تسعى المفوضية الأوروبية إلى تجنب مزيد من الانقسامات بين الدول الأعضاء في التكتل على خلفية تعديل نظام الهجرة، من خلال خطة عمل عرضتها أمس لتسريع آلية نقل اللاجئين. ومنذ أعوام يواجه التكتل صعوبات في التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية توزيع المهاجرين غير النظاميين وطالبي اللجوء على دوله، ويواجه حاليا خلافا بين فرنسا وإيطاليا على خلفية منع روما رسو سفينة إنقاذ في الموانئ الإيطالية. ويعقد وزراء الداخلية في الاتحاد الأوروبي الجمعة محادثات أزمة لتذليل الخلاف، فيما عرضت المفوضية خطة عمل من 20 بندا داعية إلى حشد التأييد لها. ترمي الخطة إلى إعطاء دفع جديد لاتفاق ينص على توزيع ثمانية آلاف وافد سنويا على الدول الأوروبية، وتحسين التنسيق مع البلدان التي يتحدر منها المهاجرون لتسريع عودة أولئك الذين رفضت طلبات لجوئهم. وقالت يلفا يوهانسون مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية، "إن الخطة ترمي إلى تسريع آلية تطبيق خطة قائمة سبق أن وافقت عليها 12 دولة من الدول الأعضاء في التكتل في يونيو". نص ذلك الاتفاق على توزيع ثمانية آلاف وافد من طالبي اللجوء الذين تم إنقاذهم على شواطئ دول أعضاء، واقعة في جنوب التكتل ومطلة على المتوسط، أو في مياهها الإقليمية، على دول أوروبية أخرى. لكن الخلاف الدائر بين فرنسا وإيطاليا يهدد الاتفاق الذي يعد في ذاته حلا مؤقتا لاحتواء الأزمة في انتظار إقرار الدول الأعضاء تعديلا جذريا لنظام الهجرة. وقالت يوهانسون، "إن التركيز منصب اليوم على القطاع الأوسط للمتوسط حيث تثبت التطورات الأخيرة أن الأوضاع لا يمكن أن تبقى على ما هي عليه"، في إشارة إلى القطاع المائي الفاصل بين ليبيا وإيطاليا. وأضافت المفوضة أن هذا المسار شهد عددا قياسيا من عمليات العبور غير النظامية بلغ 90 ألفا، في زيادة تتخطى الـ50 في المائة مقارنة بالعام الماضي، معظمهم عبروا بمساعدة شبكات تهريب. وقابل ماتيو بيانتيدوسي وزير الداخلية الإيطالي خطة الاتحاد الأوروبي بترحيب حذر، مشددا على أهمية إحياء خطة يونيو لتوزيع المهاجرين على دول التكتل. وقال إن التطبيق العملي للاتفاق إلى الآن "أسفر عن نتائج غير كافية على الإطلاق بالنسبة إلى إيطاليا". وعلقت فرنسا التزامها استقبال 3500 بموجب الخطة، بعدما منعت روما رسو سفينة الإنقاذ "أوشن فايكينج" التابعة لمنظمة غير حكومية، في موانئها.