ضمن فعاليات البرنامج الفكري المصاحب لمهرجان الشارقة للشعر العربي، استضاف بيت الشعر، صباح أمس، ثاني الندوات النقدية التي جاءت تحت عنوان الدور الحضاري للشعر، وقسمت إلى جلستين، شارك في الجلسة الأولى د. الصديق عمر الصديق من السودان، ود.حاتم الفطناسي من تونس، وأدارها د. ماهر مهدي هلال من العراق. وتناولت الورقة التي قدمها عمر الصديق شعر أبي الطيب المتنبي ودوره الحضاري في الشعر العربي، فالشعر هو ممثل الأمة العربية في معرض الأمم الإنسانية، وهو بذلك سجل لمآثر العرب، وصورة ناطقة بألوان عيشها وتقلب أحوالها، وهو ديوان الحضارة العربية بسياقها العقلي والاجتماعي والاقتصادي. و قدم حاتم الفطناسي ورقة بعنوان ما الذي يقدر أن يفعله الشعر؟، قال فيها: لعله من الطبيعي أن يكون العقل العربي مدعواً اليوم إلى مرحلة جديدة من مراحل سيرورته، مرحلة يرى فيها ذاته كيف تشكلت ومفاهيمه كيف تخلقت وثماره ومنجزاته كيف استوت. وجاءت ثانية الجلسات بمشاركة د. أحمد ناجي الحيزم من تونس، ود. محمد أبو الشوارب من مصر، ود. جمال المقابلة من الأردن، وأدارها د.أحمد العقيلي من سوريا. قدم الحيزم مداخلة أكد فيها أن سؤال الدور الحضاري للشعر كان على الدوام مطروحاً، وأعيد طرحه كلما اشتدت الأزمة، بعد الثورتين الصناعية والتكنولوجية.وأشار إلى أن أكبر عدوان يتعرض له الإبداع هو عدوان المناهج النقدية، بداية باستبداد الإرث التقليدي الذي نقلناه من العرب الأوائل، إلى استبداد كثير من مناهج النقد الحديث. وقدم محمد أبو الشوارب ورقة تناولت ملامح الدور الحضاري للشعر العربي في العصر العباسي، حيثاستطاع الشعر هنا أن يشكل مشروعاً يضمن أصالته واستقلاليته. وجاءت ورقة جمال المقابلة بعنوان غنائية الشعر وشعرية الغناء، أكد فيها أنه لابد من تأمل الأقدار التي جعلت أكبر موسوعة في تاريخ الشعر العربي تأخذ عنوان كتاب الأغانيالذي وقفه مؤلفه أبو الفرج الأصفهاني على المئة صوت التي انتقاها مما غُني في العصر العباسي.
مشاركة :