شذى سالم: الدراما العراقية فقدت بريقها والسينما تُعاني

  • 1/18/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

منذ وقوفها أمام الراحلة سعاد حسني في فيلم القادسية مطلع ثمانينات القرن الماضي حتى مسرحيتها الأخيرة مكاشفات التي عرضتها للمرة الأولى في عمان، انحازت شذى سالم، الفنانة الأشهر بين ممثلات جيلها في العراق، للأعمال التاريخية والاجتماعية المعاصرة المعتمدة على اللغة العربية الفُصحى غالباً، مع تقديمها سواها بلهجتها محلياً وعربياً، حتى ابتعدت منذ 9 سنوات عن الدراما التلفزيونية تزامناً مع تذبذب وجودها سينمائياً بينما كرست حضورها مسرحياً وأكاديمياً. في حوار خاص مع الخليج فتحت سالم قلبها - على حد تعبيرها- للكشف عن هموم وشجون مع نفحة تفاؤل وجدتها ضرورية للاستمرار، نوردها خلال الأسطر التالية.. * كانت الفنانة نضال الأشقر مُرشحة لبطولة مسرحية مكاشفات فكيف تعاملتِ مع الأمر؟ - نص العمل وصلني منتصف تسعينات القرن الماضي، واقترح المخرج غانم حميد اسمي إلا أن ارتباطاتي الفنية حالت دون موافقتي، وعندما تأجل تنفيذ المسرحية سنوات لأسباب مختلفة ورُشحت مجدداً قبلت فوراً لأهمية وقيمة التجربة، التي تتحدث عن رفض الظلم والتهميش بكل أشكالهما وللعلم تربطني علاقة صداقة متينة مع القديرة نضال الأشقر، واشتركنا معاً في مسلسل حرب البسوس وهي قامة فنية كبيرة حفزني أكثر ترشيحها للدور نفسه نحو المزيد من التحدي والعطاء. * ما صحة توليكم بأنفسكم تركيب الديكور ومقتضيات فنية وتقنية، دون مساعدة القائمين على مهرجان الأردن المسرحي؟ - لا أحمل أحداً مسؤولية الظرف الطارئ، الذي حدث فنحن قدمنا المسرحية يوم الجمعة، وهو إجازة رسمية للعديد من الموظفين في المهرجان فضلاً عن انشغال غيرهم بمتطلبات أعمال أخرى وكنا أمام ضغطٍ مُضاعف لأنه العرض الجماهيري الأول لنا بعد توليفة مُصغرة في العراق، وشخصياً أفضل تركيب الديكور، وإتمام مهام تقنية بنفسي، لأدخل في الأجواء تماماً قبل الوقوف على الخشبة. * ما سبب انحيازك غالباً للأعمال التاريخية والمعاصرة المعتمدة على اللغة العربية الفصحى؟ - أحب الأعمال الضخمة التاريخية والكلاسيكية لأنها مُتقنة عادة، وتحتاج إلى ممثلين من نوعٍ خاص، ولا يستطيع الجميع إجادتها وتتطلب حفظاً دقيقاً لا يمكن تعديله يتزامن مع الأداء السليم فضلاً عن وصولها للوطن العربي دون حواجز واستنادها إلى عناصر مشتركة. * ما حقيقة اعتراض الراحلة سعاد حسني على مشاركتك في فيلم القادسية؟ - كان اعتراضها بسبب صغر سني حينها واعتقادها أنني لن استطيع التعامل مع دور سلمى لكن المخرج صلاح أبو سيف أصر على تجسيدي الشخصية بعدما شاهدني في فيلم يوم آخر وعلم بحصولي على جائزة أفضل ممثلة في السينما العراقية آنذاك. * هل صحيح أن الفنان عزت العلايلي صفعك 14 مرة؟ - نعم، وذلك لتصوير لقطة من عدة اتجاهات وكان يندمج في كل مرة حتى أصابني بألم شديد. * ما سلبيات اندراجك من أسرة فنية ابتداء من والدك طه سالم إلى شقيقتك سهى وشقيقك فائز؟ - السلبية الوحيدة كانت عدم التقائنا معاً داخل المنزل، لارتباطات فنية متباينة، وفي المقابل أسهمت نشأتي وسط فرقة والدي المسرحية في إدراك جوانب مهنية. * ألم يرتبط نجاح أحدكم بما حققه الآخر؟ - لا، ومع ذلك لا أنكر فضل والدي في انطلاقتي قبل أن أخط طريقي بمفردي، وشقيقتي سهىربما تأثرت بتجربتي عند انطلاقتها لكنها شقت مسارها لاحقاً. * لماذا غبتِ عن الدراما العراقية؟ - لأنها فقدت بريقها والكثير من قيمتها منذ عام 2003، ومن حينها لم أشارك سوى في مسلسلين آخرهما عام 2007 لأنني لم أشعر بجدوى جميع العروض التي وصلتني للعودة مجدداً، خصوصاً أن غالبية الأعمال أصبحت تتمحور حول القتل والدمار أو تتجه للكوميديا السطحية، والمُشاهد بحاجة إلى بارقة أمل مُغلفة بصيغة مُحترمة شكلاً وموضوعاً. * ماذا عن السينما؟ - السينما العراقية مظلومة وتُعاني دائماً محاولات طمسها عبر القائمين عليها، وعدم دعمها من الجهات المعنية، سواء عن قصد أو جهل، بحيث لا يحصل الشباب أصحاب المواهب على فُرص مواتية رغم حصدهم جوائز خارجية، ولا يُمنح هذا النوع من الفنون حقه للتطور. * ألهذا كرستِ حضورك مسرحياً وأكاديمياً؟ - نعم، ولن أبتعد عن خشبة المسرح ما دمتُ قادرة على العطاء فوقها كما يجب. * ما سر دعمك لجهود شبابية ومشاركتك في عروضهم؟ - أولاً، لأنني مُعلمة في كلية الفنون الجميلة ومن واجبي مساندة الطلبة، وثانياً لاكتسابي روحا شبابية بينهم ومدي بالطاقة منهم، وثالثاً لأنها معادلة الحياة بحلول جيل مكان آخر، وكُنتُ سعيدة بمشاركتهم في مسرحية سفينة آدم منذ شهور وقبلها أجراس النجاة وغيرهما. * ماذا تنقلين لهم: التفاؤل أم التشاؤم في ظل وضع فني عراقي مُتراجع؟ - التفاؤل، لأنه ضروري نحو التغيير الإيجابي، حتى إذا كنت متشائمة أو مستاءة من حال الدراما والسينما تحديداً، وأضرب دائماً مثالاً في تقديمي عرض المحنة على مسرح الرشيد إبان تدميره بحضور جمهور لافت ومتفاعل. * كيف تجدين إطلالات فنانين عراقيين في مسلسلات عربية مؤخراً؟ - جيدة بصورة عامة، لكن ملاحظتي كانت على الدور الذي أداه الفنان بهجت الجبوري في مسلسل فرقة ناجي عطا الله وطريقة تقديم شخصية السيدة العراقية في فيلم كباريه وليس على الممثل والممثلة.

مشاركة :