كتب - أحمد سيد: طرأت تغييرات كثيرة العام الماضي على قائمة أغنى 50 شخصية وأسرة عربية، التي تعدّها "أريبيان بزنس" للعام الـ 12 على التوالي، لتزيح الكثير من الشخصيات، وتبقي على أخرى. وتصدّرت المملكة العربية السعودية القائمة، حيث حافظَ الأمير السعوديّ، الوليد بن طلال، على المركز الأول، فيما قفز جوزيف صفرا، أغنى رجل مصرفي في العالم، إلى المرتبة الثانية، وتراجعت عائلة العليان، الحريصة على خصوصيتها، إلى المرتبة الثالثة. وخرج بعض الأثرياء من القائمة بسبب عوامل كثيرة من أبرزها، تخلي البعض منهم عن مهامهم في المؤسسات الرئيسية، وصعوبة تقييم وتقدير الثروات الخاصة ببعض الأفراد، وكان أسوأهم حظّاً الملياردير المكسيكي، كارلوس سليم، الذي فقد نحو 20 مليار دولار من صافي ثروته، خلال العام الماضي. ولم يكن 2015 من الأعوام الجيدة بالنسبة لأثرياء العالم، وانعكس ذلك على أثرياء العرب، أفراداً وعائلات، حيث فقدت القيمة الإجمالية للثروات 9% من قيمتها خلال العام الماضي، لأسباب اقتصادية كثيرة. ورغم توفّر بعض الملاذات الآمنة للأثرياء، إلا أن الذين توسّموا خيراً في سوق الأسهم الأمريكية، أصيبوا بخيبة أمل كبيرة إثر الخسارة الفادحة في مؤشري "داو جونز" و"إس آند بي"، اللذين أغلقا بنتائج سيئة نهاية العام الماضي، ليكون العام الأسوأ لهما منذ 2008. وفي الشرق الأوسط، لم يكن الوضع أفضل حالاً، حيث بلغت خسارة البورصة السعودية، أكبر بورصة عربية، ما نسبته 17% في 2015، ولم تحمل 2016 أي مؤشرات سارة، فقد سجّلت البورصات العالمية أداءً قياسيّاً سيّئاً في أول أسبوع من العام، إضافةً لاستمرار أسعار النفط بالهبوط. وتوضَح "أرابيان بزنس"، أنه تغيّر الكثير منذ نشرهم القائمة للمرة الأولى في 2004، حيث لم تقترب حينها المجلة من تقييم ثروة أغنى العرب في العالم، إلا أن عملية تجميع المعلومات على مدار الـ 12 عاماً الماضية أصبحت أكثر دقة. يذكر أن القائمة عادةً، لا تشمل أفراد الأسر المالكة أو السياسيين، لكن "أرابيان بزنس" استثنت بعض الحالات التي تعتقد أن ثروتهم، جُمِعت من خلال قطاعات الأعمال، والإنجازات التجارية المحضة، مثل الوليد بن طلال. أما بالنسبة لأثرياء العالم فقد أكد موقع بلومبيرغ الاقتصادي الأمريكي أن بداية العام 2016 جاءت صادمة ومحبطة لأثرياء العالم بعدما خسرت الشخصيات الـ400 الأكثر ثراءً في العالم ما إجمالي قيمته 194 مليار دولار خلال الأسبوع الأول من التداول في أسواق الأسهم العالمية في العام الجديد. وأظهر مؤشر الثروة الخاص بشبكة بلومبيرغ الإخبارية الأمريكية في تقريرها الأسبوع الماضي، أن 47 من أثرياء العالم قد خسروا مليار دولار أو أكثر خلال أسوأ أسبوع للتداول على الأسهم الأمريكية منذ العام 2011، وأن تلك الخسائر مجتمعة تزيد بمعدل 7 مرات عن مثيلتها في الخمسة أيام الأولى من التداول على الأسهم في عام 2015 والتي بلغت مجتمعة 29 مليار دولار. وقال المؤشر إن الخسائر جاءت بعد تأثر ثروات الأثرياء سلبًا على خلفية البيانات الاقتصادية الضعيفة في الصين وأسعار النفط المنخفضة. ويبلغ إجمالي صافي ثروات أكثر 400 شخصية ثراء في العالم على مؤشر الثروة 3.7 تريليون دولار بنهاية الأسبوع الماضي، قياسًا بأكثر من 4 تريليونات دولار قبل عام، ما يعادل الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا تقريبا. وسبق أن ذكر تقرير سابق لمجلة فوربس الأمريكية، أن 66 مليارديرا خرجوا من قائمة المليارديرات في العالم بعد تناقص صافي ثرواتهم الشخصية لتقل عن علامة المليار جراء الهبوط الحاد في أسعار الأسهم العالمية. وقالت المجلة الاقتصادية الشهيرة في تقرير نشرته 26 أغسطس 2015 بعنوان: العالم يفقد 66 مليارديرا في 8 أيام بعد أزمة الأسهم العالمية، أن الصين كانت، وعلى غير المتوقع، أكبر الخاسرين من حيث عدد المليارديرات، حيث فقد زهاء 21 مليارديرا صينيا موقعهم في قائمة المليارديرات. وقال التقرير أن إجمالي خسائر المليارديرات في الأسبوع الأول من التداول على الأسهم هذا العام يمثل انخفاضًا بنسبة 4.9% في إجمالي ثرواتهم، بحسب مؤشر الثروة. تصدر جيف بيزوس مؤسس أمازون دوت كوم الأمريكية، أكبر المواقع الإلكترونية للتجارة الإلكترونية في العالم وأكبر رابح بين مليارديرات العالم في العام المنصرم، قائمة الخاسرين في الأسبوع الأول من 2015، حيث انخفضت ثروته بقيمة 5.9 مليار دولار مع هبوط أسهم شركته بأكثر من 10 في المائة. ويحتل بيزوس المرتبة الرابعة عالميًا في قائمة أغنى أغنياء العالم بإجمالي ثروة شخصية قوامها 53.7 مليار دولار. كما انخفضت ثروة بيل غيتس الرجل الأغنى في العالم ومؤسس مايكروسوفت، عملاقة البرمجيات الأمريكية، بمعدل 4.5 مليار دولار لتصل إلى 79.2 مليار دولار، في حين تناقصت ثروة الملياردير الإسباني أمانسيو أورتيجا الذي يحتل المرتبة الثانية في قائمة أثرياء العالم، بمعدل 3.4 مليار دولار إلى 69.5 مليار دولار.
مشاركة :