مطالب بإجراءات لتهدئة المستثمرين في البورصة

  • 1/18/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - طوخي دوام: تكبدت البورصات العربية أمس خسائر فادحة لتصل إلى مستويات هي الأدنى في 12 عاماً، مقتفية أثر التراجعات الحادّة في أسواق الأسهم العالمية، مع استمرار هبوط أسعار النفط، وشهدت كافة الأسواق حالة بيع مذعورة بسبب حالة الخوف والهلع التي تسيطر على المتعاملين، لتصل معظم أسواق المنطقة لأدنى مستوى لها من سنوات. ولم تنجُ بورصة قطر من موجة التراجعات التي ضربت أسواق المنطقة في أولى جلسات الأسبوع لتسجل أكبر خسائر يوميّة في تاريخها بعد أن هبط مؤشر السوق أمس بنسبة قدرها 7% ليتخلى عن مستوى 9 آلاف نقطة وأغلق عند مستوى 8527 نقطة. ودعت أوساط اقتصادية إلى تهدئة حالة الهلع التي أصابت المتعاملين في البورصة والتي سجلت أمس أسوأ أداء يومي لها منذ التأسيس، محذّرين من أن استمرار انخفاض سوق الأسهم وفقد ثقة المستثمرين فيه سيكون لهما تأثير سلبي على ربحية الشركات وقد تمتدّ إلى القطاعات الاقتصادية الحقيقية بعدما تبخرت أموال المستثمرين وفقدوا الثقة في البورصة على الأقل الفترة الحاليّة. كما دعوا الشركات إلى مخاطبة المساهمين لتهدئة روعهم وحثهم على عدم التخلي عن الأسهم التي في حوزتهم وذلك من خلال الإفصاح عن نتائج الشركات المتوقعة هذا العام. بالإضافة إلى تسهيل قيام الشركات بشراء جزء من أسهمها كأسهم خزينة. ووصف الخبراء انخفاض البورصة أمس بالانهيار التاريخي والمبالغ فيه، بعد أن سجل مؤشر السوق أمس أكبر خسائر يوميّة له في جلسة واحدة منذ التأسيس. بعد أن خسر أمس أكثر من 650 نقطة، مشيرين إلى أن جهود بعض المحافظ والمؤسسات فشلت في وقف تدهور المؤشرات، عبر التدخل بالشراء، خلال جلسات الهبوط الكبير، حيث لم تصمد عمليات الشراء الانتقائي للأسهم أمام موجات بيع كاسحة قادها مستثمرون أجانب، وتبعهم آلاف المستثمرين الأفراد. وقالوا: إن حالات الهبوط الشديدة التي تشهدها البورصة منذ بداية العام الحالي وخاصة أمس، لا تعبّر عن أساسيات السوق، مشيرين إلى أن البورصة تحتاج لدفعة قوية لإعادة الثقة وجذب الاستثمارات الفردية والمؤسساتية مرة أخرى. وذكروا أنه لا توجد مبرّرات معقولة للخسائر التي تعرّض لها السوق الفترة الحالية، مشيرين إلى أن العامل النفسي للمتداولين هو الضاغط الرئيس على السوق، خاصة أن الغالبية العظمى منهم أفراد، الذين يهرعون للبيع العشوائي بمجرد حدوث أي انخفاض بغض النظر عن مدى مناسبة الوقت والسعر للبيع من عدمه. وأكدوا أن حماية السوق من التقلبات الخارجية تتطلب وضع آليات سريعة وإقرار بعض الإجراءات لوقف البيع المتواصل والعشوائي التي تعرضت لها بورصة قطر أمس والتي كبدها خسائر قاسية تجاوزت كافة توقعات المراقبين والمتعاملين في السوق. ولفت الخبراء إلى أن تراجع الأسهم القيادية بشكل لافت كان له دور كبير في استمرار توجّه السوق نحو مزيد من الخسارة، حيث زاد الشعور السلبي لدى المتعاملين، مشيرين إلى أن هناك الكثير من العوامل السلبية في جلسة تداولات الأمس أبرزها زيادة عمليات البيع من دون مبرّرات حقيقية. انخفاض غير مبرر وحول انخفاض البورصة أمس أكد المستثمر يوسف أبو حليقة أن موجة التراجع التي تعرّضت لها بورصة قطر غير مبرّرة على الإطلاق، إلا أنه أشار إلى أن الأجواء السلبية الخارجية التي صاحبت تعاملات السوق لعبت دوراً كبيراً في اهتزاز ثقة المستثمرين، ما أدّى لحدوث موجة كبيرة من البيوع من قبل المحافظ المحلية والأجنبية وبالتالي أثر ذلك على الأسعار وعلى المستثمر المحلي، بالإضافة إلى اتخاذ قرار البيع والشراء من قبل المستثمرين بالاعتماد على ما يجري على الساحة العالمية من أحداث أثرت بالسلب على نفسية المستثمرين بالسوق. وأوضح أن العشوائية والفوضى سيطرت على تعاملات المستثمرين في السوق، حيث تسارعت وتيرة عمليات البيع العشوائي غير المنظم الذي يهدف فقط للهروب من السوق، وتسابق الجميع مستثمرين ومضاربين للخروج النهائي من السوق بأي قدر من الخسائر وسط حالة من الهلع والذعر واليأس أصابت الجميع، وباتت الدهشة والاستغراب مما يحدث هي السمة المميّزة لكافة المتابعين لحركة التداول في بورصة قطر خاصة إذا ما تمت مقارنتها بحركة أي أسواق أخرى لما تتمتع به قطر من اقتصاد قوي وشركات تواصل تحقيق نتائج جيّدة. وأكد أن السوق سيتمكن من التغلب على موجة التراجع الحالية ويرتدّ صوب المكاسب، إلا أنه شدّد على أن الحذر الشديد لا يزال يسود تعاملات المستثمرين بعد موجات خسائر كبيرة اجتاحتهم خلال الجلسات الماضية، مبيناً أن توجّه المستثمرين سيكون قوياً في المستقبل نحو القطاعات الأقل خطراً أو الأسهم "دفاعية" حسب وصفه. دروس الماضي من جانبه قال المستثمر فايز عمار: إن أداء السوق أمس كان استكمالاً لباقي جلسات الأسبوع الماضي التي تواصل فيها البيع من قبل المحافظ الأجنبية والمحلية وهو ما دفع الكثير من المستثمرين للسير في ركبهم خوفاً من تراجع قوي آخر للمؤشر. وأشار إلى أن السوق يمرّ بمرحلة تذبذب واضحة متأثراً بالأسواق العالميّة وأن المُتحكم فى السوق الآن هو عامل الخوف الذي يُسيطر على المستثمرين دون سبب واضح ورغم قوة الاقتصاد القطري ورغم الأرباح التي حققتها الشركات وكذلك التوزيعات النقديّة التي أعلنتها هذه الشركات كل ذلك والخوف هو العامل الفاعل فى حركة السوق. عاصفة النفط وأكد أن عاصفة النفط تسببت بخسائر قاسية لجميع الأسواق الخليجية، والتي واصلت تراجعها الحادّ أمس استكمالاً لموجة التراجعات التي أنهت بها الأسبوع الماضي. وقال عمار: إن المستثمرين لم يتعلموا من دروس الماضي وتحركوا مجدداً ضمن سياسة القطيع، وهو ما كبدهم خسائر قاسية، مشيراً إلى أن أسعار الأسهم أصبحت مغرية جداً للشراء، مشيراً إلى أن الخوف من تراجع آخر للسوق هو سبب عدم دخول المستثمرين في عمليات شراء جديدة بالإضافة إلى أن بعض المستثمرين فقد الثقة بالسوق بسبب الخسائر القاسية التي تعرّض لها السوق خلال الجلسات الماضية. وأضاف: إن العامل النفسي ما زال مسيطراً على أغلب المستثمرين، لعدم وضوح الرؤية لديهم بمستقبل السوق مع استمرار تراجع أسعار النفط، ودعا المستثمرين إلى ضرورة الاحتفاظ بالأسهم التي في حوزتهم حتى لا يتكبدوا خسائر أكبر. وبين أن اللافت للانتباه ونتيجة سيطرة عوامل نفسية سلبية، عدم التفات المستثمرين إلى الأخبار الإيجابية، بينما نلاحظ في المقابل التفاعل السلبي والمبالغ به مع الأخبار السلبية. ودعا عمار المستثمرين إلى الاحتفاظ بالأسهم التي في حوزتهم وعدم التخلي عنها، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تعاود البورصة الارتفاع مرّة أخرى بعد زوال المسبّبات التي أدّت إلى تراجع السوق، حيث إن أساسيات السوق سليمة. وأكد أن الكثير من الأسهم يُمثل فرصة مناسبة للاستثمار في الوقت الحالي، لافتاً إلى عدم وجود تخوّف لدى الكثير من المتداولين من حالة الركود التي تسود العالم في الفترة الحاليّة.

مشاركة :