خبراء: رفع العقوبات وقود إيران للإبقاء على سياسة حافة الهاوية

  • 1/18/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا رأى عدد من الخبراء أن إيران بعد رفع العقوبات عنها ستعمد للتأكيد على أن المنطقة تعيش على حافة الهاوية، وذلك تحقيقاً لمصالحها الاقتصادية وأهدافها السياسية، معتبرين أن رفع العقوبات يعد وقوداً جديداً لتوترات المنطقة التي لا تخفي طهران أطماعها فيها، وتعمل لتحقيق ذلك بشتى السبل، معتبرين أن المطلوب عربياً لإفشال المخططات الإيرانية، تعزيز العلاقات البينية أولاً والانطلاق منها لبناء منظومة من العلاقات مع دول المنطقة والعالم، بهدف بناء جدران تحول دون تحقيق الأهداف الإيرانية في الفوضى الخلاقة التي تسعى لحرق المنطقة بنيرانها. على حد تعبير الخبير الأردني في الشؤون الإيرانية د. نبيل العتوم، فإن رفع العقوبات عن طهران هو وقود إيراني جديد للإبقاء على سياسية حافة الهاوية التي تعتمدها في المنطقة. إيران ستستفيد من التطورات الجديدة المتعلقة بقرار رفع العقوبات عنها سياسياً واقتصادياً، وستعمد إلى إعادة تدوير التوتر والفوضى في المنطقة، لكن بسخونة أشد، وهو ما سيترجم على الأرض بتفعيل إدارة الفوضى الخلاقة التي تنتهجها في المنطقة منذ سنوات. تفويض أميركي وأضاف لـالبيان، إن العين الإيرانية ترى أن الاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية تفويض من قبل واشنطن أن بإمكان طهران المضي في سياستها الإقليمية المتهورة، متفقاً في ذلك مع الوزير والنائب الأردني السابق د. ممدوح العبادي الذي رأى أن إيران ستعمد لتحقيق كل ما تصبوا إليه من مصالح عبر رفع الحظر الدولي عنها وعن أموالها المجمدة، كما ستعمل على مد جسور من العلاقة بينها وأميركا. واقتصادياً يرى العتوم أن طهران مستفيدة من رفع العقوبات سواء على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد، مشيراً إلى أن الاتفاق سيمكنها من الحصول على 100 مليار دولار خلال عامين، فيما ستحصل على نحو 15 مليار خلال خمسة أشهر خصماً من أصولها المجمدة، والتي تقدر بـ50 مليار دولار، مشيراً إلى أن هذه المبالغ ستمكنها من النهوض اقتصادياً وشراء قطع الغيار وغيرها من الاحتياجات. تسخين ملفات ووفق العتوم، فإن إيران ستعمل على تسخين ملف ما تصفها بالأقليات في المنطقة، عبر سياسية الفوضى الخلاقة، مشيراً إلى تصريح رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، عندما قال إن إيران ستواصل دعم ما تسميه بمحور المقاومة وحركات الممانعة وتعزيز نفوذها في المنطقة، ولفت الخبير السياسي الأردني إلى ما قاله عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، ودعوته إلى أن يكون رفع العقوبات قراراً متزامناً مع مراقبة السلوك الإيراني في المنطقة. وعلق د. العتوم على ذلك بالقول: أميركا لم تشترط في قرار رفع العقوبات ذلك، وهو ما يعني استناداً إلى السلوك الإيراني السابق، زيادة البيئة الصراعية الإيرانية. ونوه العتوم إلى اعتماد إيران على ما يعرف بدبلوماسية حافة الهاوية، ومن خلالها ستسعى طهران في الفترة المقبلة إلى مكاسرة الإرادات السياسية مع الخليج، من خلال مداخل الأزمات فيها، وخاصة السورية، إضافة إلى محاولة توتير الأوضاع، ذلك أن طهران ترى في حافة الهاوية أمراً مفيداً لها على الصعيدين السياسي والاقتصادي التي من خلالها ستعود أسعار النفط إلى الارتفاع من جديد، في حال نجحت إيران في تصعيد علاقاتها مع الرياض. المطلوب عربياً ويرى نبيل العتوم، أن المطلوب عربياً هو الدعوة إلى انتهاج خط سياسي يقيم صيغة تعاونية أفضل مع دول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز العلاقات البينية، بين الدول العربية. أما المستوى الثاني وفق د. العتوم فيقوم على أهمية تعزيز العلاقات العربية العربية في ظل غياب القوة الإقليمية، ووضع تصور رؤية عربية مشتركة، وانشغال بعض الدول بشؤونها الداخلية. ولفت إلى غياب لدور دول الاتحاد المغاربي عن أحداث وتطورات المنطقة. وقال: هذا يثير التساؤلات، داعياً كذلك إلى وضع مشروع عربي مع الدول الفاعلة في المنطقة، كمصلحة براغماتية مهمة، وذلك في إطار تعزيز الجهد العربي والإقليمي. وهو ذات الاتجاه الذي ذهب فيه الوزير الأردني السابق ممدوح العبادي الذي دعا الحلف العربي الناشئ بقيادة السعودية والإمارات ومصر إلى المبادرة لبناء تكتل عربي قوي يستطيع أن يملأ الفراغات الموجودة الآن بين القوى السياسية في المنطقة. وأضاف: هو حلف عربي عليه أن يضم حوله بقية الدول العربية لمحاولة الولوج إلى قوة حقيقة تحمي المنطقة من كل النوائب. وختم بالدعوة إلى ضرورة المسارعة في تحقيق المصالحة في الدول العربية التي تعاني من أزمات، من دون اعتماد على القوى الدولية تحقيقاً للمصلحة العربية. شروخ توقع د. نبيل العتوم، أن يؤثر الاتفاق الجاري في علاقات طهران وموسكو، وقال إن دوائر التحالفات التي تقف داخلها روسيا ليست متينة كما يراها البعض. يقول: هناك الكثير من الشروخ في العلاقات الإيرانية الروسية، ومن شأن رفع العقوبات على إيران أن يزيد من هذه الشروخ، خصوصاً أن علاقات طهران لن تكون محصورة بالدب الروسي فقط، وهو ما يثير ويزيد من إثارة حفظية موسكو.

مشاركة :