذ ما يلزم من الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي، لوقفها فورا ومنع تكرارها، واعتماد جماعات المستوطنين ومن يقف خلفها على قوائم الإرهاب والضغط على إسرائيل، لتفكيكها وتجفيف مصادر تمويلها، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ووضع حد لإفلات إسرائيل من المحاسبة والعقاب". ويبلغ عدد سكان الخليل قرابة 300 ألف نسمة ويعيش بينهم نحو 800 مستوطن تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وفق مركز الإحصاء الفلسطيني. واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في العام 1967 وأقامت عليها المستوطنات، التي تُعتبر مخالفة للقانون الدولي، ويعد ملف الاستيطان أبرز أوجه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأحد الأسباب الرئيسة لتوقف آخر مفاوضات للسلام بين الجانبين قبل منتصف العام 2014. وبحسب مؤسسات فلسطينية وإسرائيلية فإن 450 ألف مستوطن يقطنون في 132 مستوطنة و147 بؤرة استيطانية عشوائية في الضفة الغربية تهدف إلى إحكام الطوق على التجمعات الفلسطينية والاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي. من جهة ثانية، جدد رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، المكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، تحريضه على الفلسطينيين، حيث كرر اتهامه للفلسطينيين زاعما بأنهم "غير معنيين بإحلال السلام، ولا يرغبون في دولة تعيش إلى جانب إسرائيل". وردت تصريحات نتنياهو في كلمة له عبر الفيديو بثت، أمام أعضاء مؤتمر "التحالف الجمهوري اليهودي" في الولايات المتحدة، قائلا في كلمته إن "الفلسطينيين لا يرغبون في دولة تعيش إلى جانب إسرائيل، بل إنهم يريدون دولة تعيش لوحدها وبدلا من إسرائيل". وتعكس تصريحات نتنياهو موقفه الرافض لأي مفاوضات مع الفلسطينيين، حيث تأتي في محاولة منه للتهرب من المسؤولية لأي محاولة لتجديد مسار المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وكذلك ردا على التصريحات التي زعم من خلالها دعم "حل الدولتين". وتطرق نتنياهو في كلمته إلى علاقاته مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وإلى الملف النووي الإيراني، مؤكدا أنه "كانت هناك على مر سنوات طويلة خلافات في الرأي بين إسرائيل من جهة، وبين الإدارة الأميركية سواء جمهورية كانت أو ديموقراطية، حول قضايا وملفات مهمة". وأضاف نتنياهو، في كلمته أن "خلافات كهذه تعتبر خلافات داخل العائلة"، على حد تعبيره، مؤكدا أنه على استعداد للقيام بكل ما في استطاعته من أجل قطع الطريق أمام التسلح النووي الإيراني، حتى وإن كانت خطوته مخالفة لموقف الإدارة الأميركية". وأشاد نتنياهو بإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، قائلا إن "من دواعي سروري لوجود إدارة أميركية تتفق معي بشأن الملف الإيراني". وشارك في أعمال المؤتمر الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي كرر في تصريحاته اتهامه ليهود أميركا بأنهم لا يقدمون الدعم له، في كل ما يتعلق في الانتخابات الرئاسية، وتطرق إلى العلاقة بين إدارة بايدن وإسرائيل قائلا إن "العلاقة سيئة للغاية". وأشار ترمب إلى أنه قام خلال ولايته بقطع المساعدات المالية الأميركية التي تقدم للفلسطينيين، بينما أعادت إدارة بايدن جزءا كبيرا من المساعدات المالية للفلسطينيين.

مشاركة :